ندوة تعريفية لأوائل خريجي كليات الهندسة عن مشروع محطة الضبعة النووية    "علم الأجنة وتقنيات الحقن المجهري" .. مؤتمر علمي بنقابة المعلمين بالدقهلية    تعرف على أهداف منتدى شباب العالم وأهم محاوره    الاتحاد الأوروبي: القضية الفلسطينية عادت للطاولة بعد أحداث 7 أكتوبر    استرداد 159فدانا من أراضي الدولة بأبي قرقاص    حزب المؤتمر: منتدى شباب العالم منصة دولية رائدة لتمكين الشباب    موسم شتوي كامل العدد بفنادق الغردقة.. «ألمانيا والتشيك» في المقدمة    مخابرات المجر تستجوب رئيسة الشركة المرتبطة بأجهزة البيجر المنفجرة بلبنان    رئيس الوزراء العراقى يتوجه إلى نيويورك للمشاركة باجتماعات الأمم المتحدة    خلافات فى الإسماعيلى بسبب خليفة إيهاب جلال    لخلاف على قطعة أرض.. فلاح يتخلص من جاره بطلق ناري فى الدقهلية    حقيقة تأجيل الدراسة في أسوان بسبب الحالة المرضية.. المحافظ يرد    اكتمال عدد المشاركين بورشة المخرج علي بدرخان ب«الإسكندرية السينمائي»    إسماعيل الليثي يكشف سبب وفاة نجله «رضا» | خاص    فيلم 1/2 فيتو يثير الجدل بعد عرضه في مهرجان الغردقة لسينما الشباب بدورته الثانية    فصائل فلسطينية: استهداف منزلين بداخلهما عدد من الجنود الإسرائيليين ب4 قذائف    الأزهر للفتوى: الإلحاد أصبح شبه ظاهرة وهذه أسبابه    الحكومة تكشف مفاجأة عن قيمة تصدير الأدوية وموعد انتهاء أزمة النقص (فيديو)    بلقاء ممثلي الكنائس الأرثوذكسية في العالم.. البابا تواضروس راعي الوحدة والاتحاد بين الكنائس    عبدالرحيم علي ينعى الشاعر أشرف أمين    هل يمكن أن يصل سعر الدولار إلى 10 جنيهات؟.. رئيس البنك الأهلي يجيب    بيكو للأجهزة المنزلية تفتتح المجمع الصناعي الأول في مصر باستثمارات 110 ملايين دولار    تدشين أول مجلس استشاري تكنولوجي للصناعة والصحة    أول ظهور لأحمد سعد مع زوجته علياء بسيوني بعد عودتهما    السجن 6 أشهر لعامل هتك عرض طالبة في الوايلي    ندوات توعوية فى مجمعات الخدمات الحكومية بقرى حياة كريمة في الأقصر.. صور    شروط التحويل بين الكليات بعد غلق باب تقليل الاغتراب    لافروف: الديمقراطية على الطريقة الأمريكية هي اختراع خاص بالأمريكيين    توتنهام يتخطى برينتفورد بثلاثية.. وأستون فيلا يعبر وولفرهامبتون بالبريميرليج    حمو بيكا يعلن وفاة نجل إسماعيل الليثي    فتح باب التقديم بمسابقة بورسعيد الدولية لحفظ القرآن الكريم والابتهال الدينى    إيطاليا تعلن حالة الطوارئ في منطقتين بسبب الفيضانات    وكيل صحة شمال سيناء يتفقد مستشفى الشيخ زويد المركزى ووحدات الرعاية    بلد الوليد يتعادل مع سوسيداد في الدوري الإسباني    إصابة 3 أشخاص في حادث تصادم «توك توك» بدراجة نارية بالدقهلية    بالصور.. إصلاح كسر ماسورة مياه بكورنيش النيل أمام أبراج نايل سيتي    وزيرة التنمية المحلية تعلن انتهاء استعدادات المحافظات لاستقبال العام الدراسي 2024-2025    أخبار الأهلي: تأجيل أول مباراة ل الأهلي في دوري الموسم الجديد بسبب قرار فيفا    اليوم العالمي للسلام.. 4 أبراج فلكية تدعو للهدوء والسعادة منها الميزان والسرطان    بطاقة 900 مليون قرص سنويًا.. رئيس الوزراء يتفقد مصنع "أسترازينيكا مصر"    بداية جديدة لبناء الإنسان.. فحص 475 من كبار السن وذوي الهمم بمنازلهم في الشرقية    حزب الله يعلن استهداف القاعدة الأساسية للدفاع الجوي الصاروخي التابع لقيادة المنطقة الشمالية في إسرائيل بصواريخ الكاتيوشا    هانسي فليك يفتح النار على الاتحاد الأوروبي    ضبط شركة إنتاج فني بدون ترخيص بالجيزة    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم السبت 21-9-2024 في محافظة البحيرة    اسكواش - نهائي مصري خالص في منافسات السيدات والرجال ببطولة فرنسا المفتوحة    صلاح يستهدف بورنموث ضمن ضحايا ال10 أهداف.. سبقه 5 أساطير    توجيهات عاجلة من مدبولي ورسائل طمأنة من الصحة.. ما قصة حالات التسمم في أسوان؟    واتكينز ينهي مخاوف إيمري أمام ولفرهامبتون    في يوم السلام العالمي| رسالة مهمة من مصر بشأن قطاع غزة    هل الشاي يقي من الإصابة بألزهايمر؟.. دراسة توضح    18 عالما بجامعة قناة السويس في قائمة «ستانفورد» لأفضل 2% من علماء العالم (أسماء)    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم السبت 21-9-2024    فيديو|بعد خسارة نهائي القرن.. هل يثأر الزمالك من الأهلي بالسوبر الأفريقي؟    مريم متسابقة ب«كاستنج»: زوجي دعمني للسفر إلى القاهرة لتحقيق حلمي في التمثيل    «الإفتاء» توضح كيفية التخلص من الوسواس أثناء أداء الصلاة    "ألا بذكر الله تطمئن القلوب".. أذكار تصفي الذهن وتحسن الحالة النفسية    ضحايا جدد.. النيابة تستمع لأقوال سيدتين يتهمن "التيجاني" بالتحرش بهن في "الزاوية"    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



محمد العرابي وزير الخارجية الأسبق ل »آخر ساعة«:
لابد من الحفاظ علي قدر من العلاقات الجيدة مع أمريكا رغم التوتر الذي ولكن في إطار من الندية والابتعاد عن التبعية
نشر في آخر ساعة يوم 05 - 11 - 2013


السفير محمد العرابى فى حواره مع هادية الشربينى
في أعقاب ثورة 30 يونيو عادت الروح من جديد للدبلوماسية المصرية حيث استعادت مصر دورها في ريادة العالم العربي من خلال ازدياد الاهتمام بالعمل علي صياغة رصينة لتوجهات السياسة الخارجية المصرية في التعامل مع المحيط الإقليمي والدولي للانطلاق بمصر والمنطقة نحو مستقبل أفضل وفقا لمتطلبات القرن الحادي والعشرين.
ولايفوتنا في هذا النطاق أن ننوه بأن سياسة مصر الخارجية تمثل خط الدفاع الأول عن الأمن القومي العربي في وقت نواجه فيه العديد من التحديات التي تفرض علينا التعامل معها بدقة ورصانة وموضوعية وبشيء من المرونة حتي يمكن تعظيم المردود الإيجابي والعمل بأكبر قدر ممكن علي تلاشي التأثيرات السلبية.. وفي حقيقة الأمر فإن مصر والمنطقة العربية تقف الآن في مفترق طرق ومسرح الأحداث بالشرق الأوسط يموج بالعديد من التطورات والتحولات في المواقف لاسيما فيما يتعلق بالتعامل مع الأزمة السورية والملف النووي الإيراني والذي أثار من جديد أهمية العمل علي إخلاء المنطقة من أسلحة الدمار الشامل وذلك بخلاف التوتر الذي يعتري العلاقات المصرية الأمريكية من وقت لآخر وغير ذلك من الأمور التي تتعلق بمستقبل مصر والمنطقة العربية.
من هذا المنطلق دار الحوار مع السفير محمد العرابي وزير الخارجية الأسبق ورئيس حزب المؤتمر.
في بداية الحوار كان التساؤل عن كيفية التعامل مع التوتر الذي يشوب العلاقات المصرية الأمريكية أكثر من أي وقت مضي لاسيما أن هناك من الأصوات والآراء الغاضبة التي تطالب بالتعامل بحسم مع التلميحات الأمريكية بقطع المساعدات أو محاولة التدخل من وقت لآخر في الشأن الداخلي فما هو تعليقكم علي ذلك ولاسيما وأن الولايات المتحدة مازالت هي القوة الأعظم في العالم؟
- بالتأكيد أي مراقب للعلاقات المصرية الأمريكية حاليا سوف يجد أنها دخلت مرحلة جديدة مختلفة عن السنوات الماضية ففي الماضي كانت هناك خلافات تظهر من وقت لآخر ولكنها لم تكن تبدو واضحة وجلية علي السطح أو علي مستوي الإعلام وكان يتم حلها بهدوء وبشكل دبلوماسي.
إلا أنه في الفترة الحالية من الواضح أن هناك توترا في هذه العلاقات وأسلوبا جديدا في التعامل معها وأصبح هذا الخلاف واضحا علي المستوي الإعلامي وهناك صخب في الرأي العام المصري الذي يراقب بشكل دقيق مجري العلاقة بين مصر والولايات المتحدة. ومن ناحية أخري خصص مجلس الشيوخ الأمريكي جلسة استماع خاصة لبحث تطور العلاقات المصرية الأمريكية في ضوء الإحساس بأهمية هذه العلاقات وحساسيتها والرغبة في التخفيف من حدة التوتر.
وفي هذا النطاق أود أن أنوه بأن العلاقات المصرية الأمريكية لابد أن تستمر رغم هذه التوترات والصعود والهبوط فيها لأن مصر دولة إقليمية هامة والولايات المتحدة تدرك هذه الأهمية وأيضا هناك إحساس مصري بأن الولايات المتحدة دولة لها تأثير إقليمي ودولي كبير جدا وبالتالي لابد أن نحافظ علي قدر من العلاقات الجيدة مع هذه الدولة المؤثرة في العالم والإقليم من حولنا وذلك ناهيك عن العلاقات الثنائية وأهميتها علي المستويات الاقتصادية والعسكرية والعلمية والثقافية كل هذه العوامل تصب في أهمية الإبقاء علي هذه العلاقات ولكن لابد من التعامل الحريص جدا مع هذه العلاقات لصيانة مصالح مصر وفي إطار من الندية والبعد تماما عن فكرة التبعية أو الانحناء أمام رغبات الولايات المتحدة واستراتيجيتها ذات التأثيرات السلبية في المنطقة.
عودة القبطان
تشهد العلاقات المصرية الخليجية تطورا إيجابيا ومما لاشك فيه أن مصر تثمن المواقف المؤيدة القوية من دول خليجية كبري كالسعودية والإمارات والكويت فما هو تأثير هذا المشهد الإيجابي علي تعامل مصر مع دول أخري في المنطقة تحاول التدخل في مجريات الأمور داخل مصر بما يضر بالأمن القومي المصري وعلي سبيل المثال دول مثل قطر وتركيا وإيران وغيرها؟
- قال العرابي: دعينا نتفق بأن مصر عندما تعمل انطلاقا من محيطها العربي تكون أكثر فاعلية وأكثر تأثيرا في مجريات الأمور الدولية والإقليمية وهذا ما بدأنا نلحظه بعد أحداث ثورة 30 من يونيو حيث رأينا الانطلاقة الكبيرة في العلاقات المصرية الخليجية فغياب مصر من قبل أوجد فراغا استراتيجيا ومن ثم فإن هذه الانطلاقة في العلاقات مع دول الخليج جاءت لتصب في مصلحة الطرفين علي حد سواء مصر ودول الخليج.
وأضاف العرابي موضحا: بعد ثورة 25 يناير كانت هناك مقولة تتردد بأن نتيجة انشغال مصر بشئونها الداخلية فإن العالم العربي أضحي كالسفينة بلا قبطان في بحر متلاطم وبالتالي فنحن الآن نستطيع أن ندعي بأن القبطان عاد لموقعه وبدأ لحد ما بالسير بالسفينة ولكن هناك مصاعب وتحديات كبيرة ومن هنا جاءت فكرة الدعم الاقتصادي الخليجي لمصر من أجل مساندتها في مواجهة التحديات الصعبة التي تواجهها في الداخل وسعيا نحو دعم الاستقرار لنا.
ومن هنا أود أن أشير إلي أن العمل العربي المشترك بالتأكيد يواجه تحديات ونواقص وسلبيات ولذلك يمكن القول بأن التلاحم المصري الخليجي قد يكون في صالح العمل العربي المشترك وتوجيهه لما يخدم الأمن القومي العربي.
ومما لاشك فيه أن هناك بعض السلبيات في منظومة العمل العربي المشترك منها ضعف الأداء في الجامعة العربية وعدم وقوف النظام العربي بحسم أمام الدول التي تسعي للتدخل السافر في شئون دول عربية أخري ونأمل بعودة مصر لممارسة دورها في محيطها العربي أن نعمل علي تلاشي هذه السلبيات.
سياسة رصينة
ولكن ماذا بشأن دول كتركيا وإيران؟
- قال وزير الخارجية الأسبق: أري أن الدبلوماسية المصرية تتعامل مع كل من تركيا وإيران بشكل به شيء من الرصانة ونحن نلاحظ بأن تركيا في الآونة الأخيرة بدأت في تخفيف لغة الخطاب السياسي بشأن مصر وهذا مما لاشك فيه يحسب للدبلوماسية المصرية ولمصر بوجه عام فمصر لم تأبه لأي ضغوط من قبل رئيس وزراء تركيا وكبار المسئولين الأتراك وصمدت في وجه هؤلاء ؤأعربت عن موقفها بسحب السفير المصري من تركيا بالرغم من أن تركيا مازالت تحتفظ بتواجد سفيرها حسين عوني بوصطالي علي أرض مصر.
وفي هذا الإطار علينا ألا ننسي بأن متانة وقوة العلاقات المصرية الخليجية والعربية هي أحد العوامل الهامة في التأثير علي السياسة التركية تجاه مصر فتركيا تخشي من التأثيرات السلبية من الموقف الإقليمي العربي تجاهها ومن ثم فإنني أرصد تطورا إيجابيا حتي وأن كان بسيطا جدا تجاه مصر وسوف يستمر الأمر علي هذا المنوال حتي نصل إلي نتائج إيجابية وملموسة فيما بعد.
أما فيما يتعلق بإيران فيعتقد العرابي بأن حكومة طهران مشغولة في هذه الآونة بالملف النووي وبعلاقاتها بالدول الغربية التي بدأت في التحسن وليست لديها لهفة علي ملف العلاقات مع الدول العربية.
ولكنني أعتقد أنه خلال زيارة الرئيس عدلي منصور لدول الخليج ومن قبله زيارة الدكتور حازم الببلاوي رئيس الوزراء لهذه الدول قد تم إرسال رسالة غير مباشرة لإيران بأن مصر معنية تماما بأمن الخليج وهذه الرسالة أعتقد أنها قد وصلت لآذان الساسة في إيران سريعا وسوف يتم أخذها في الاعتبار.
الملف السوري
من أهم التطورات التي نشهدها حاليا هو تراجع الموقف الأمريكي والغربي عن شن ضربة عسكرية لسوريا والاقتناع بأهمية الحل السياسي من خلال الترتيب لانعقاد مؤتمر جنيف 2 ولاسيما وبعد إبداء سوريا موافقتها علي نزع أسلحتها الكيميائية بمبادرة روسية فكيف تبدو الأمور بالنسبة لاحتمال التوصل إلي حل سياسي وهل يمكن انعقاد مؤتمر جنيف 2 بدون أي عراقيل؟
- قال: لقد كان اعقتادي دائما بأن العمل العسكري لن يحل الأزمة السورية ولن يكون العامل الحاسم في تغيير نظام بشار الأسد.. ومن ناحية أخري فإنني أري بأن الجانب الغربي لم يصل حتي الآن لإجابة محددة لسؤال هام وهو ماذا بعد بشار الأسد؟ علي أساس أن تكون الإجابة متمشية مع مصالحه وبالتالي فإنني أري بأن الغرب لايشعر بأي انزعاج نتيجة لعدم حسم الأمور علي أرض سوريا حتي الآن ولاسيما وأن الإجابة علي السؤال المطروح لم تتبلور لديهم بعد.. وإنني كنت أري دائما بأن أي ضربة عسكرية موجهة لسوريا سوف تطيل أمد الوضع القائم هناك ولن تنهيه.. وفيما يتعلق بمؤتمر جنيف 2 فإنني أري أن المبعوث الدولي والعربي الأخضر الإبراهيمي يتعامل مع الموقف بكل دبلوماسية أكثر منها بحسم وليس لديه الإحساس بأن هناك أهمية في الإسراع بالعملية السياسية لأن هناك الكثير من الأمور التي لابد من توافرها أولا فالمعارضة السورية تحتاج لمؤتمر لتوحيدها قبل التفكير في الذهاب إلي مؤتمر جنيف 2 والحل السياسي لابد وأن يقوم علي فكرة إيجاد نظام انتقالي مابين النظامين بشار الأسد والمعارضة أي أن يتم في إطار عملية تسليم وتسلم بصفة سلمية وهناك مخاطر شديدة لما قد ينشأ من وجود فراغ في مركز القيادة السورية إذا ما تم التصميم علي عدم وجود بشار في السلطة وهذا الفراغ قد يؤدي إلي زيادة شراسة الحرب الدائرة في سوريا ويزيد من احتمالات تقسيم هذه الدولة الهامة في المنطقة.
مابين روسيا وأمريكا
الدبلوماسية المصرية تعمل بصفة حثيثة علي إعادة التوازن في علاقات مصر الدولية ومن هنا جاءت أهمية الآراء التي تطالب بمزيد من التوجه والتعامل مع أقطاب دولية أخري في العالم وعلي رأسها روسيا؟
- قال العرابي: التوجه نحو روسيا في إطار سعي الدبلوماسية المصرية لإعادة التوازن في علاقاتها مع القوي الدولية الكبري هو أمر يتم في إطار حرص مصر علي أن يكون لها علاقات جيدة مع الجميع وليس في إطار مبادلة طرف بآخر ومبدأ التوازن هذا لابد من الحفاظ عليه بصفة مستمرة.
ولا ننسي بأن الولايات المتحدة مرشحة لفترة غير قصيرة بأن تستمر في ركونها القوة الأولي المهيمنة علي الأمور في العالم اعتمادا علي قوتها السياسية والاقتصادية والتي تصاحبها قوة عسكرية قادرة علي التواجد في كافة أنحاء العالم بشكل لاتملكه أي قوة أخري حتي الآن مهما بلغت قوتها الاقتصادية مثل الصين.
ومن ناحية أخري نري أن روسيا لديها علاقات جيدة مع مصر وتري أنه من مصلحتها الارتقاء بمستوي هذه العلاقات في كافة المجالات وبالتالي فالقيادة الروسية تدرس حاليا الطريقة الملائمة للارتقاء بهذه العلاقات وهذا أمر ليس بغريب علي الدول الكبري فهي تحرص علي أخذ وقتها في وضع محددات جديدة للتعامل مع أي دولة.
المبادرة المصرية
في نطاق ما نراه من ذوبان الجليد بين إيران والغرب فيما يتعلق بالملف النووي لابد وأن نؤكد من جديد علي أهمية إخلاء منطقة الشرق الأوسط من أسلحة الدمار الشامل وعلي رأسها الأسلحة النووية وفي هذا النطاق أعلن نبيل فهمي وزير الخارجية أمام الأمم المتحدة مبادرة مصرية جديدة تؤكد من جديد علي أهمية إخلاء المنطقة من أسلحة الدمار الشامل وتدعو للإسراع بعقد مؤتمر فنلندا الذي تأجل من قبل للتوصل إلي نتيجة ملموسة علي هذا الطريق؟ فهل تعتقد في إمكانية إحراز تقدم حاليا في مثل هذا الملف الهام!؟
- موضوع إخلاء منطقة الشرق الأوسط من أسلحة الدمار الشامل موضوع شائك ويحتاج إلي جهد طويل لتحقيقه علي أرض الواقع.. ورغم ذلك فإنني أثمن تماما المبادرة المصرية الجديدة في هذا الشأن وماتقوم به مصر من دور هام في هذا النطاق بالرغم من التحديات الداخلية التي تواجهها في الفترة الحالية ولكنني أعتقد أن الظروف الدولية الراهنة لاتسمح بإحداث تقدم جوهري أو اتخاذ مسار إيجابي نحو تطبيق هذه المبادرات الرامية لإخلاء منطقة الشرق الأوسط من السلاح النووي وأسلحة الدمار الشامل ولست من المتفائلين بأننا سوف نري قريبا ثمارا إيجابية للمبادرة المصرية المطروحة.
إلا أن العرابي عاد وأكد في حواره مع آخر ساعة بأن الدبلوماسية المصرية عليها أن تستمر في هذا الاتجاه وأن تؤكد عليه في كل المحافل الدولية والإقليمية ولاسيما أن لدينا خبرات كبيرة في هذا المجال ونبيل فهمي وزير الخارجية هو واحد من هؤلاء الخبراء المعنيين بنزع السلاح.
ظهير أفريقي وعربي
من أهم الملفات التي تنشغل بها الدبلوماسية المصرية حاليا تأتي أزمة سد النهضة الأثيوبي وهناك اجتماعات قريبة مع أثيوبيا والسودان قريبا لايجاد حل مناسب للمشكلة وذلك بخلاف الجولة الهامة التي قام بها وزير الخارجية وعدد من الوزراء في دول حوض النيل والدول الأفريقية فهل تعتقد في إمكانية إيجاد حل في المستقبل القريب لهذه القضية التي تشغل بال كل مواطن مصري علي أرض البلاد؟
- قال العربي: أعتقد أن إدارة أزمة سد النهضة تتم بأسلوب جيد بعد ثورة 03 يونيو إلي حد كبير ولكنني لا أود القفز علي نتائج الآن لأن مثل هذه الأمور تحتاج إلي جهد كبير لايقتصر فقط علي تحسن العلاقات المصرية الأثيوبية فإن مشكلة سد النهضة تتطلب منا إعادة نسج العلاقات المصرية مع دول حوض النيل ومع الدول العربية أيضا لأن العلاقات المصرية الأثيوبية تتأثر بعلاقاتنا مع دول حوض النيل والدول العربية أيضا وأعتقد أن الدبلوماسية المصرية تسير في هذا الاتجاه بشكل حثيث وقد رأينا جولات عربية وأفريقية تخدم هذا النطاق.
وأضاف موضحا: فمصر لابد وأن يكون لها ظهير أفريقي وعربي عند التحدث مع أثيوبيا في هذا الموضوع الهام.
وأشاد العرابي بتصريحات وزير الخارجية نبيل فهمي والتي أشار فيها إلي أن حوض النيل ليس مجالا للمواجهة بل هو مجال للتعاون وهذا علي حد وصف العرابي كلام دقيق يخدم المصالح المصرية وتوجه العلاقات المصرية الأثيوبية للتغيير بشكل إيجابي.
وأضاف: لدي ثقة كبيرة في أداء الدبلوماسية المصرية فيما بعد 03/6 وحتي الآن.
استفتاء علي بقاء مصر
ولكن بصفتكم رئيس حزب المؤتمر وهو أحد الأحزاب الهامة في جبهة الإنقاذ ماذا تقول للشعب المصري فيما يتعلق بدستور مصر الجديد والذي أوشكنا علي البدء في صياغته النهائية وماذا تقول لمن يشككون في الجهود المضنية التي تبذل داخل لجنة الخمسين من أجل إيجاد دستور يليق بشعب مصر؟
- أود أن أقول أن الاستفتاء علي الدستور هو استفتاء علي بقاء مصر وأي مواطن علي أرض هذه البلد الحبيبة سواء كان مواطنا عاديا أو سياسيا عليه أن يعي ذلك جيدا ومطلوب من كل طوائف الشعب المصري يوم الاستفتاء علي الدستور الجديد التصويت بنعم وعلينا أن نتوجه بكثافة إلي مراكز التصويت بما لايقل عن 04 مليونا لأن التصويت من أجل الدستور هو الخطوة الأولي لاستعادة مصر مرة أخري وإثبات شرعية ثورة 03 من يونيو.
وحذر العرابي من أنه إذا لم تكلل هذه الخطوة بالنجاح فنحن أمام خطر داهم لن نلوم فيه إلا أنفسنا وتفككنا وحرصنا علي مصالحنا الشخصية والأهداف الضيقة.
وقال: يجب أن نعمل من أجل مصلحة مصر فقط وعلينا أن نتضاءل جميعا أمام مصلحتها وإنني أحذر من شراسة هذا اليوم وسوف يكون هناك محاولات لإعاقة الاستفتاء علي الدستور وإذا لم تنتصر مصر في هذا اليوم فسوف ننزلق لفترة طويلة إلي مرحلة من عدم الاستقرار ودائرة جهنمية من الانتقام.
وشدد العرابي قائلا: وبالتالي فإن المسئولية واضحة والهدف واضح والموضوع هنا نكون أو لا نكون وإن شاء الله سوف تنتصر مصر بدستور جديد لها.
خارطة جديدة
وماذا بشأن الانتخابات البرلمانية وكيف يتم الاستعداد لها من جانب حزب المؤتمر وباقي أحزاب جبهة الإنقاذ؟
- قال العرابي في ختام حواره مع »آخر ساعة«: هناك استعداد يتم علي قدم وساق وسوف يكون هناك خارطة سياسية جديدة من التحالفات من أجل مصر فالشيء الإيجابي هذه المرة بأن هذه التحالفات سوف تعمل من أجل صالح البلاد وليس لصالح الأحزاب ولكن الأحزاب تنتظر قانون الانتخابات الجديد حتي ندرك الشكل الذي سوف تكون عليه فرديا أو قائمة وعلي كافة الأحوال هناك استعداد للاحتمالين من كافة الأحزاب في جبهة الانقاذ.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.