الزعيمان عبدالفتاح السيسى وشى چين بينج فى 2014 بالصين جولة الرئيس عبدالفتاح السيسي، التي يقوم بها حاليا، والتي تتضمن زيارة ثلاث دول آسيوية، هي سنغافورة، والصين، وأندونيسيا، تأتي في توقيت هام للغاية، لاسيما بعد الإنجاز الذي حققه المصريون وأبهروا به دول العالم بإتمامهم حفر قناة السويس الجديدة في مدة لا تتجاوز عاماً واحداً، ومن ثم فإن توجه الرئيس السيسي، في هذه الآونة لزيارة هذه القوي الاقتصادية الهامة، والتعاطي مع النمور الاقتصادية الجديدة التي وضعت أقدامها بثبات علي طريق الاقتصاد العالمي، يعد تدشيناً لمرحلة جديدة في علاقات مصر الخارجية، التي تتميز بتعدد التحالفات، والشركاء الإقليميين والدوليين، وتؤكد سياسة التوازن في تعاملات مصر مع الدول الخارجية. وتعكس جولة الرئيس الآسيوية، سياسة مصر الخارجية التي تقوم علي الانفتاح والتعاون مع كل دول العالم والاستفادة من التجارب الناجحة للدول البازغة اقتصاديا في جنوب شرق آسيا للاستفادة منها في تحقيق التنمية الشاملة في مصر. واستهل الرئيس، جولته الآسيوية الحالية بزيارة تاريخية هامة إلي سنغافورة التي تعد الأولي من نوعها لرئيس مصري كما تتواكب مع احتفال الشعب السنغافوري بالعيد الخمسين للاستقلال واحتفال كل من مصر وسنغافورة بإقامة العلاقات الدبلوماسية بينهما منذ نصف قرن. المباحثات التي أجراها الرئيس السيسي مع رئيس سنغافورة توني ثان، تهدف بالأساس إلي بحث سبل تعزيز العلاقات الثنائية والاستفادة من التجربة الاقتصادية الناجحة لسنغافورة وجذب استثمارات جديدة لمحور تنمية قناة السويسي إضافة إلي التعاون في عدد من المجالات الهامة من بينها إدارة الموانئ وتحلية المياه وبناء القدرات وتدريب الكوادر والبرامج الخاصة بالصناعات الصغيرة والمتوسطة والتدريب المهني والتعليم بالإضافة إلي بحث قضايا مكافحة الإرهاب والقضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.. ويلتقي الرئيس السيسي خلال زيارته لسنغافورة برئيس وزراء سنغافورة وعدد من رؤساء الشركات والمستثمرين السنغافوريين. وأوضحت السفيرة فاطمة جلال، سفيرة مصر بسنغافورة، أن زيارة الرئيس التاريخية جاءت بناء علي دعوة من الرئيس السنغافوري تقديرا لدور مصر علي المستويين الدولي والإقليمي في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا مشيرة إلي أن زيارة الرئيس لسنغافورة تركز بشكل أساسي علي ثلاثة مجالات للتعاون بين البلدين هي التعليم الفني وإدارة الموانئ وتحسين إدارة المياه وتحلية مياه البحر لأغراض الزراعة لاسيما أن هذه المجالات لها أهمية كبيرة للتنمية في مصر مع إعلان الرئيس السيسي عن استصلاح أكثر من 4 ملايين فدان خلال الثلاث سنوات القادمة. يذكر إن الرئيس السيسي خلال مباحثاته في سنغافورة، يبحث العمل علي زيادة حجم التبادل التجاري بين البلدين الذي وصل إلي 671 مليون دولار في 2014 وتشجيع الشركات في سنغافورة علي الاستثمار في مصر. سنغافورة كانت من أولي الدول التي دعمت ترشح مصر لمقعد غير دائم في مجلس الأمن وكان لها دور داعم لثورة الشعب المصري في 30 يونيو، ومن المتوقع أن يقوم الرئيس خلال لقائه مع رجال الأعمال والمستثمرين السنغافوريين بطرح فرص الاستثمار الواعدة في مصر في شرق التفريعة ومحور قناة السويس وعدد من المناطق الاقتصادية الأخري ويعرض التيسيرات التي تمنحها مصر لرؤوس الأموال الأجنبية وتعديلات قانون الاستثمار. المحطة الثانية الهامة في جولة الرئيس السيسي، هي بكين، العاصمة الصينية، حيث من المقرر أن يشارك الرئيس في مراسم احتفال الصين بمرور سبعين عاما علي انتهاء الحرب العالمية الثانية التي ستقام بميدان السلام السماوي بالعاصمة الصينية. مباحثات الرئيس السيسي مع نظيره الصيني، شي جين بينج، ورئيس الوزراء، لي كيكيانج، هي مباحثات تتم في إطار العلاقات المتميزة التي تجمع البلدين وتعكس الإرادة المشتركة لدعم علاقات المشاركة الاستراتيجية واستشراف آفاق جديدة للتعاون بينهما فضلا عن متابعة نتائج الزيارات المتبادلة بين الجانبين المصري والصيني لاسيما نتائج زيارة الرئيس السيسي للصين في ديسمبر 2014. ومن المتوقع أن يتم خلال زيارة الرئيس للصين توقيع عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم في عدد من المجالات الهامة ومن المتوقع أن تتصدر ملفات الطاقة والاستثمار المباحثات الهامة التي يمر بها الرئيس السيسي خلال زيارته لبكين. كما يلتقي الرئيس السيسي مع عدد من رؤساء الدول والحكومات المشاركين في احتفالات الصين بمرور سبعين عاما علي انتهاء الحرب العالمية الثانية للتباحث معهم حول سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين مصر ودولهم وتبادل الرؤي ووجهات النظر حول القضايا الدولية والموضوعات الإقليمية ذات الاهتمام المشترك. جاكارتا، العاصمة الأندونيسية، هي المحطة الثالثة في جولة الرئيس عبدالفتاح السيسي الآسيوية وهي تعد الزيارة الأولي لرئيس مصري لأندونيسيا منذ عام 1983 حيث يعقد الرئيس لقاء هاما مع الرئيس الأندونيسي «جكو ويدودو» يعقبه اجتماع موسع بحضور وفدي البلدين ومن المقرر أن تشهد الزيارة التوقيع علي مذكرات تفاهم بين البلدين في عدد من مجالات التعاون الثنائي. وخلال زيارته لأندونيسيا، يقوم الرئيس السيسي بزيارة مقر الأمانة العامة للتجمع الاقتصادي لدول جنوب شرق آسيا «الآسيان» حيث سيلتقي سكرتير عام التجمع لبحث سبل تعزيز التعاون والتنسيق بين مصر ودول الآسيان علي الصعيد الاقتصادي لاسيما في ضوء الفرص الواعدة التي توفرها مصر في إطار العديد من المشروعات التنموية والاستثمارية التي تدشنها في المرحلتين الراهنة والمستقبلية. ويؤكد المحللون السياسيون والخبراء الاقتصاديون أهمية زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي إلي دولة أندونيسيا وهي دولة إسلامية كبري يبلغ تعداد سكانها 552 مليون نسمة، وتعتبر أكبر اقتصاد في جنوب شرق آسيا وعضوا في مجموعة العشرين ويقدر إنتاجها القومي بنحو تريليون دولار بما يعني أن دعم التعاون معها والتعرف علي كيفية إدارة اقتصادها وتجاربها بما يفيد صاحب القرار المصري في نقل أبرز الإيجابيات لإحداث نقلة نوعية كبري في الاقتصاد المصري باعتبار أن أندونيسيا أحد القوي الاقتصادية الكبري ونموذجا ناهضا وناجحا.