بينما كان يحدثني بغيظ، عن كائن عشوائي اسمه التوك توك، وكيف خبط سيارته وهي متوقفة، وياريت الأمر انتهي عند كسر فانوس السيارة " أبو 2000 جنيه " لكنه تلقي وجبة بلطجة دسمة من البيه سواق صراصير الأسفلت.. بينما كان صديقي يشرح حكاياته مع التوك توك كنت أنا في دنيا غير الدنيا.. عالم يبدع سيارة ذاتية القيادة، وأخري تطير، وثالثة برمائية.. ورابعة تتحدث مع سائقها وترشده وإن تجاوز حد القيادة الرشيدة ؛ تتصل بالشرطة للإبلاغ عن سائقها الطائش، ثم تركن نفسها في أقرب جراج وتتوقف تماما عن الحركة. من رحم مشهد التوك توك والسيارات الخارقة..توالد السؤال: من أين نبدأ، لنجد لأنفسنا موضع قدم في صناعة السيارات، ومتي سنبدع سيارات ب "تتكلم عربي"؟ نبدأ من هنا.. من عبور هذه البوابة، التي بدأ بها اليابانيون بعد دمارهم في الحرب العالمية الثانية.. فحقائق التاريخ التي لا تكذب ولا تتجمل تقول إن اليابان تحطمت في الحرب العالمية الثانية ودكت قنابل الأمريكان النووية مدن ناجازاكي وهيروشيما، مما اضطر اليابان إلي رفع راية الاستسلام، وبالفعل دخلت الجيوش الأمريكيةطوكيو وأملت شروط المنتصر علي المنهزم "اليابان" وفرضت وصايتها العسكرية عليها.. لكن ماذا فعلت اليابان بعد كل هذا ؟ اليابان بدأت من التعليم، فزادت من الاعتناء به وركزت كل جهدها علي بناء الوطن من خلال بوابة التعليم ؛ فأعطت المدرسين مرتبات الوزراء ومنحتهم صلاحيات وكلاء النيابة، وكانت النتيجة أن أصبحت اليابان في عقدين اثنين من الزمن من اكثر البلاد تقدما في التعليم، ولم يمض ربع قرن حتي غزت الصناعات اليابانية وعلي رأسها صناعة السيارات الأسواق الأمريكية نفسها، ورغم عدم وجود مواد خام أو موارد طبيعية بشكل كبير، فإن الشعب الذي تعلم استطاع أن يصنع "من الفسيخ شربات". التعليم والبحث العلمي والاهتمام بمشاريع تخرج طلبة أقسام هندسة السيارات بجامعاتنا وتبني أفكارهم وتنفيذها هو الطريق السريع للوصول إلي محطة صناعة سيارات حقيقية وليس مجرد تجميع. طريق السلامة " شعر الزوج بفداحة خسارته وحزنه علي وفاة زوجته فقرر أن يقوم بتحضير روحها وعندما حضرت سألها: كم أنا شقي وتعيس من بعدك.. هل أنت سعيدة ؟ فردت الزوجة: سعيدة جدا.. جدا، فسألها الزوج: أكثر مما كنت معي يا حبيبتي ؟ فقالت: لا وجه للمقارنة.. فسعادتي لا توصف.. فقال: إذن صفي لي الجنة.. فردت الزوجة: ومن قال لك إنني في الجنة ؟ " النكتة جاءت علي لسان صديقي المصاب بحالة إسهال " نُكتي"، فنكاته تُمطرعليك صيفا وشتاء وصباحا ومساء.. المهم.. أنتظر صديقي رنة ضحكاتي، لكني لم أفعل ! ساءلتني نفسي: لماذا لم تضحك، حتي من باب مجاملة صديق قديم، فقلت لها: بيني وبينك النكتة دمها خفيف، لكني مع ذلك أغلقت متعمدا باب انطلاق ضحكتي، وأعدمت أبتسامتي حتي لاتظهر أمام نكتة الزوجة التي تري العيش في جهنم سعادة مابعدها سعادة مقارنة بحياتها مع زوجها ! النكات.. تلك الحسناء الناعمة، التي نقع في غرامها، تكون أحيانا أخطر من الغزو العسكري، عندما تحمل مفهوما وقيما تخاصم عاداتنا وتقاليدنا، فالزوجة في شريعتنا ركن ركين من أركان الترابط الأسري، إذا هدمناه بمعول نكتة مستوردة خبيثة فقل علي ترابط المجتمع كله السلام. فرامل يد هي: افعلها من أجل أمي ! هو..مازحا: اشتري لها لكزس ؟! هي: افعلها من أجل أمي..حملة لتشجيع الدنماركيين علي الإنجاب هو: افعليها أنت من أجلي.. واغلقي حنفية " واء" هي: ليه ؟! هو: لأن مرتبي عقيم.. والأسعار حامل في توءم !