أيام قليلة وتبدأ وقائع الدورة ال 67 لأهم مهرجان سينمائي عالمي، مهرجان «كان» الذي سوف يقام في الفترة بين 14- 25 مايو الحالي، ويحضره مثل كل عام أكثر من خمسة آلاف إعلامي بين ناقد سينمائي وصحفي ومصورومحرر تليفزيوني، وسوف يتابع وقائع المهرجان مئات القنوات الفضائية حول العالم، وقد تم اختيار السينما الإيطالية لتكون ضيف شرف هذا العام، لذا تم اختيار صورة مميزة للنجم الإيطالي الرحل مارشيلو ماستروياني من فيلم «8 ونص» للمخرج الإيطالي الشهير فريدريكو فلليني، لتصبح شعار هذه الدورة من المهرجان، أما أسطورة السينما الإيطالية صوفيا لورين، فهي ضيفة حفل الافتتاح، ويتم تكريمها بعرض واحد من أهم أفلامها «الزواج علي الطريقة الإيطالية» ضمن برنامج لإعادة عرض أهم كلاسيكيات السينما الإيطالية، ومنها من أجل حفنة دولارات للمخرج سيرجيو ليوني، وأفلام لفيسكونتي ودي سيكا، وتفاجأ صوفيا لورين بعرض آخر أفلامها «صوت إنساني» وهو فيلم قصير 25 دقيقة من إخراج ابنها، إيدواردو بونتي، وهو مأخوذ عن مسرحية تحمل نفس الاسم تم تقديمها في الخمسينيات من القرن الفائت، وتقترب من المونودراما، وتجسد فيه صوفيا لورين شخصية أنجيلينا، المرأة التي تتلقي مكالمة هاتفية من زوجها يخبرها فيه أنه سوف يهجرها إلي امرأة أخري ولن يعود إليها مجددا، وتحاول إنجلينا جاهدة أن تثنيه عن عزمه، ولكنها تستمع إلي صوت الباخرة وتدرك أنه قرر السفر، وأن هذه المرة الأخيرة التي تستمع فيها لصوته، ويذكرنا هذا الموقف بشكل ما بنهاية فيلم الخيط الرفيع لسيدة الشاشة فاتن حمامة، الذي قدمته من قرابة أربعين عاماً. يعرض فيلم «جريس أميرة موناكو» في حفل الافتتاح، وهو من بطولة نيكول كيدمان التي تؤدي شخصية جريس كيلي الممثلة الشقراء الجميلة التي اشتهرت في الخمسينيات من القرن العشرين، وكانت نجمة أفلام ألفريد هيتشكوك، ثم وقع نظر «رينيه» أمير موناكو عليها وعرض عليها الزواج، علي أن تهجر حياة السينما والأضواء وتستقر معه في إمارة موناكو التي تقع جنوبفرنسا، علي شاطئ الريفييرا، ففعلت وتركت فراغا هائلا في حياة المخرج البريطاني الذي كان يعتبرها النموذج المثالي للمرأة التي يقدمها في أفلامه، ويلعب الممثل البريطاني «تيم روث» شخصية الأمير موناكو، أما أحداث الفيلم الذي أخرجه «أوليفيه داهان» فتدور في عدة محاور منها الصراع السياسي بين الأمير رينيه، وشارل ديجول، في سنوات الخمسينيات، أما المحور الثاني فهو علاقة جريس كيلي بعالم السياسة بعد أن أصبحت أميرة لدولة صغيرة، يعتمد اقتصادها في المقام الأول علي السياحة ونوادي القمار وتنظيم مسابقات للسيارات بحيث أصبحت قبلة لأثرياء العالم والمشاهير، ثم معانة جريس كيلي وعدم قدرتها علي التأقلم مع حياتها كأميرة، وافتقادها لنجوميتها كفنانة أمريكية شهيرة، وصولا إلي حادث السيارة الشهير الذي أودي بحياتها، وهي في أوج جمالها وصباها! لجنة تحكيم هذه الدورة ترأسها المخرجة النيوزيلاندية جين كاميون، وتضم من فرنسا الممثلة كارول بوكيت، والمخرجة الأمريكية صوفيا كوبولا، والممثل الأمريكي ويليام دافو، والمكسيكي جايل جارسيا بيرنال، ويتسابق علي السعفة الذهبية عشرون فيلما لكبار مخرجي العالم معظمهما سبق له الفوز بها في سنوات سابقة، بينهم المخرج التركي نوري بيلج جيلان الذي يشارك بفيلمه نوم الشتاء، و دافيد كرونينبيرج الذي يقدم فيلم «خريطة النجوم» بطولة جوليان مور، وكاري فيشر، وتدور أحداثه حول حياة النجوم بهوليوود، وكان المخرج دافيد كرونيينبرج قد حصل علي جائزة لجنة التحكيم الخاصة في عام 1996 عن فيلمه «كراش»، أما الأخوان داردين، فيعودان مرة أخري للمسابقة الرسمية بفيلم «يومان وليلة» بطولة الفرنسية ماريون كوتيار، وسبق أن حصلا علي جائزة لجنة التحكيم الخاصة عن فيلمها الفتي والدراجة، كما حصلا علي السعفة الذهبية عن سيناريو فيلم «صمت لورا» كما حصلا علي السعفة الذهبية في عام 2005 عن فيلم الطفل، وقبلها في عام 1999 علي السعفة الذهبية أيضا عن فيلم «روزيتا». أما المخرج أتوم ايجويان فهو يشارك بفيلمcaptives بطولة الممثل الأمريكي ريان رينولدز، وتدور أحداثه حول رجل شاب تختطف ابنته، فيسعي لاستعادتها ويتعرض لمخاطر وأهوال من أجل ذلك، والمخرج أجويان ولد في مصر لأبوين أمريكيين وعاش فترة شبابه ومراهقته في كندا، وترشح للسعفة الذهبية أكثر من مرة وحصل عليها عن فيلمهthe sweet hereafter في عام 1997. أما المخرج الإنجليزي كين لوتش فيشارك في المسابقة الرسمية بفيلم «جيمي هول» الذي تدور أحداثه في الثلاينيات من القرن العشرين حول الناشط السياسي جيمي جرالتون، وعلاقته بمنظمة الألوية الحمراء في أيرلندا، وسبق أن حصل كين لوتش علي السعفة الذهبية عن فيلمه الريح التي تهز حقول الشعير، في عام 2006 كما حصل علي جائزة لجنة التحكيم الخاصة عن فيلم «نصيب أنجيل»، أما المخرج «مايك لي» فيشارك بفيلم مستر تيرنر عن حياة الفنان التشكيلي البريطاني جي.إم .تيرنر، وسبق لمايك لي أن حصل علي السعفة الذهبية عن فيلمه «عام آخر»، كماحصل عليها في عام 1996 عن فيلم أسرار وأكاذيب ، ويعود المخرج الفرنسي العجوز جان لوك جودار بأحدث أفلامه «وداعا إلي لانجاج» والغريب أن جودار الذي شارك في عدة دورات من مهرجان كان لم يحصل علي السعفة الذهبية ولا مرة، وهو من أهم رواد الموجة الجديدة في السينما الفرنسية واشتهر بأفلام رجل وامرأة ، ورجل وامرأة بعد عشرين سنة، والحياة للحياة، والحياة والحب والموت. -ويقدم المخرج بينت ميللر فيلمه صائد الثعالب، من بطولة تشانينج تاتوم، وستيف كاريل، ومارك رافاللو، وتدور أحداثه حول بطل أوليمبي في المصارعة يتعرض للقتل علي يد شقيقه، أما الممثل الأمريكي المخضرم تومي جونز فيقدم في المسابقة فيلما من تمثيله وإخراجه باسم « the homesman» من بطولة هيلاري سوانك وميريل ستريب التي تقدم شخصية امرأة مختلة عقليا، يتم نقلها من نيبراسكا إلي إيوا ليتم علاجها، وتتولي مهمة نقلها علي متن طائرة تقودها امرأة تلعب دورها هيلاري سوانك .