أحسب اننا لا نخالف الحقيقة أو الواقع في شيء إذا ما قلنا بأن زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي للمملكة العربية السعودية الشقيقة والمحادثات التي جرت مع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز تأتي في ظل ظروف استثنائية بالغة الدقة والحساسية تمر بها المنطقة العربية كلها،..، حيث القلاقل والاضطرابات تموج في كل مكان علي الخريطة العربية، وسط أجواء ملبدة بالغيوم تحمل في طياتها إشارات تحذير كثيرة، بأخطار عديدة تجوب السماء العربية وتتربص بالأمة ودولها وشعوبها. والناظر لحال الأمة العربية اليوم، يدرك دون عناء، أن هناك أولوية قصوي في المباحثات بين الرئيس والملك، للتوصل الي تفاهم قوي وتنسيق كامل، للعمل علي التصدي بكل العزم والإصرار للتحديات التي تواجه الأمة العربية، في هذه المرحلة الحاسمة من تاريخها، خاصة أن هذه التحديات باتت تهدد واقع ومستقبل العرب أجمعين. ولعل أكثر هذه التحديات بروزا ووضوحا، هي حالة الانقسام والتشرذم القائمة علي الساحة العربية الآن، وغيبة التوافق العام علي رؤية موحدة للتغلب علي الصراعات وتجاوز الخلافات القائمة علي الساحة، حول كل الملفات والقضايا الساخنة والملتهبة بل والمتفجرة أيضا. وفي هذا الشأن لا يخفي علينا جميعا أن الضرورة والحكمة تفرضان علينا التوصل إلي توافق وتفاهم عربي شامل حول أمرين أساسيين،..، أولهما خطة واضحة ومحددة لمواجهة الارهاب والقضاء عليه، بتجفيف منابعه ووقف كافة وسائل وطرق دعمه ومساندته. وثانيهما.. التوافق والتفاهم حول سبل التعامل مع الملف السوري والقضية اليمنية والأوضاع في ليبيا، علي أسس واضحة تحافظ علي سلامة ووحدة الدول الشقيقة وسيادتها علي كامل أراضيها، وأمن الشعوب وحقها في اختيار وتحديد مستقبلها، ووقف محاولات التدخل الأجنبي في شئونها. أما القضية الفلسطينية فأحسب أن هناك اتفاقا شاملا علي دعمها بكل السبل الممكنة، علي أساس حل الدولتين والمبادرة العربية في هذا الخصوص. وبعد ذلك لا يتبقي غير العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين مصر والمملكة،..، وأحسب أنه لا خلاف علي الأهمية البالغة لدعم هذه العلاقات في كافة المجالات.