أحسب انه بات واضحا لكل محطات ومراكز الرصد المحلية والإقليمية والدولية، المتابعة والمهتمة بالشأن العربي العام والشئون المصرية والسعودية علي وجه الخصوص، حجم النجاح الكبير والواضح للزيارة الهامة التي قام بها الأمير محمد بن سلمان ولي العهد السعودي لمصر، والحفاوة والترحيب الصادق الذي احاط به طوال الثلاثة أيام التي امضاها في وطنه الثاني مصر بين أهله وأحبائه. والمؤكد والمعلوم لنا جميعا ان للمملكة العربية السعودية مكانا متميزا ومكانة رفيعة القدر في نفوس كل المصريين، انطلاقا من تقديرنا العظيم للشعب السعودي الشقيق، وما نحمله لهم من المودة الأخوية الدائمة والمستمرة بإذن الله. هذه ثوابت لابد أن تكون ماثلة أمام أعيننا بصفة دائمة، ولابد أن نكون علي قدر كبير من الادراك لأهميتها وضرورة رعايتها في كل الأحوال، وألا نسمح لأحد مهما كان بالمساس بها أو النيل منها. وأحسب أننا ندرك في ذات الوقت أن هذه المشاعر كانت متبادلة وقائمة وعميقة علي الجانبين المصري والسعودي طوال السنوات الماضية، وعلي امتداد التاريخ المعلوم والمكتوب والمدون للدول والشعوب في هذه المنطقة، وستظل علي نفس المستوي من القوة والعمق والصداقة والأخوة المتينة إلي ما شاء الله. ولعلي لا اتجاوز الواقع إذا ما قلت انه سيكون لهذه الزيارة الهامة مردود ونتائج ايجابية واضحة ومؤكدة علي كافة المستويات الاقتصادية والسياسية، من حيث التنسيق والتشاور المشترك حول كافة القضايا السياسية والمشاكل والأزمات العربية والإقليمية محل الاهتمام المشترك. وفي المقدمة من هذه القضايا دون شك القضية الفلسطينية، والتطورات في سوريا واليمن وليبيا، في إطار السعي المصري السعودي إلي تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة، ومواجهة الإرهاب وقوي الشر الهادفة والعاملة علي إثارة القلاقل ونشر الفوضي في العالم العربي، وهو ما يستوجب كل الانتباه والحذر والوقوف صفا واحدا في مواجهته.