تعديل الدستور هو الحجة التي تصرخ المعارضة منادية بها كل يوم لكي تقول للرأي العام إن لديها قضية. وكأن الدستور لعبة نمارسها كل يوم فإذا لم تعجب أحدنا »هد الدور« وطالب بأن نلعب من جديد. لقد أسكت صفوت الشريف الأمين العام للحزب الوطني الأصوات التي تنادي بتعديل الدستور رغم أن هذا الدستور أطول الدساتير المصرية عمرا حيث عاش ما يقرب من 40 عاما تقريبا، وقد أدخلت عليه التعديلات 3 مرات، تضمن آخر هذه التعديلات34 بندا. رأي الشريف أن بعض المعارضين ربما يحتاجون دروسا خصوصية في الثقافة السياسية فأعطاهم هذا الدرس مجانا وأعلنها: أن لا تعديل دستوري قريبا. لذلك أنصح المعارضة وقياداتها الجبارين أن التفتوا للناس وحاولوا أن تحققوا نتيجة إيجابية في الشارع السياسي خلال الانتخابات البرلمانية القادمة بدلا من »التلاكيك« وطلب تعديل الدستور وكأننا سنذهب لتبديل ملابسنا. صدر مؤخرا كتاب الدكتور علي الدين هلال "النظام السياسي المصري .. إرث الماضي وآفاق المستقبل" وكان قد صدر من قبل كتاب د. هلال "تطور النظام السياسي في مصر من 1805 وحتي 2005" ويعد هذان الكتابان من أهم الكتب المؤرخة للتاريخ السياسي المصري بأسلوب د. هلال الرشيق . وإذا كنت أشير هنا إلي كتابه الجديد فإنني أرجو أن أجد الفرصة لعرض الكتاب علي أكبر عدد ممكن من الشباب والقراء سواء من خلال النشر أو من خلال تعميمه مختصرا بعد استئذان د . هلال للتثقيف السياسي. وبمناسبة الحديث عن هذا الرجل الذي يعد من أهم علماء السياسة في مصر والعالم العربي، أشير إلي قدراته الكبيرة علي التفوق في مختلف المجالات، فرغم أنه عاش طوال حياته في مجال الفكر السياسي، إلا أنه استطاع أن يحقق النجاح في موقع سياسي مختلف ليس له علاقة بدراساته الأكاديمية وخبراته في الفكر السياسي وهو موقع أمين الإعلام بالحزب الوطني، فقد استطاع د. علي أن يكون أحد أبرز أعضاء أسرة الإعلام والصحافة من خلال كفاءته في إدارة موقعه ومن خلال علاقاته التي بناها مع أعضاء هذه الأسرة وكذلك باقتناع كبار الإعلاميين والصحفيين بمكانته السياسية والقيادية. لقد كان د. هلال المعيد بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية متفوقا منذ بداياته الأولي، فقد كان أصغر أعضاء الهيئة التي أعدت برنامج التثقيف السياسي لمنظمة الشباب في بداياتها، حيث كان من أوائل جيل الشباب الذين انضموا إلي المنظمة وتولي د. هلال محاضرات التنظيم الشعبي ضمن البرنامج الفكري لمنظمة الشباب الاشتراكي، وكان أحد ستة أعضاء من هيئة السكرتارية المؤقتة للمنظمة الذين ساهموا في المرحلة التحضيرية لإنشاء المنظمة ووضع برنامجها الفكري وتدريب الرواد الأوائل . وكان أيضا أحد الأعضاء الذين تولوا الوزارة. لم يقتصر تفوق الدكتور هلال علي ما ساهم به في منظمة الشباب، بل وضع بصمة في كل مكان مر به وفي كل موقع تولاه. وفي كتابه الأخير يضع د. هلال أمام الأجيال رؤية واضحة لما حدث في الماضي واستشرافه المستقبل والسيناريوهات المختلفة لما سيحدث غدا.
بمناسبة يوم المرأة العالمي والمحلي، أبدي إعجابي بإحدي الزميلات في دار أخبار اليوم، هي السيدة سهير الليثي مدير عام الشئون المالية، فهي بدأت المشوار من أول درجة في السلم ، وتعرضت طوال هذا المشوار للعديد من المضايقات، حتي جاءتها الفرصة خلال الفترة الحالية منذ5 سنوات لتعويض كل ما فاتها، فقد تولت منصب مدير عام الشئون المالية وبعدها توالت المناصب، واسمحوا لي أن أبدي دهشتي من قدرتها علي توفير الوقت والجهد والذهن لكل المناصب التي تتولاها ولكم أن تعلموا أنها امرأة خارقة، فهي عضو مجلس إدارة دار أخبار اليوم (الأم) وعضو مجلس إدارة الشركة المصرية للنشر (مايو) إحدي الشركات التي تملكها المؤسسة الأم ، وهي عضو اللجنة التنفيذية لشركة أخبار اليوم للاستثمار، وعضو مجلس إدارة أكاديمية أخبار اليوم، ورئيس جمعية ليلة القدر، ورئيس مجلس إدارة صندوق العاملين بالمؤسسة، ورئيس لجنة البت العليا، وعضو لجنة الورق. ما شاء الله، أقول لمن لا يعرفون قدر المرأة، ها هي واحدة من السيدات التي كان البعض يعتبرها من قبل سيدة عادية، لكنها أثبتت جدارة لتتولي كل هذه المناصب. ولست وحدي الذي يبدي إعجابه بالسيدة سهير، فقد كتب عنها الأستاذ أحمد رجب من قبل في عموده الأشهر "نصف كلمة" وهو الذي نادرا ما يكتب عن أحد العاملين بالدار، لكنه خص سهير الليثي لأنه ربما يكون قد وجد أنها تستحق هذه الكتابة وهو ما يجعلها تدخل التاريخ. هذا ما حدث خلال الفترة الماضية، أما المستقبل فهو ليس في علمنا ولا نعرف ماذا ستفعل سهير الليثي؟.
يحظي الحمار بمكانة مهمة في الأدب، وربما لا ينافسه حيوان آخر. ومؤخرا قرأت رائعة توفيق الحكيم "حمار الحكيم" كما قرأت "أنا وحماري وعصاي" وكذلك "الحمير"، وكنت قد قرأت هذه الأعمال منذ سنوات ولا أعرف تحديدا ما سر انجذابي مؤخرا لقراءتها، لكن في كل الأحوال وجدت القراءة عن الحمار ممتعة ، فهذا الحيوان يعيش بيننا في الريف، بل وفي القاهرة حتي الآن، وهو يجد من الشعب المصري في غالبه رفقا ومعاملة طيبة ولذلك لم يحاول الحمار أن يغير من طبيعته الغبية، فهو إن كان طيبا، إلا أنه غبي، لذلك تجد المصري عندما يريد أن يتطرف في سب أحد، يطلق عليه لقب حمار، رغم أن هذا ليس لقبا، إنما هو اسم لحيوان سيئ الحظ حيث لا يتمتع بنسبة ذكاء تساعده علي فهم الأمور علي حقيقتها أو كما تدور حوله، فهو يخضع بسهولة للخداع، بقليل من البرسيم أو العلف، ولكنه في نفس الوقت ماكر لا تفهمه بسهولة وله سمات جسمية تختلف عن أي حيوان آخر. أسلوب توفيق الحكيم الرشيق جعلني أستمتع خلال قراءتي عن الحمار، لكني لم أحترم الحمار، فصوته نهيق »أنكر الأصوات .. صوت الحمير« كما أنه غبي لا يعرف إلا طريق المنزل أو العليق وهو يأكل بشراهة لدرجة أنه قد لا يجد مكانا في بطنه لما يأكله، لكنه الطمع الذي يدفعه »للتكويش« علي العليق، وهو لا يعلم أن صاحبه لو عرف دواخله لأبعده عن كل هذه الكمية من العليق. اللطيف أن الحكيم عندما كتب عن الحمار، اختلق حوارا معه يوصل من خلاله أفكارا معينة للقارئ، لكنه كان يدرك تماما أن الحمار حمار وسيظل حمارا.