كان يجلس بجواري في السيارة ، وأنا أقود بسرعة 120 كيلو، استوقفني منزعجا : حاسب ، حااااسب ! أوقفت السيارة علي جانب الطريق ، وسألته مندهشا : خير ؟ هذه السرعة الجنونية ، تأخذني إلي هناك ، حيث هذا المشهد المؤلم : " كنت في إحدي المحافظات البعيدة نسبيا عن بيت العائلة ، وبينما أنا في الفندق ، رن هاتف غرفتي ، وجاءني صوت أمي ، يخبرني بأن أخي الصغير يريد أن يأخذ سيارتي ، لشراء ملابس جديدة ، يرتديها خلال مناقشته لرسالة الدكتوراه ، وأخبرتني أمي برفضها ، لأنها تعلم تهوره في القيادة ، لكني طمأنتها ، وقلت لها دعيه يفرح ، ويشتري مايريد ، إنه يوم عرسه .. هو سيأخذ كم دكتوراه ، اعطه يا أمي السيارة ، وأخذها . ساعة ، رن بعدها الهاتف ، هذه المرة كان يصرخ ، وما إن رفعت السماعة ، حتي جاءني صوت جارتنا ، تعال فورا , أخوك وقع له حادث. عدت ، لأجد السواد يلف بيتنا ، والحزن يملأ الوجوه ، أخي مات .. ثم كان المشهد المرير : يوم جنازته ، وافق نفس اليوم الذي كان سيناقش فيه رسالة الدكتوراه ، بل شاءت الأقدار أن نشيعه في نفس الساعة التي كانت ستبدأ فيها مناقشة الرسالة ، وإذ بنا نفاجأ بأعضاء لجنة المناقشة من الأساتذة ، وهم يرتدون زي مناقشة الرسائل العلمية بالجامعة ( عباءات عليها وشاح أخضر ) ، ويتقدمون الجنازة ، ويحملون نسخ رسالة الدكتوراه الخاصة بشقيقي ، في مشهد مهيب ، كسر قلبي ، وأصابني بشلل نفسي ، لم أبرأ منه إلا بعد حين . هذا المشهد ، عشته واقعا والله وتجرعت مرارته ، ويزورني كلما رأيت سيارة مسرعة ، أو جلست بجوار أحد يقود بتهور .. لذا انزعجت ، عندما شاهدت مؤشر السرعة يتجاوز 120 .. ! وبينما صديقي منهمك في اللطم علي خد ، إذ بسيارة يكسر مؤشر سرعتها ال150 كيلو ، تمرق من أمامنا ، فرفع صديقي يده للسماء : يارب مايكون عنده رسالة دكتوراه ! باقة ورد للحاج سمير ريان ، فقد أثبت أن النجاح ليس صدفة وأن الاستمرار علي القمة لايتحقق بضربة حظ ، والدليل فوز " أوتو سمير ريان " للعام التاسع علي التوالي بالمركز الأول لمبيعات السيارات في مصر ..ربما يكون سبب ذلك الثقة الكبيرة التي وضعها عشاق السيارات في " أوتو سمير ريان " وربما تكون أنظمة الدفع المناسبة والمرنة ، لكن الأكيد أن الحاج سمير يطبق فلسفة إدارية فريدة ، فالرجل يعتبر كل من يعمل معه " أبناءه " بمعني الكلمة . فرامل يد هي .. بالعناية المركزة بعد حادث بسيارتها : سامحني ياحبي .. كنت باخنصر من مصروف البيت . هو .. يطبطب علي كتفها : ولا يهمك .. ياغرام حياتي هي .. بالدموع : دانا أشتريت عربيتي من الخنصرة وأنت واللا هنا هو .. وكأنه موتورسيارة بيقطع : لا .. مش ..مهم .. مسا .. محك هي .. تعتدل لوضع جهاز التنفس علي فمها : سامحني ياحبي .. أنا اللي أجرت حرامية يسرقوا عربيتك علشان كنت هاتبعها وتتجوز عليا.