تعود ذكري أحداث محمد محمود هذا العام بتطور جديد ومهم وهو اعتراف أجهزة الدولة بالخطأ الذي وقعت فيه خلال هذه الأحداث والدعوة لتأبين الضحايا واعتبارهم شهداء ، وذلك فيما يبدو محاولة لغلق الباب أمام استغلال الحدث من جانب جماعة الإخوان المسلمين المحظورة ومن يناصرهم من الجماعات الفوضوية التي تسعي لإحداث صدام جديد مع الدولة تنفيذا لأجندة خارجية تسعي لعرقلة مسار خارطة الطريق . القوي السياسية انقسمت حول النزول والمشاركة في تأبين ضحايا أحداث محمد محمود خشية حدوث أعمال عنف، فبينما قالت جبهة الإنقاذ إنها ستشارك.. رفضت قوي سياسية أخري مثل حزب النور النزول والتظاهر حرصا علي عدم إراقة الدماء في ذكري هذه الأحداث.. جبهة الإنقاذ طالبت في اجتماعها الأخير بالإسراع في إدراج الشهداء خاصة شهداء »محمد محمود« وماسبيرو ومجلس الوزراء وبورسعيد وجميع الشهداء حتي مذبحة الاتحادية ضمن شهداء الثورة وإعلان هذا القرار بمناسبة ذكري موجة الثورة الثانية في محمد محمود وإحياء لهذه الذكري ستشارك الجبهة في تدشين النصب التذكاري للشهداء في ميدان التحرير صباح يوم الاثنين 18 نوفمبر. اجتماع قيادات الإنقاذ الذي تم في حزب الوفد، شارك فيه حمدين صباحي زعيم التيار الشعبي والقيادي بالجبهة، وأحمد سعيد، رئيس حزب المصريين الأحرار وأمين عام الجبهة، وأحمد البرعي، وزير التضامن الأمين العام السابق للجبهة، وفؤاد بدراوي سكرتير عام حزب الوفد القيادي بالجبهة وحسام الخولي سكرتير عام مساعد الوفد ود. محمد أبو الغار رئيس الحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي ورفعت السعيد زعيم حزب التجمع ومحمد العرابي رئيس حزب المؤتمر وسيد عبد العال رئيس حزب التجمع ووحيد عبد المجيد واحمد بهاء الدين شعبان القيادي بالجبهة وجورج اسحاق ومحمد سامي رئيس حزب الكرامة وأسامة الغزالي حرب رئيس حزب الجبهة الديمقراطي ومحمد عبد اللطيف.. وهو اللقاء الأول الذي يظهر فيه حمدين صباحي بعد الخلافات بينه وبين قادة الإنقاذ وقال الدكتور محمد أبو الغار رئيس حزب المصري الديمقراطي، إن جبهة الإنقاذ الوطني ستشارك في إحياء ذكري أحداث محمد محمود يوم 19 نوفمبر للمطالبة بالقصاص لكافة الشهداء الذين سقطوا في البلاد منذ أحداث ثورة 25 يناير وحتي الآن. وأضاف "أبو الغار" عقب انتهاء اجتماع الجبهة الذي عقد بمقر حزب الوفد أن الأحزاب المكونة لجبهة الإنقاذ سوف تشارك قوات الشرطة في إقامة النصب التذكاري للشهداء بميدان التحرير، داعيا المصريين للمشاركة في إحياء ذكري محمد محمود. أما حركة تمرد فدعت إلي المشاركة في تأبين شهداء محمد محمود، خاصة أن الإخوان في هذه الأحداث كانوا يطالبون بالدستور أولا، ووقف في طريقها مؤامرة بين الإخوان والأمريكيين و أعلنت حركة شباب 6 أبريل إحياء ذكري أحداث شارع محمد محمود، بميدان التحرير ومحمد محمود مؤكدة أن دعوات حملة "كمل جميلك" ومؤيدي الإخوان المسلمين للنزول لمحمد محمود، تهدف لإفشال حشد القوي الثورية، لكنها لن تنجح، فالجميع يعلم أن أياً من »الإخوان« أو العسكريين كانوا أعداء لمتظاهري محمد محمود ولن يجرؤوا علي النزول لإحياء الذكري الثانية.. وظهر أن التيار الشعبي كان متحفظا علي المشاركة حيث لم يحسم التيار المشاركة في إقامة أي فعالية ذكري لتجنب حدوث أي تطورات خلال 19 نوفمبر المقبل من الممكن أن تستغلها جماعة الإخوان لتحقيق مصالحها في تحويل الاحتفالية إلي ساحة من العنف والاشتباكات. وكان لافتا أن حركة تمرد تدعو للنزول بينما حسن شاهين، المتحدث الرسمي لحركة تمرد، أكد أن الحركة لن تدعو إلي الاحتشاد في إحياء ذكري محمد محمود، خوفًا من استغلال جماعة الإخوان المسلمين لهذه الفعالية وتنفيذ مخططهم لحرق البلاد واحتلال الميادين ونشر الفوضي والاعتصام في ميدان التحرير. ويري جورج إسحاق، القيادي بجبهة الإنقاذ، أن النصب التذكاري الذي يُقام في ميدان التحرير، ليس له علاقة بالجيش وإنما الحكومة هي التي دعت لإقامته تخليداً لذكري شهداء محمد محمود، مشيراً إلي أنها دعت القوي والحركات السياسية للنزول غداً بالتحرير لافتتاح النصب التذكاري. وأكد إسحاق، أن جبهة الإنقاذ لن تشارك في ذكري محمد محمود بالتحرير، ولكنها ستكتفي بتقديم العزاء لشهداء محمد محمود مثل جيكا وغيره؛ مرجعاً عدم مشاركة الجبهة في الاحتفالات، إلي أن هناك أطرافا سوف تركب الموجة وتدعي الثورية في هذا اليوم وهي ليست لها علاقة به. وأكد القيادي بجبهة الإنقاذ، أن الاحتفال بذكري محمد محمود هو من حق من طارت أعينهم في هذا اليوم مثل أحمد حرارة، وكافة الشهداء الذين سقطوا، وكل من شاركوا في هذا اليوم، مطالباً بضرورة الاعتراف بهؤلاء الشهداء، معتبراً بيان وزارة الداخلية الذي مجد فيه شهداء محمد محمود خطوة علي هذا الطريق. بينما قال المهندس حمدي الفخراني، نائب رئيس حزب الجبهة الديمقراطية، إن النزول للاحتفال بذكري محمد محمود، سيعطي فرصة للإخوان للنزول في هذا اليوم واستغلال الحشد لتحقيق أغراضهم ومصالحهم، معلناً عن رفضه النزول في هذا اليوم. وأكد الفخراني أن النزول للاحتفال في محمد محمود، من الممكن أن يزيد من عدد الشهداء، مشيراً إلي أن الأمور لا تحتمل مزيداً من الشهداء في هذا التوقيت، معتبرا أن بيان وزارة الداخلية خطوة جيدة للاعتراف بمن سقط في هذا اليوم. أما شهاب وجيه، عضو جبهة الإنقاذ الوطني، فيري أن ذكري محمد محمود يجب أن تكون سلمية بعيدة عن أي عنف، مؤكدًا أن طلبه هذا لجميع الأطراف الثوار والأمن ومن سينزل في هذا اليوم، فمصر للمصريين. وأضاف وجيه "، أن إقامة قوات الجيش لنصب تذكاري لشهداء محمود محمود، بالإضافة إلي بيان الداخلية الذي وصف فيه من سقطوا في محمد محمود بالشهداء، هو تطور كبير في فهم قوات الأمن للمأساة التي حدثت في هذا اليوم. وطالب عضو جبهة الإنقاذ، أن يكون هناك خطوات أخري تشمل الاعتراف بمن سقطوا كشهداء ومعاملتهم ماديًا كشهداء، بالإضافة إلي استكمال التحقيقات الجارية في هذا الشأن.