كل أزمة أو حرب، فتش عن إيران. وفي كل بلد عربي بداية من العراقوسوريا ومرورا بدول الخليج.. وحتي السودان واليمن.. كان للإيرانيين يد.. بشكل أو بآخر.. وبصورة مباشرة أو غير مباشرة، أما الهدف المعلن فهو حماية الضعفاء ضد الشيطان الأعظم أمريكا.. وتابعها إسرائيل.. أما الهدف الحقيقي فهو فرض السيطرة والهيمنة علي الدول العربية والعودة للقيام بدور الشرطي للقوي العظمي.. وإيجاد موطأ لقدم في المياه المفتوحة.. ومنافسة الدور التركي العثماني.. بالمنطقة ماذا تريد إيران من المنطقة؟ الإجابة جاءت في تقريرين أحدهما علي موقع بلومب رج الأمريكي الشهير.. والثاني لوكالة رويتر للأنباء.. وفيه أن إيران تريد أولا أن تنافس تركيا في أحلامها بالمنطقة العربية.. وأحلام رئيسها أردوغان بالتحديد بالعودة بالخلافة العثمانية مرة أخري منذ أن ألغاها مؤسس تركيا الحديثة كمال أتاتورك.. وإيران بذلك تريد أن تقوم بدور الشرطي بالمنطقة وبخاصة في بلدان الخليج العربي.. وهو الدور ذاته الذي كان يقوم به باقتدار شاه إيران الراحل بهلوي كما أن إيران تريد أن يكون لها موطأ قدم.. ليس في باب المندب الذي تحكمه المواثيق الدولية وتنظم الملاحة فيه دول إقليمية ودولية وتخدمه قواعد عسكرية في قاعدة العند باليمن وبالتحديد في عدن.. أو في جيبوتي أو إرتيريا.. ولكنها تريد أن يكون موطأ قدميها في المياه المفتوحة وليس في بحر العرب ولكن في المحيط الهندي. وكل تلك أوراق.. كانت ومازالت.. تلعب بها إيران كما تقول رويتر في مباحثاتها السابقة مع القوي العظمي.. حول ملفها النووي أو حتي في أي ترتيبات مستقبلية خاصة بالمنطقة. ومن هنا.. كان التوجه الإيراني منذ الحرب ضد العراق في العام 2003.. وسقوط صدام حسين السني هناك، وبروز الدور الإيراني اقتصاديا وعسكريا ودينيا.. وبخاصة في الأماكن الشيعية وفي العتبات المقدسة في النجف وكربلاء.. وبالتحديد في الجنوبالعراقي.. وهو الدور الذي تمدد لعقود.. ليصل الآن.. لسيطرة حكومة شيعية علي مقدرات العراق.. ومشاركة إيرانية تصل لدرجة التورط في الملف العراقي.. وآخرها المشاركة العسكرية الفعالة في الحرب ضد داعش.. وبخاصة في حرب تحرير مدينة تكريت.. التي شاركت فيها إيران جنبا إلي جنب مع قوات عراقية نظامية شيعية وقوات حشد شعبي من الشيعة العراقيين.. وهي القوات التي اتهمتها أكثر من جهة دولية وإقليمية بارتكاب جرائم حرب.. ليس في تكريت وحدها بعد تحريرها.. ولكن في كثير من المدن السنية التي تم تحريرها.. من داعش ونفس القوات كانت السبب وراء تمرد الكثير من القوات العراقية النظامية السنية ضد قادتها وانضمامها لداعش هربا من الشيعة. نفس الحال.. ولكن بسيناريو آخر حدث في سوريا في حرب إيران بجانب نظام بشار الأسد.. بدعوي حماية الشرعية وشيعة سوريا الذي ينتمي إليهم بشار.. ونظامه العلوي ذو الأقلية.. وهنا تحالفت قوي عسكرية إيرانية مع قوات من حزب الله اللبناني وبالفعل شاركت في معارك فعالة في بلدتي القلمون.. ودرعا جنوبدمشق وشهدت المعارك وصول العشرات من الجثامين من الإيرانيين وحزب الله من الحرب في سوريا.. وتعزز هذه القوات قوات إيرانية أخري شاركت مع حزب الله.. بالحرب وبالقيام بعمليات عسكرية ضد إسرائيل منذ أواخر تسعينيات القرن الماضي.. خاصة في حربي لبنان الأولي والثانية.. ولا يخفي هنا الدور الإيراني المتزايد عسكريا واقتصاديا وروحيا.. لشيعة لبنان.. وبالذات لحزب الله الذي صعد بقوة علي الساحة اللبنانية.. بعد خفوت نجم حركة أمل الشيعية.. في أواخر ثمانينيات القرن الماضي والتي كان يقودها الصدر الذي اختفي في ليبيا. وفي غزة يوجد إيرانيون يقومون بتدريب بعض عناصر حماس.. ويشاركون في تطوير الأسلحة محلية الصنع.. وهي الأسلحة.. كما تقول صحيفة الواشنطن بوست الأمريكية التي حاول الإيرانيون تهريبها إلي غزة عن طريق السودان في وقت سابق.. وعن طريق تواجد إيراني في السودان.. انتبهت إليه السودان مؤخرا.. وأغلقت المكاتب الإيرانية بالخرطوم.. والتي كان بعضها تابعا للحرس الثوري الإيراني ولا يخفي علي أحد.. دور إيران المشبوه في إثارة القلاقل في الخليج بداية من الإمارات واحتلالها لجزر أبوموسي وطنب الصغري وطنب الكبري.. وإثارتها للقلاقل والنعرات الطائفية.. بين الشيعة والسنة وبخاصة في البحرين، حيث تساند جمعية الوفاق الشيعية ماديا وإعلاميا عن طريق قنواتها التي تبث باللغة العربية مثل: العالم واللؤلؤة أو في المناطق الشرقية السعودية.. حيث توجد أقلية شيعية هناك. وعنوان ذلك كله.. كما رصدته الصحف البريطانية قوة عسكرية.. ذاع صيتها مؤخرا داخل وخارج إيران.. وهي قوة فيلق القدس.. الذي يقوده اللواء الإيراني: قاسم سليماني.. وهو فيلق تابع لقوات الحرس الثوري الإيراني وهو قائد ميداني.. شارك في معارك مع الشيعة في العراق، ومع نظام بشار ضد معارضيه.. في سوريا ومع حزب الله في لبنان إلي جانب ما تسرب من معلومات عن قيامه بالتوجه لليمن شخصيا.. وبعد اندلاع الحرب هناك وعاصفة الحزم للاطلاع علي استعدادات الحوثيين ضد قوات التحالف العربي وهو ما نفته إيران.. وأكدت أن الرجل داخل إيران حاليا وإن كان مازال يقود المعارك بنفسه، في العراق ضد داعش وفي درعا.. بدمشق.