من يتابع تفاصيل وصلات »الردح« والاتهامات المتبادلة بين فاروق حسني وزير الثقافة الطلق الحر، وبين السجين الفنان محسن شعلان القابع خلف الجدران والمحبوس علي ذمة قضية سرقة زهرة الخشخاش، يجد أنها تدين الوزير وتثبت إهماله الجسيم عما وصلت إليه ثروات مصر ومقتنياتها الفنية النادرة، ولو أني في مقعد وزير الثقافة فاروق حسني لقدمت استقالتي فورا واعترفت بأخطائي وإهمالي في حق دولة تحتضن ميراثا حضاريا كبيرا إذ تعتبر قبلة لكل سائحي العالم.. وبداية هذه »الوصلة« التي لاتليق بمستوي مسئولين كبيرين بدأت بالوزير عندما أدلي بتصريحات »استفزازية« في حق شعلان قائلا: »إحنا شايلين عنه بلاوي، ومانع عنه اتهامات كثيرة«، وقتها تساءل رجل الشارع: ولماذا لايفصح الوزير عن هذه »البلاوي« إلا إذا كان خائفا من شعلان الذي ربما يكون حاملا عليه بلاوي هو الآخر؟ ورد شعلان علي الوزير بقوة عبر صفحات الجرائد: أخرج »البلاوي من جعبتك، واتهمه أنه المفروض أن يحني رأسه خجلا وانكسارا لسرقة لوحة الخشخاش التي يقدر ثمنها ب 55 مليون دولار، بينما علق علي سرقتها الوزير: إن سرقة لوحة لاتعني ضياع الدنيا« بل وتساءل شعلان ساخرا: أي اتهامات تمنعها عني والنيابة أنهت تحقيقاتها.. هل تدخرها لسرقات أخري قادمة لن تجد لها كبش فداء غيري؟ بعد هذه الطلقات »النارية« التي صوبها شعلان إلي جمجمة الوزير، توقعت من الثاني أن ينشر كل غسيل شعلان الملوث كما ادعي فكان رد فاروق حسني هزيلا يدينه أكثر مايدين الأول عندما كشف الإهمال »بالصور« في معظم متاحف مصر، وهنا تحسر الرأي العام علي صور مقتينات مصر الفنية النادرة ملقاة في »البدرومات« و »المخازن« بلا أي عناية فقد طالها الإهمال بكل صوره، بينما كان الوزير غائبا.. وتساءل الجميع: وأين كان الوزير وقت حدوث هذا الإهمال قبل سرقة اللوحة، وحبس شعلان. ولماذا لم يحاسب المقصرين؟.. بل لماذا تحرك فقط في هذا التوقيت »بالذات«؟. وبالمناسبة: أنا ليست لي أي صلة بالرجلين، ولا يهمني تبرئة أحدهما أو إدخاله غياهب السجون، لكنني أسأل الوزير الرحيل قبل استئناف باقي وصلات »الردح« وتبادل الاتهامات.