اكد الدكتور علي عبدالحميد أستاذ المحاصيل وتربية النبات في جامعة الزقازيق، أن مصر حققت بالفعل الاكتفاء الذاتي من القمح، في الوقت الذي تستورد كميات هائلة منه بالعملة الصعبة، وقال عبدالحميد، الحائز علي جائزة الجامعة التقديرية في العلوم الزراعية والبيطرية في حوار ل"آخرساعة" إن الفلاح يستخدم ما يحصده من القمح كعلف للحيوانات والدواجن، لأن العلف أغلي سعرا من القمح، لافتا إلي أن الدولة ليست لديها شون كافية لتخزين إنتاج المزارعين من القمح. وإلي تفاصيل الحوار. كيف أثبت أن مصر تحقق بالفعل الاكتفاء الذاتي من القمح؟ - بالدراسة العلمية المستفيضة متوسط احتياج الفرد من القمح في معظم دول العالم 80-90 كجم سنوياً وإذا افترضنا أن احتياجات الإنسان المصري تزيد عن المعدلات العالمية بسبب اعتماده علي الخبز في الغذاء ولتكن 100كجم سنوياً وحيث إن آخر تعداد سكان مصر قد يقترب من 90 مليون نسمة نجد أن إنتاجنا من القمح في العام الماضي يزيد علي 9 ملايين طن أي أنه يكفي احتياجاتنا المحلية دون الحاجة الي استيراد. واحتياجات الفرد السنوية في مصر تبلغ ضعف المعدلات العالمية وتتراوح بين 190-200 كجم في السنة وهذا تقدير وهمي وغير مبني علي أساس علمي سوي أنه عبارة عن خارج قسمة إجمالي ما تم استخدامه من أقماح سواء محلية أو مستوردة علي عدد السكان . وفي دراسة أجريتها حول حقيقة الاكتفاء الذاتي من القمح، أشرت إلي أسباب ارتفاع معدل احتياج الإنسان المصري من القمح وهل هو حقيقة أم لا ومع ارتفاع هذا المعدل غير الحقيقي أيضاً سنوضح السبل التي يمكن بها مواجهة الاحتياجات المحلية المتزايدة. هل هناك فجوة بين الإنتاج والاستهلاك المحلي من القمح؟ - بالرغم من زيادة المساحة المنزرعة بالقمح والتي بلغت في العام الحالي 2013/2014 حوالي 3.2 مليون فدان وبالرغم من ارتفاع انتاجية وحدة المساحة ليصل إلي 22 أردبا كمتوسط عام والإنتاج الكلي ليصل هذا العام إلي 9.5 مليون طن إلا أنه مازالت هناك فجوة مقدارها 40% من نسبة الاحتياج الكلي سنوياً فالمساحة المزروعة عام 2013 / 2014بالقمح زادت بنسبة220% عما كانت عليه 1981 وكذلك الكمية المنتجة في هذه الفترة زادت بنسبة 490% أي تضاعفت خمس مرات بالرغم من أن سكان مصر كان في 1981 حوالي 43.3 مليون نسمة وفي عام 2014 ما يقرب من 90 مليونا بزيادة مقدارها 197% تقريبا. ومن هنا نستطيع أن نجزم بالدليل القاطع أن سبب الفجوة بين الكمية المنتجة والكمية المستهلكة يرجع إلي التقدير الخاطئ لمعدل استهلاك الفرد والذي قدر 190-200 كجم في السنة بنسبة متضاعفة عن معدلات الاحتياجات العالمية للفرد والمشكلة من وجهة نظرنا أن معدل الاستهلاك المشار إليه بالنسبة للفرد المصري غير الحقيقي (وهمي) ولا يستفيد منه الفرد مباشرة ولا يدخل في تغذيته ولكن يضيع جزء كبير منه لا يقل عن النصف في نواحي عديدة. مثل ماذا؟ - أولا استخدام القمح في تغذية الحيوان والدواجن وهذا لا يقل عن مليون طن سنويا والسبب انخفاض سعر كيلو القمح عن سعر كيلو العلف الذي يباع في الأسواق المصرية حيث سعر كيلو العلف أعلي من سعر كيلو القمح وبالتالي لابد من التحايل بطرق متعددة لاستخدامه كعلف سواء حبوب القمح أو طحن الخبز الجاف. وثانيا الفاقد نتيجة سوء صناعة رغيف الخبز المنتج ولا يقل الفاقد فيه أيضاً عن مليون طن سنوياً سواء عيوب في الصناعة وكذلك السحلة وغيرها . وثالثا الفاقد فيما بعد عمليات الحصاد والنقل والتخزين والطحن وهو لا يقل عن 800 ألف طن سنوياً. ولماذا لم تشتر وزارة التموين باقي إنتاجي مصر من الأقماح والمقدرة العام الماضي ب 5.6 مليون طن؟ - قد يكون السبب عدم إلزام الفلاح بالتوريد وعدم ربط كمية محددة للتوريد عن كل الفدان، أو قلة عدد الشون أو الصوامع اللازمة لتخزين هذه الكميات من الأقماح، أو عدم مناسبة السعر المحدد من الحكومة بالنسبة للفلاح، والإجابات الثلاث صحيحة وكل منها له سبب.