لست ضد تطوير التعليم ولا يوجد مصري عاقل يمكن أن يقف ضد التطوير، غير أن السؤال الذي يفرض نفسه كيف يتم التطوير؟ فالكل يؤمن بأن ازدهار التعليم يعني ازدهار الدولة، والكل يؤمن بأن التعليم الجيد أساس كل تغيير، ولكن كيف؟، لا أملك سوي طرح الأسئلة، النظام الجديد يعتمد علي التكنولوجيا، وأن يستخدم الطلاب التابلت، وأن تكون المدارس علي اتصال بالإنترنت، أليس كذلك، خبران لوزير التربية والتعليم في يومين متتاليين أفزعاني، الأول يقول فيه الوزير: إن التعاون مع وزارتي الإنتاج الحربي والاتصالات، يأتي من منطلق إيمان وزارة التربية والتعليم، بأهمية دخول مصنّعين محليين في مجال توفير التابلت الخاص بمنظومة التعليم لزيادة نسبة التصنيع المحلي والقيمة المضافة للصناعات الإلكترونية، ما فهمته من الخبر أن تصنيع التابلت لم يتم بعد، الخبر الثاني قال فيه الوزير: إن التابلت في طريقه إلي مصر وهو في البحر حاليا وسوف ينقل نظام التعليم الجديد ترتيب مصر عالميا، وفي الوقت الذي يقول فيه الوزير إنه تم توصيل 1800 مدرسة بألياف ضوئية وشبكات داخلية وسيرفرات وواي فاي، وأن هناك جيشا يعمل و65 شركة نت تعمل، كلام جميل ولكن هناك تقارير صحفية تؤكد أن هناك مدارس وحتي هذه اللحظة لم يتم إجراء الصيانة الدورية بها استعدادا لبدء العام الدراسي، وفي تصريح لمسئول أن الإدارات التعليمية لم تصرف مبالغ اللامركزية المقررة للمدارس حتي الآن مما يعني عجز مديري المدارس عن إجراء الصيانة المطلوبة، هل مدارس مثل هذه مهيأة لمواكبة التكنولوجيا، وهل المدرسون أيضا وبعضهم لا يهمه ذلك، فهم كثير منهم في المقام الأول مضاعفة دخله بأي وسيلة، وأتساءل مشروع التطوير يتم من خلال التابلت، كيف يمكن ذلك، في ظل الخلل الذي كشفته وأعلنت عنه وزارة التربية والتعليم بنفسها، وهو أن هناك مليونا و200 ألف تلميذ في المرحلة الابتدائية لا يجيدون القراءة والكتابة، ومن أجل ذلك كان مشروع القرائية، طلاب بهذا المستوي كيف يستوعبون التعامل مع التكنولوجيا؟، ولن أخوض في تفاصيل أكثر، لكن ما أخشاه أن يحدث ما حدث مع المدارس اليابانية التي تم الإعلان عن بدء الدراسة بها، ثم كانت المفاجأة أن البنية التحتية لم تكتمل الأمر الذي أدي إلي تدخل الرئيس لتأجيل المشروع.