علاقة حب من نوع خاص جمعت بين ملك العود الفنان الراحل فريد الأطرش وبين الراقصة والفنانة المصرية سامية جمال، علاقة لم يكتب لها الزواج ولم تنته النهاية التقليدية، إلا أن فريد ظل بالنسبة لسامية، رغم الفراق، حبيب العمر. الحب جمع بين النجمين بالصدفة أثناء وجود فريد الأطرش في كازينو بديعة مصابني، حيث كانت ترقص سامية هناك، وقتها جلست الراقصة الشهيرة تتأمل صورته المنشورة في إحدى المجلات ولم تكن وقتها تعرف فريد إلا اسمًا فقط، وسألت الموسيقي أحمد الشريف الذي كان يجلس معها آنذاك عن هذا الشاب الذي أحبت ملامحه، فلم يخبرها صديقها وفوجئت بصوت يأتيها من الخلف قائلًا: «دي تبقى صورتي أنا.. فريد الأطرش». وذكر الصحفي محمد السيد شوشة في كتاب أصدره بعنوان «سامية جمال الراقصة الحافية»، أن الفنانة أخبرته أن فريد الأطرش غازلها في هذا اللقاء وأبدى إعجابه بها، وأعطاها رقم هاتفه لتتصل به، رغم أنه في هذا التوقيت كان مرتبطًا بفتاة من عائلة أرستقراطية. وفي إحدى المرات كان فريد مع صديقته بنت الذوات في إحدى الحفلات التي كانت ترقص فيها سامية، وعندما رأته الأخيرة ظنت أنه أتى لأجلها، فظلت تتباهى بحركاتها وانحنت تحييه، وقدمت رقصات رائعة، فحياها فريد ووجه إليها بعض الكلمات، فدبت الغيرة في قلب صديقته الراقية، ورفضت أن يتحدث إلى راقصة وهي جالسة معه، ووجهت شتائم نابية لسامية، بل ذهبت إليها وصفعتها على وجهها، فما كان من الأخيرة إلا أن أسرعت إلى غرفتها باكية. وفي هذه اللحظة ثارت أعصاب فريد، ورفض إهانة سامية جمال، وعندما عادت صديقته إلى المائدة رفع يده وهوى بها على وجهها، فانسحبت صديقته في هدوء احتجاجًا على سوء معاملته لها. علاقة فريد وسامية تطورت بعد ذلك لتأخذ خطا آخر، حتى أن المقربين منه أكدوا أن سامية كانت حبه الأول والأخير، وأنه ندم على عدم زواجه منها، ومرت الشهور والسنوات وسامية تنتظر أن يطلب منها فريد الزواج، ولم تكن تعرف وقتها أن الأخير يرفض الفكرة وأنه يخشى على مستقبله الغنائي، وفشلت كل مساعيها لاقناعه، فتمردت على قلبها واستطاعت أن تبتعد عنه، رغم أنه ظل حتى وفاتها، الأقرب لقلبها.
