يحب المصريون الإمام الحسين وكل آل بيت رسول الله (صلي الله عليه وسلم) لما لهم من صلة الدم بأعظم رسل السماء النبي الخاتم محمد بن عبدالله عليه الصلاة والسلام. وما من مرة أنظر إلي رفوف مكتبتي وأري ما كتبه عنهم كبار الكتاب من أمثال العقاد وعبدالحميد جودة السحار وعبدالرحمن الشرقاوي، وخالد محمد خالد إلا تذكرت مشاهد من حياتهم، وما تركوه من الذكري عبر كل العصور. وطاف بذاكرتي الكثير من المشاهد عن حياة سيد شباب أهل الجنة الإمام الحسين، ومأساة كربلاء التي راح ضحيتها الإمام الحسين، وكيف تكالب عليه وحوش البشر ليقتلوه، زلفي وتملقاً للخليفة يزيد بن معاوية، مع علمهم بمنزلته وقربه من قلب أعظم رسل السماء. لقد ألهتهم الدنيا فطلبوا ما عند السلطان لا ما عند الله. لقد منعوا عنه الماء.. وتآلبوا عليه.. وتكاثروا حوله شاهرين السيوف، ورأي الإمام الحسين ما يجري حوله من أحداث، وقال لهم وهو يقاتلهم بشجاعة منقطعة النظير: أعلي قتلي تجتمعون؟ إني لأرجو الله أن يكرمني بهوانكم، ثم ينتقم لي من حيث لا تشعرون. ولكن قلوبهم كانت أشد قسوة من الصخر، وقطعوا الرأس الشريف، وأرسله واليه زياد إلي الخليفة يزيد، مع آل البيت! وكم كانت السيدة زينب عظيمة في شجاعتها، وهي تواجه طاغية بني أمية، وقالت له فيما قالت: - أنت أمير مسلط.. تشتم ظالماً وتقهر بسلطانك. وخجل يزيد، وأمر بعودتهم إلي المدينة، وخشي حاكم المدينة من ثورة أهلها، فاستأذن الخليفة بأن تخرج السيدة زينب إلي أي مكان تريده واختارت مصر، حيث قابلها المصريون بالحب الذي يليق بأهل البيت. ثم انتقل بعد ذلك رأس الإمام الحسين إلي مصر، حيث دفن في مكانه المعروف، وظلت مساجد آل البيت مزاراً لكل محب لآل البيت الكرام. من أقوالهم: ستنسي الناس كل مقالاتي.. وستبقي في القلوب من الشعر أبياتي.. كأن عمري رحلة وقصائدي رحلاتي. إسماعيل الحبروك.