سقطة كبيرة ، حلقة برنامج باسم يوسف الجمعة الماضية، وبالذات مشهد المرأة اللعوب، وما يحيط به من رموز ودلالات وإسقاطات وإيحاءات جنسية، قناة سي بي سي تتحمل مسئولية أخلاقية عن السماح بتمريره ليقتحم بيوت ملايين المشاهدين، عندما كانت بعض المسارح تلجأ إلي أسلوب الإيحاءات الجنسية لإضحاك المشاهدين كانت الرقابة تطاردهم، ووسائل الإعلام تتهمهم بالإسفاف والخروج عن حدود الأدب، ولم تكن القنوات التليفزيونية التي تحترم نفسها ومشاهديها تسمح ببثها للناس، يخطئ باسم يوسف إذا تصور أن حقه في السخرية، يفوق حقوق المشاهدين، كما يخطئ إذا تصور أن مسك العصا من المنتصف يضمن له حيادا إيجابيا، هل يجوز الحياد بين نظامين، أحدهما شرع في تفكيك الدولة، وقسم المصريين، وأهدر القانون، وانحاز للمتطرفين، والآخر انحاز لإرادة الشعب، ويواجه الإرهاب، ويسعي لإعادة مصر للمصريين والعرب، عنوان ومضمون الحلقة يؤكد انحيازه للجانب الخطأ، يتساءل بعد أكثر من مائة يوم عن حقيقة ما حدث في 30 يونيو، ثورة أم انقلاب، السؤال وما تخلل الحلقة من مواد يصب في اتجاه الفضائية العربية وما يتبعها من أبواق، التي تمارس الإلحاح والإنكار والادعاء بأن ثورة الشعب في 30 يونيو كانت فوتو شوب وانقلابا، يضاف إلي ذلك التطاول علي المؤسسة العسكرية وقائدها الفريق أول عبدالفتاح السيسي، هل تسمح دولة في العالم بالتطاول علي جيشها وهو يواجه حربا حقيقية ضد الإرهاب في سيناء، وما يزال ينشر قواته في جميع المدن والقري، ويطارد مهربي السلاح وعصابات التكفير علي حدوده ، مكانة الجيش لن تتراجع وسط صفوف المصريين، والفريق السيسي يتزايد حب وتقدير الناس له كل يوم ، محاولات التشكيك والتحريف والفبركة تضاعف من رصيد حب الناس له، لا بد أن يدرك باسم يوسف وقناة السي بي سي أن المزاج العام للمصريين لم يعد مثلما كان قبل 30 يونيو، نجاح البرنامج في حلقاته السابقة يعود لقدرة فريق الإعداد علي التقاط التناقضات والأخطاء، وكانت السخرية أحد الأسلحة لمواجهة خطر انهيار الدولة، تماما كما ظلت النكتة إحدي أدوات المصريين للسخرية والنقد الحاد والجاد، لكنها تتحول إلي نقمة ووسيلة للهدم عندما يتم توظيفها في الزمان والمكان الخطأ، وهذا ما فعله باسم يوسف وبرنامجه.