ختم الزميل الكاتب محمود صلاح مقاله شجرة عجوز بكلمات هي «جفت شجرة الحياة أصبحت شجرة عجوزا وحيدة لاتظلل ولاتثمر ولا نفع فيها ولافائدة سوي أن تقتلع جذورها الجافة لتصبح حطبا يدفئ حياة الآخرين» وبكل الإصرار والجدية أقول له أوصانا الرسول الحبيب في حديثه «إذا قامت الساعة وفي يد أحدكم فسيلة فليغرسها» وهذا يعني الأمل والعمل والخير والنماء والعطاء والرحمة فما نغرسه حتي لو لم نجن ثماره فهو لغيرنا خير ونعمة وهبة يأخذ منها من يأخذ ويستفيد منها من يستفيد ويستظل تحتها من يستظل وليأخذ كل نصيبه من الدنيا وأنت عزيزي قد أبليت بلاء حسنا في حياتك ولازلت أخلصت في عملك قدمت للحياة أولادا يشقون طريقهم بنجاح وثقة ومازالت كتاباتك عطاء وإن كانت الأوراق الخضراء اليانعة قد اصفرت من حولنا فالحمد لله أنها لم تصفر داخلنا وقد بقيت بداخلنا قوة نحارب ونقاوم بها لنستطيع الحياة التي تحيطنا بقسوتها وتشدنا لنبدو أصحاء معافين رغم ما أصابنا من ضعف ومافقدناه ونالنا وأخذته منا الأيام فهناك دائما مبعث لشعاع ضوء ونور وإن كان خافتا مهما اشتدت بنا الظلمات ونال من شجرة حياتنا الزمن وأصابها الهرم بفضل الله يمكن مواصلة مسيرة الحياة رغم الشعور المتجدد بالإحباط حتي صمت كلماتك بأن «الأعضاء لم تعد وارفة ذات ظلال فهرب كل من كانوا يستظلون بي عندما نصبت الفروع وسقط بعضها وأصبحت كل مواسمي خريفا دائما» بطرد الإحساس بانفضاض من كانوا يستظلون ويحتمون بنا ونضوب الفرع فدائما يوجد من يحتاج لأن يستظل ويحتمي مع اختلاف الصورة فكن لهؤلاء الشجرة الوارفة والعطاء المستمر والابتسامة المشجعة وحصن الحب والأمان.. انظر حولك فستجدهم وتجد أيضا أصدقاء جددا قد يكونون أكثر إخلاصا من أصدقائك القدامي بهم يغمرك دفء الصداقة وترسو علي شاطئهم تبحر وتعود معهم ولهم فتش وانتظر متفائلا فما أكثر الضعفاء الذين ينتظرونك وعطاءك وظلك ليحتموا به من تقلبات الزمن بلمسة حانية وكلمة طيبة وبذل من الجهد والمال فهذا العطاء هو مايبدل شعورك من الأسي إلي الراحة ويرفع عنك الإحساس بثقل المعاناة وضياع العمر وانفراط العقد وذهاب الأحبة وابتعاد الاصدقاء.. قم بغرس جديد كما أوصانا الحبيب وستجد حياة أخري ومعاني متجددة تحيلك لطائر محلق سعيد مبتسم راض متفائل يحس الجمال ويستشعره يوزع الحب علي كل من حوله.