في ظل موجة الحرارة اللافحة والملتهبة التي نتعرض لها حاليا، وما تثيره من تساؤلات منطقية حول ما إذا كانت مؤشرا دالا علي تغير المناخ في مصر، وميله نحو التطرف بدلا من الاعتدال، بحيث أصبح شديد الحرارة والرطوبة صيفا،..، لابد من الالتفات إلي رؤية العلم ورأي العلماء والخبراء في العالم لمثل هذا الذي نتعرض له حاليا. وفي ذلك يجب الانتباه لدراسات كثيرة خرجت إلي الضوء خلال السنوات الماضية، لعلماء وخبراء في البيئة وشئون المناخ والمتغيرات الجوية والتصحر، وأيضا عالم البحار وعلوم الزراعة والري والمياه، يتحدثون فيها باسهاب وتفصيل عن ملاحظاتهم ورؤاهم العلمية للمتغيرات المناخية التي طرأت علي الكرة الأرضية في السنوات الأخيرة، وما صاحبها من تأثيرات علي الأرض والزرع والمياه والبشر. علي رأس هذه الظواهر وتلك التأثيرات ظاهرة التصحر وندرة أو شح الأمطار، وامتناعها عن السقوط في الأماكن التي اعتادت السقوط عليها، وما أدي إليه ذلك من دمار للغابات والزراعات، وهجرة الإنسان والحيوان ودخول تلك المناطق في حزام التصحر. ويتصدر هذه الدراسات أيضا ظاهرة الاحتباس الحراري، التي أصابت الأرض خلال السنوات الماضية وتفاقمت أضرارها وازدادت خلال السنوات الأخيرة، في ظل الارتفاع الملحوظ في درجات حرارة الجو والأرض، وما صاحبه من متغير جسيم في المناخ بصفة عامة. وفي ذلك ما تم رصده من ارتفاع وزيادة ملحوظة في معدل ذوبان الجليد في المحيطات المتجمدة في القطبين الشمالي والجنوبي، عن المعدلات التي كانت ثابتة ومعمولا بها طوال ملايين السنين الماضية منذ خلق الله الأرض وبعث عليها الحياة. ويري العلماء ان تلك الظاهرة المسماة بالاحتباس الحراري وزيادة حرارة الأرض، هي كارثة بكل المقاييس، وذلك نظرا لكونها ستؤدي إلي زيادة ذوبان الجليد في القطبين وهو ما بدأ يحدث بالفعل، وهذا سيؤدي حتما إلي ارتفاع منسوب المياه في المحيطات والبحار، وذلك يعني غرق مساحات هائلة من الأرض واختفاء أجزاء من دول كثيرة، بل ودول بكاملها،..، ويقولون ان ذلك الاختفاء والغرق سيكون تدريجيا، وأنه أصبح الآن متوقعا خلال السنوات القادمة. ويتفق العلماء في العالم كله علي حقيقة مؤكدة، تقول: ان المسئول عن هذه الكارثة هم الدول الصناعية الكبري، حيث انها احرقت تريليونات الأطنان من الفحم والمحروقات والمواد البترولية خلال السنوات الماضية، وهو ما أدي إلي زيادة مطردة في نسبة غاز ثاني أكسيد الكربون في الجو.. وذلك أدي إلي الاحتباس الحراري،..، وقد نالنا من ذلك الاحتباس أذي كبير نحن وكل دول وشعوب العالم. وفي ذلك تفاصيل كثيرة نتناولها فيما بعد.