قتل 25 شخصا بينهم 10 عسكريين وأصيب 140 آخرون على الأقل أغلبهم من الجيش، في مواجهات عنيفة اندلعت، اليوم، بين قوات ب"درع ليبيا" التابعة للجيش، ومدنيين من قبيلة "البراغثة"؛ بسبب نزاع على قطعة أرض بمدينة بنغازي (شرق)، بحسب ما قاله مسؤول أمني وآخر طبي وما رصده مراسل وكالة الأناضول للأنباء. وذكر طبيب مشرف على قسم الطوارئ بمستشفى الجلاء التي نقل إليها ضحايا الاشتباكات في المدينة أعداد القتلى والجرحى لمراسل الأناضول، موضحا أن الحصيلة مرشحة للزيادة مع استمرار الاشتباكات، فيما لم يتسن للمراسل الحصول على أي تصريح من الجهات الرسمية بالمدينة، ولا الحكومية في العاصمة طرابلس. وعن سبب بداية الاشتباكات، قال المتحدث باسم مديرية الأمن الوطني بمدينة بنغازي، طارق العرفي، إنه "ادعاء أشخاص من قبيلة البراغثة بأن الأرض، التي تعسكر بها قوات درع ليبيا، من حقهم". وأوضح العرفي أن "أرض المعسكر كانت مقرا لتدريب الشرطة قبل الثورة الليبية". واندلعت الثورة الليبية، في 17 فبراير 2011، واستمرت حتى إعلان المجلس الوطني الانتقالي الليبي عن مقتل الرئيس السابق، العقيد معمر القذافي "على أيدى الثوار" في أكتوبر من العام نفسه، بمدينة سرت غرب البلاد. وبحسب ما رصده مراسل الأناضول، فإن مجموعات مسلحة لا تزال (حتى الساعة 20:15 تغ) تهاجم مقر كتيبة "درع ليبيا" العسكرية في بنغازي، وقد تمكن عدد من المهاجمين من اقتحام المقر. ووفق الأنباء الواردة إلى المراسل، فإن المجموعات المهاجمة هي من أنصار التيار الفيدرالي (المطالب بالانفصال) في شرق ليبيا وتهدف إلى الاستيلاء على مخازن السلاح بمقر الكتيبة العسكرية، حيث يهتف المهاجمون بشعارات مناهضة لوجود كتائب مسلحة وضرورة إنهاء المظاهر المسلحة، فيما يهتف آخرون بشعارات تنادي بفيدرالية الشرق الليبي. وفي تصريحات، قال المتحدث الرسمي باسم وزارة الدفاع الليبية، عادل البرعصي، إن قوات تابعة لوزارته ستصل إلى أماكن الاشتباكات لفضها سعيا منها لوقف القتال، دون أن يحدد موعدا دقيقا لوصول تلك القوات. وطالب البرعصي أهالي المدينة بالرجوع إلى بيوتهم وضبط النفس. وتعد قوات "درع ليبيا" أحد الأذرع الثورية، التي تضم ثوارا ليبين شاركوا في إسقاط القذافي، ثم انضموا إلى الجيش الليبي بعد قتله. ويرى أهالي مدينة بنغازي، أن قوات "درع ليبيا" تعد ذراعا لجماعة الإخوان المسلمين بالبلاد، غير أن وزير الدفاع الليبي، محمد البرغثي، نفى ذلك؛ وأكد في تصريحات سابقة أنها "أحد نواة الجيش الليبي الجديد".