قال الدكتور مصطفى الفقي، المفكر السياسى، إن قانون العزل السياسى الذى يطرحه تيار ما لحرمان آخرين من الدخول بالمنافسة السياسية يكاد يحرم مصر من أفضل أبنائها لأنه يجلب أشخاصا بعينهم نتيجة لوجود التزام عقائدى نحوهم وليس بناء على معيار الكفاءة العملية. أو التأهيل المناسب لشغل مثل تلك المناصب الحساسة. جاء ذلك خلال ندوة نظمها منتدى رفاعة الطهطاوى اليوم بعنوان "قراءة فى مستقبل الانتخابات الرئاسية في ظل المواقف المتأرجحة للتيارات السياسية فى مصر". وأضاف: فيما يتعلق بالتشريع والقوانين، لا توجد دولة مطبقة لمنع ازدواج الجنسية سوى (النمسا-ألمانيا-السعودية)، فإذا كانت الجنسية الأصلية للمرشح هى المصرية فما المانع من أن يكون للأب أو الأم للمرشحين جنسية أخرى، ضارباً المثل بالرئيس أوباما الذي ينتمي لأصول ليست أمريكية ومع ذلك أصبح رئيساً للولايات المتحدة. وقال إنه برغم انتمائه للنظام السابق فإنه مع حرمان القيادات التي ثبت تورطها في الفساد وأن يتم استبعاده من النظام الجديد، مؤكداً أنه ضد أن يتم تفصيل القوانين لصالح فئة معينة، منوهًا إلى أن مصر تتعرض لتضييق وذلك حتى يحصل تيار على السلطة بشكل غير منطقى وغير سليم وأنه على من ظُلم من قبل ألا يظلم عندما تأتى له الفرصة. وأكد السيد ياسين، المفكر السياسى، وأحد المشاركين بالندوة، أن الإخوان المسلمين يحاولون جذب معظم التيارات الأخرى لهم بعد أن سيطروا على الأغلبية بمجلسي الشعب والشورى وتركوا الفتات لباقى التيارات، وأن الإخوان أرادوا أن يستحوذوا أيضاً على الجمعية التأسيسية للدستور، الأمر الذي أدى لبدء الصراع الحقيقى بينهم وبين "العسكري". وأشار عصام شيحة، عضو الهيئة العليا لحزب الوفد إلى أن الأحداث بالمرحلة الانتقالية تتالى بشكل سريع مما يجعل كل الأطراف السياسية فى حالة من الارتباك، وذلك لأنها تشهد وجود قوتين استبداديتين كلتيهما تريد السيطرة الكاملة وهما الإخوان المسلمين والمجلس العسكرى، وكلاهما لا يعرف الحوار وتبادل الآراء، ولذلك أصبح المشهد الرئاسي أشبه بحرب تكسير العظام. وأضاف د. عبد المنعم سعيد، المحلل السياسى فى كلمته التى ألقاها بالندوة: إننا نتعامل مع موقف سريع التغير فمنذ العام الماضى وقيام الثورة والتغيرات السريعة تتدافع بلا توقف، وهناك ثلاث هيئات أثرت على الثورة وهى على مستوى القوات المسلحة التى حمت الثورة وأمسكت زمام الأمور منذ وقتها حتى الآن، على مستوى القضاء والذى يحاول أن يتمتع بنفس نزاهته وثقة المواطنين فيه، والبيروقراطية المصرية. وتابع: مصر الآن أصبحت تعانى لأول مرة من فقدان الريادة بدون احتلال أجنبى، معللاً ذلك بأننا إذا كنا ندعى أن الثورة والدولة مستمرة فهذا غير صحيح لأن الثورة لم تعد كما كانت، والدولة أيضاً لم تعد كما كانت، منوهاً إلى أن الدولة تفقد سيادتها على كثير من المناطق داخلها، مشيراً فى ذلك إلى سيطرة البدو فى سيناء وكذلك وضع الحدود المصرية - الليبية، و لذلك فنحن في حاجة كبيرة إلى جهود مكثفة لمعالجة الشرخ الذى حدث وإعادة الوحدة تدريجياً. نقلا عن الاهرام