تستحق القدس الشريف بمسجدها الأقصي أولي القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، من كل العرب والمسلمين والدول والشعوب المحبة للسلام والكارهة للعنف والاحتلال،..، وقفة جادة وفاعلة ومؤثرة تعلن للعالم كله ولسلطات الاحتلال بالذات، الرفض الكامل للإجراءات التعسفية والعدوانية التي تمارسها السلطة الغاشمة ضد المقدسيين والمصلين بالمسجد الأقصي. ومن المهم والضروري ان تتحرك المجموعة العربية والاسلامية علي كل الساحات الدولية، وأن تطالب العالم والمجتمع الدولي بكل منظماته وهيئاته بالتدخل السريع والقوي لوقف الإجراءات القمعية، التي تقوم بها سلطة الاحتلال ضد أهالي القدس، وان تتم العودة فورا بالأوضاع إلي ما كانت عليه قبل الرابع عشر من يوليو الحالي. ورغم تأخر وتباطؤ ردود الفعل العربية والاسلامية الواجبة في مواجهة العربدة الإسرائيلية الغاشمة، ضد الأقصي الشريف وأهل القدس والفلسطينيين بصفة عامة،..، إلا اننا نأمل ان يكون اجتماع وزراء الخارجية العرب الذي عقد بالجامعة العربية بالأمس، بداية لتحرك عربي قوي، وموقف مؤثر وملموس لوقف الهجمة الإسرائيلية ضد بيت المقدس. ويخطئ من يتصور ان العدوان الإسرائيلي الحالي علي المسجد الأقصي، ومحاولات التصعيد المستمرة من جانب سلطة الاحتلال الغاشمة هي حادث عارض وتصرف مؤقت، ينتهي بزوال الاسباب العارضة والمؤقتة التي دعت إليه،..، ذلك تصور غير صحيح، بل ومغرق في عدم الفهم للذهنية الاسرائيلية المحتلة ومنهجها الاستيطاني، في اطار رؤيتها الاستراتيجية الواضحة والمحددة سلفا بضرورة تهويد القدسالشرقية وطرد العرب منها وصولا إلي هدم وإزالة المسجد الأقصي ذاته إذا كان ذلك ممكنا. ومن الواضح ان التصعيد الاسرائيلي الحالي، قد تم اختيار موعده ليكون متوافقا مع حالة الانشغال للعالم العربي بهمومه ومشاكله وقضاياه وصراعاته الداخلية، بحيث يكون مقيدا في رد فعله وحركته علي الساحة الإقليمية والدولية، في مواجهة ما تقوم به سلطات الاحتلال من عدوان غاشم علي المسجد الأقصي وضد مدينة القدس العربية.