فجأة .. وبدون سابق إنذار قفز اسم المدرب الأرجنتيني هيكتور كوبر لتولي مسئولية المدير الفني لمنتخب مصر خلال المرحلة القادمة.. وفجأة.. وبدون علم أو معرفة بدأ اسم المدرب يتداول سريعا علي ألسنة مسئولي الجبلاية الذين غرقوا في شبر مية في رحلة البحث عن مدرب أجنبي يقود اللعبة ويساعد في دفعها إلي الأمام.. ماذا حدث؟ ولماذا تم اختيار المدرب الأرجنتيني؟ وماهي حصيلة اتصالات رجال الجبلاية؟ ومن الذي استطاع حسم التعاقد مع الرجل الغامض هيكتور كوبر القادم من الأرجنتين الذي سيقود الفريق خلال أيام؟! الحاضر الغائب أنقذ «كوبر» واتحاد الكرة اختلف رجال الجبلاية في كل شيء طوال الفترة الماضية ومنذ لحظة الاتجاه للتعاقد مع مدير فني أجنبي.. ومنذ إقالة واستبعاد شوقي لم يتم حسم المشكلة وردد مجلس علام أنه ينتظر التعاقد والاتفاق مع مدرب من أصحاب السمعة والخبرة الأفريقية الجيدة وأنه لابد من الانتظار لاستعراض كفاءة المدربين الأجانب المشاركين في نهائيات الأمم الأفريقية.. وتعالت الصيحات والتعليقات وانطلقت التصريحات الرسمية وغير الرسمية حول الأسماء المرشحة وتحديد قائمة طويلة من المدربين الأجانب الذين يرغبون في قيادة الفريق الوطني المصري، إلا أن كل هذه التصريحات.. وكما أكدنا ذلك خلال الأسبوع الماضي لاتمثل إلا «حمل كاذب» بعد تخلي آلان جريس الفرنسي عن وعوده وبعد صعوبة موقف ليكنز البلجيكي وبعد مغالاة ريكارد الهولندي وغيرهم من المدربين.. وبالفعل تعرض اتحاد الكرة لموقف أكثر من حرج وكان المخرج الوحيد خلال الأسبوع الماضي وأثناء الاجتماع الذي انعقد بعد وصول برقية من أحد وكلاء المدربين الذي يعرض خدمات الأرجنتيني هيكتور كوبر وذلك في اللحظة التي كان سيقوم الاتحاد بالإعلان عن الاتفاق مع حسن شحاتة كمدير فني للفريق الوطني.. أو تجديد التحاور مع آلان جريس الفرنسي الذي اشترط التعاقد مع مدرب عام ومدرب أحمال.. إلا أن اتفاق اتحاد كرة القدم أثناء جلسته علي ضرورة الاتصال بالحاضر الغائب في الجبلاية المهندس هاني أبوريدة جعلهم جميعا ينتظرون رأيه عندما أشاروا عليه بدخول هيكتور كوبر المنافسة مع آلان جريس الذي كان قاب قوسين أو أدني من الاتفاق مع الاتحاد المصري لكرة القدم، إلا أن رأي هاني أبوريدة حسم الموقف بصورة نهائية ولصالح المدرب الأرجنتيني دون إبداء أي أسباب فنية أو مادية مؤكدا أنه متابع جيد لعمل هذا المدرب وأنه سيكون في الوقت الحالي الأفضل للكرة المصرية، وأن علي اتحاد الكرة الإسراع في الانتهاء من الاتفاق معه وهو ماحدث بالفعل خلال الأيام الأخيرة الماضية.. وحتي اللحظة لايعلم أحد لماذا فضل أبوريدة الخواجة الأرجنتيني علي الخواجة الفرنسي رغم ضعف كفة هيكتور كوبر مقارنة بشهرة آلان جريس الفرنسي وموقفه الجيد من تولي منتخبات قوية علي المستوي الأفريقي عكس الأرجنتيني الذي لم يتول تدريب أي فريق علي ذات المستوي. التعاقد مع بمدرب الصدفة اشترط ضرورة الوصول إلي نهائيات الأمم الأفريقية عام 7102 وعدم التأهل يعني فض وإلغاء وإنهاء التعاقد بين الطرفين، وكذا اشترط ضرورة الوصول إلي نهائيات كأس العالم القادمة بروسيا عام 8102 وعدم الوصول يعني أيضا المصير السابق.. وحتي اللحظات الأخيرة قبل كتابة التعاقد لم تتضمن بنوده أية شروط جزائية علي الإطلاق باستثناء شرط واحد بقيام الطرف الذي يرغب في إنهاء التعاقد بدفع مرتب شهرين للطرف الآخر.. والتعاقد بين الطرفين لايعطي أي حق لاتحاد الكرة في إنهاء تعاقد المدرب الأرجنتيني لأي سبب من الأسباب حتي ولو ساءت النتائج لاقدر الله وحاول الاتحاد الاستغناء عن الأرجنتيني وسط أي تصفيات وتمت الموافقة علي زيادة راتب الجهاز الفني بنسبة 01% حال الصعود لنهائيات أفريقيا. والمشكلة الأكثر خطورة الآن علي اللعبة أن الجهاز الفني سوف يبدأ من نقطة الصفر مرة أخري.. فالموسم الكروي منقطع ولاتوجد بطولة دوري بالمعني الحقيقي والمفهوم بين دول العالم، ومستوي اللاعبين في عيون خبراء اللعبة لا يساوون أي قيمة إذا ماتمت مقارنتهم باللاعبين ضمن المنتخبات العربية والأفريقية التي شاركت في نهائيات الأمم الأفريقية الأخيرة.. والأندية والفرق شبه خاوية من اللاعبين أصحاب المهارات والقدرات البدنية والفنية الفائقة ولايوجد اللاعب صاحب الخبرة الطويلة والمحنك الذي يستطيع السيطرة علي أي مباراة وتحويل النتائج لصالح فريقه، أو حسم أي نتيجة لصالح الفريق المصري وهذا لأسباب عديدة منها اعتزال العديد من النجوم أصحاب القدرات والمواهب مثل أبوتريكة وبركات وغيرهما من النجوم ومؤخرا سرت كل هذه المعلومات إلي المدرب الأرجنتيني عن طريق «التسريبات» من داخل مصر ومن خارجها أيضا من أجل تطفيش المدرب مبكرا.. وتوضيح الصورة الأكثر من سيئة لمستوي اللعب في مصر، بالإضافة إلي التسريبات التي تؤكد عدم وجود بطولة منتظمة وعدم وجود لاعبين وأيضا تسريب تقارير عن مستوي الفريق خلال التصفيات الأفريقية طوال السنوات الست الأخيرة ومقارنة مستوي منتخب مصر بمستوي أضعف المنتخبات الأفريقية، وبالطبع هناك هدف من تلك التسريبات من أجل زعزعة ثقة المدرب الجديد وإحباطه مبكرا وإرسال رسالة إليه بأنه في طريق مسدود وربما يتراجع ويتيح الفرصة لغيره ممن ينتظرون المنصب سواء من الأجانب أو المصريين. ومن ناحية يحاول جمال علام رئيس مجلس إدارة اتحاد الكرة إعادة تجميع أعضاء المجلس بعد حملة الخلافات التي دبت مؤخرا بين كل الأعضاء بسبب اختيار المدرب الأجنبي وكذا العديد من الموضوعات الهامة والتي تشغل اتحاد الكرة ولم يتم وضع أي حلول حتي الآن ويريد علام توفير أفضل مناخ سواء لكل العاملين داخل اتحاد الكرة أو للجهاز الفني للمنتخب وكذا يتابع إجراءات عودة الدوري الممتاز الذي تساءل المدرب الأرجنتيني عن مصيره.. وقد رصد اتحاد الكرة عائد الوديعة الخاصة بالاتحاد للصرف علي مرتبات الجهاز الفني وتصل تلك الوديعة إلي مليوني دولار و004 ألف دولار وهو مايجلب مايقرب من مليون جنيه شهريا كفوائد علي تلك الوديعة وهو ذات المبلغ تقريبا الذي سوف يتكلفه الجهاز الفني بقيادة الأرجنتيني هيكتور كوبر وهو مايؤكد عليه اتحاد الكرة مرارا وتكرارا وهناك دعم في الصرف علي المدير الفني الجديد من جانب الشركة الراعية لاتحاد الكرة التي يهمها استمرارية البطولة وكذا وجود منتخب وطني علي مستوي جيد ومعه مدير فني وأن تكون هناك حالة استقرار من أجل تسويق المباريات.