ساعات من مباراة غينيا التي فاز فيها منتخبنا الوطني 2-0 سادت حالة من القلق والتوتر علي أعضاء الجهاز الفني لمنتخب مصر، وظل المدرب المدرب الأرجنتيني هيكتور كوبر يضرب كفاً علي كف طوال فترة المعسكر بسبب سوء التنظيم وعدم معرفته هل تقام المباراة أم تلغي، وهل سيلعب مباراة واحدة أم مبارتين، وكان آخر من يعلم. أعضاء الجبلاية طلبوا تذاكر سفر إلي دبي لمرافقة المنتخب "بلوشي" إذا عرف السبب بطل العجب، والحكاية تبدأ عندما طلب الأرجنيتي خوض مباراة ودية مع أحد المنتخبات القوية، ولكن اتحاد الكرة لم يوافق واشترط بعض أعضائه الاتفاق مع منتخب من المرتبة الثالثة حتي لايتعرض الفريق لأي هزة جديدة. وتم الاتفاق مع منتخب غينيا علي إقامة مباراة دولية بعد استبعاد اللعب مع منتخبات صاحبة تصنيف مثل ساحل العاج وجنوب أفريقيا وغيرهما.. وعقب الاتفاق الذي تم من الباطن مع إحدي شركات تسويق المباريات وهي من أصل هولندي برأسمال لبناني ويمثلها شخصان هما "زهران نايل" وبالفعل تم الاتفاق علي كل البنود.. وبالطبع بمعرفة الشركة الراعية الرئيسية لمباريات الفريق الوطني وكذا الراعي لاتحاد الكرة. ويطل علينا المشهد الثالث بجلسة مفاوضات خبيثة بين كل الأطراف أرغمت اتحاد الكرة علي اللعب بدون مقابل وكان من المقرر أن تقام المباراة في البداية في دبي وتقوم الشركة المسئولة بتحمل كافة المصروفات والبدلات ولا تدفع أي مليم لاتحاد الكرة في سابقة خطيرة وغير مفهومة بالمرة!! وتجيء التفاصيل في المشهد الرابع الذي يكشف فيه لهث وجري أعضاء اتحاد الكرة للحصول علي موافقات الشركة للسفر إلي دبي والاستمتاع بالسياحة هناك والاقامة في فنادقها وطلبوا من الشركة المسئولة ضروة توفير عدد معين من الدعوات لمصاحبة الفريق الوطني، وحدثت مشادات بين أعضاء الجبلاية لهذا الأمر، وحاول مسئولو الشركة الإفلات من المأزق وقاموا بنقل المباراة إلي المغرب، إلا أن المحاولة لم تفلح ولم تؤت بثمارها لأن أعضاء اتحاد الكرة قالوا.. من دبي إلي المغرب لن تفرق ولازم نسافر ورفض أصحاب الشركة هذه الضغوط وهددوا بعدم إقامة المباراة!! ويشهد المشهد الخامس اتصالات مكثفة من رجال الجبلاية والذين افتضح أمرهم بضرورة «زحلقة» تلك الشركة وتم استدعاء «مازن مرزوق» والذي يشارك منذ فترة في إحدي شركات تسويق المباريات واللاعبين والمدربين وقام بالاتصال بالجانب الغيني وساعد في «زحلقة» الشركة الأولي والتي كانت قد أبدت موافقتها علي اقتسام قيمة تذاكر المباراة في حالة إقامتها خارج مصر.. وقام مازن مرزوق بوضع العديد من الشروط الخفية وغير المعلنة مع أعضاء الجبلاية ومع الشركة الراعية والتي سوف تكون مسئولة في ذات الوقت عن التسويق معه ليحصل علي قيمة الإعلانات والبث الفضائي وغير ذلك من المكاسب التي سوف تتحقق له وللشركة بعيدا عن الأعين!! تلك هي قصة مباراة غينيا ومصر والتي سوف تتكرر بكل تأكيد مع المباريات القادمة بعد أن تحول الفريق الوطني إلي سلعة راكدة ويستغل البعض هذا الموقف السيئ لصالحه ولتحقيق مكاسب عدة وتلك التفاصيل وغيرها يعلمها المهندس خالد عبد العزيز وزير الرياضة الصديق الصدوق لمازن مرزوق وشريكه الآخر في ذات الشركة وعلي الوزير المسئول التحرك فورا للتحقيق في كل الظروف والملابسات التي واكبت تلك المباراة ودراسة ومناقشة كل تفاصيلها بعناية من أجل تنظيم مباريات المنتخب بطريقة تحفظ كرامة الفريق الذي يحمل اسم مصر ولاتعرضه لمافيا المباريات من السماسرة وتجار السلع المغشوشة. من ناحية أخري جاءت مباراة مصر وغينيا لتضع النقاط فوق الحروف لعدد من القضايا الهامة التي تهم الفريق الوطني وجهازه فقد وضع أسامة نبيه العديد من الحقائق المجردة أمام المدرب الأرجنتيني والذي فوجئ بمستوي أداء بعض اللاعبين وركز علي اللاعبين الذين خاضوا العديد من المباريات الرسمية والدولية مع الفريق من قبل والغريب أنه وجه انتقادات عديدة لسوء مستوي بعض النجوم متسائلا عن أسباب ودوافع اختياراتهم من الأجهزة السابقة، وطلب المدرب الأرجنتيني من نبيه تدوين بعض الملاحظات علي اختياراته وإن كان هناك من تم استبعاده بدون سبب واضح فعليه مصارحته علي الفور، إلا أن المدرب المسئول أكد للارجنتيني أن المجموعة التي تم إختيارها هي الأفضل حتي اللحظة وأن عليه متابعة مباريات الدوري الممتاز وكذا متابعة اللاعبين المحترفين خارج مصر. المدرب الأرجنتيني لم يخف قلقه وتوتره من مستوي اللاعبين وطلب العديد من المعسكرات المغلقة والمباريات الودية من أجل إعادة الانسجام والتفاهم بين اللاعبين قائلا.. الفريق عايز شغل كتير جدا جدا ولابد من أن يكون له شكل ثابت وأداء واضح وأن هذا لن يجيء بين يوم وليلة خاصة أن اللقاءات الرسمية للفريق قادمة وأن الفترات المتاحة غير كافية علي الإطلاق مشيرا إلي أنه سوف يتابع كل اللاعبين بنفسه وسوف يلتقي بمدربي الأندية من أجل تصحيح بعض الأخطاء المزمنة للكرة المصرية. وعلي صعيد الأحداث داخل جدران اتحاد كرة القدم فقد بات مؤكدا بدء مجموعة من الأعضاء تشكيل وتكوين جبهة انتخابية جديدة استعدادا للانتخابات القادمة ولمن لهم حق الترشح بعد إلتفاف الأكثرية حتي اللحظة حول هاني أبوريدة كمرشح لمنصب رئيس اتحاد الكرة.. ويعمل أبوريدة بكل جد وهمة عن طريق الأعضاء الموالية له للمجيء بمجلس موحد بلا معارضة علي الإطلاق، وتلك الأحداث هي الغالبة الآن بصرف النظر عن أهمية أي حدث آخر يخص الجبلاية من قريب أو بعيد، بالرغم من سخونة الصراع بين الأعضاء لتحديد مسئولية من سيتولي الإشراف علي المنتخب الأول حيث عادت المنافسة واحتدت للغاية في الفترة الأخيرة.