الفكر النافق.. الأفق السقيم، الإظلامي، الحض علي كراهية الآخر، المختلف أينما كان وكيفما كان بل إبادته.. الفحيح البغيض للدعاة الجدد الذي تحول إلي كريشيندو وهيستيري عبثي عبر بدعة مسماة ميكروفون غرس في كل الجوامع والزوايا والذي يروج في كثير من الأحيان للتعصب والجهالة ويرسخ لاستبداد عقائدي بتشوبه أفكار مغلوطة لاتنتمي للعقيدة النبيلة، كل هذا مصحوب بالضجيج والصخب الأجوف من خلال مكبرات الصوت التي تزلزل أمن الوطن وتحاول النيل من المواطنة فتصيب كعب أخيل في مقتل كما تقول الأسطورة اليونانية ومن ثم تضرم النار في قلب الفتنة الخاملة وأتعجب من وزير الأوقاف د.حمدي زقزوق فلا أحد يختلف عن استنارته وألق فكره ولا أحد أيضا لم يستمع خلال سنوات مديدة لتصريحاته التي بلغت الواحد بعد الألف عن أن الميكروفونات بدعة ومجرمة قانونا ولابد من حظر مكبرات الصوت ويبدو أن كلام الليل يمحوه النهار كما يقال في ألف ليلة وليلة فهي مجرد حكايات وتصريحات لتهدئة النفوس الثائرة والثكلي علي حال الوطن ولايكفي أن يحتفظ وزير الأوقاف بالتنوير والسماحة لاستعماله الشخصي »البيتي« فالمنصب يقتضي تفعيل التصريحات أيضا المبرر المزمن إزاء من يعظون في الزوايا ويبثون الخطاب الديني المشوه أن تلك الزوايا لا تتبع الوزارة إذن يامعالي الوزير فليتم غلقها مثلما يتم الآن منع الفضائيات التي تغتصب وعي هذا الشعب وإبادة عقله وروحه. هل العفة، الفضيلة، الضمير، الرحمة، العدالة، وكل القيم النبيلة تحتاج إلي مكبرات الصوت، كفانا مداهنة ونفاقا ومزايدة تجاه الدهماء والمرتزقة والمتآمرين ضد أعرق الأوطان والحضارات وأقول إن المسئول الذي يفتقد الجسارة لتفعيل الصواب والوفاء بالوعود فليترك الفرصة لغيره ربما يحظي بالجسارة المنشودة لإنقاذ ماتبقي بعد الدمار والتخريب النفسي والروحي الذي تنضح به شرائط الكاسيت والكتب المروجة للخرافة والكراهية بمباركة المسئولين في الوقت الذي تقوم الدنيا ولا تقعد لاغتيال شهرزاد ألف ليلة وهو لا يخرج عن إطار كونه زينة ودرة التراث.