التقلبات المفاجئة وغير المتوقعة التي نتعرض لها طوال الأيام والاسابيع الماضية، والتي بلغت ذروتها هذه الايام، في ظل موجة الحرارة اللافحة التي احاطت بنا وما سبقها وتواكب معها من عواصف رعدية وأمطار غزيرة غير مألوفة،..، تؤكد بما لا يقبل الشك حدوث تغير جسيم في المناخ عندنا، بحيث اصبح اكثر ميلا للتطرف بدلاً من الاعتدال، وهو ما يدعونا للالتفات إلي رؤية العلم ورأي العلماء والخبراء عندنا وفي المنطقة والعالم. وفي هذا يجب الانتباه الي دراسات كثيرة خرجت الي الضوء خلال السنوات الماضية، لعلماء وخبراء البيئة وشئون المناخ والمتغيرات الجوية، يتحدثون فيها عن رؤاهم العلمية للمتغيرات المناخية التي طرأت علي الكرة الارضية في السنوات الأخيرة، وما صاحبها ونجم عنها من تأثيرات وانعكاسات علي الأرض والزرع والمياه وحياة البشر علي رأس هذه الظواهر وتلك التأثيرات ظاهرة التغلب غير المتوقع في درجات الحرارة ما بين الارتفاع والانخفاض، وهجرة الامطار وانتقالها من مكان إلي آخر، وهو ما يؤدي إلي شح في الأمطار في أماكن إلي حد التصحر، وغزارتها في أماكن أخري بما يمكن ان يؤدي إلي سيول تجرف ما يعترضها أو تغرقه في مياهها. وفي تفسير لهذه الظواهر والتقلبات استقر العلماء علي أن السبب وراء كل ذلك، هو ظاهرة الاحتباس الحراري التي اصابت الارض خلال السنوات الأخيرة، في ظل ممارسات البشر الملوثة للبيئة، واستخدامهم المفرط للمواد الهيدروكربونية مثل الفحم والمحروقات البترولية، والتي تفاقمت أضرارها وازدادت خلال السنوات الأخيرة، وأدت إلي الارتفاع الملحوظ في درجات حرارة الجو، وهو ما أدي إلي متغير جسيم في المناخ بصفة عامة. ويتفق العلماء بأن الأخطار لن تتوقف عند التقلبات العنيفة والجسيمة في الطقس ارتفاعاً أو انخفاضاً في درجات الحرارة، بل تتعدي ذلك إلي ما هو أبعد وأكثر خطراً إذا ما ظلت الممارسات الإنسانية السيئة، والملوثة للبيئة علي ماهي عليه الآن،...، »وربنا يستر».