جاء قرار النائب العام الخاص بضبط عدد من النشطاء كاشفاً عن حزمة قرارات لم تصدر بعد بشأن المعارضين يتم تجهيزها حالياً، بدليل ما أعلنته جماعة الإخوان المسلمين عن حالة النفير العام استعدادا لتأييد قرارات الرئيس التي أشار إليها في خطابه التهديدي الأخير. النشطاء الذين جاء اتهامهم الآن بنشر تغريدات تعبر عن آرائهم في الواقع السياسي، لم يأتوا بجديد علي صعيد ما يفعله ابن الرئيس ونشطاء جماعته من تهكم علي التيارات المعارضة والتطاول في بعض الوقت علي قياداتها وليس مقنعاً في مصر الثورة أن تكون التهمة «ثائر» علي مواقع التواصل الاجتماعي. جماعة الإخوان المسلمين لديها لجان الكترونية لقمع المعارضين وتحمل تعليقاتهم علي مواقع التواصل الاجتماعي في بعض الوقت تهديدات صريحة لكل من يخالف الإخوان إلا أنه لم يسبق وتمت محاكمة أحد منهم علي ما نشر علي صفحته الخاصة ومن هذه التهديدات. هدد أحمد المغير، أحد شباب الإخوان، قيادات جبهة المعارضة، بالقتل، ووضع «المغير» صوراً لكل من الدكتور محمد البرادعي وحمدين صباحي وعمرو موسي والدكتور السيد البدوي، علي صفحته بموقع «فيس بوك»، وكتب فوقها: «إني لأري رؤساء قد أينعت وحان وقت قطافها». وقال في تدوينة له: «حان الوقت لتحرير ميدان التحرير ولكي تستعيد الثورة ميدانها الذي انتصرت فيه»، وأضاف: «ستكون دماء الإخوان لعنة عليكم أيها المجرمون، في الدنيا والآخرة، وسنقتص منكم آجلاً أم عاجلاً». كما كان للشيخ حازم صلاح أبوإسماعيل نصيب الأسد في مجموعة التصريحات والبيانات التي تحمل في طيها تهديدات مباشرة للمعارضة، ومن هذه التهديدات البيان الذي أصدره أبوإسماعيل لمحاصرة مدينة الإنتاج وبيوت بعض الإعلاميين وكان نص البيان كالتالي: «يبدو أن التحرك السلمي المشروع إلي مقرات الأحزاب الليبرالية التي تحرك الأحداث الحالية صار ضرورة ملحة خلال ساعات علي الأكثر وإذا كان حصار البيوت بالتظاهر السلمي قد صار مشروعا مثلما هو حادث مع بيت رئيس الجمهورية فيبدو أن التوجه السلمي المشروع إلي بيوت السياسيين والإعلاميين الذين ينفخون في تأجيج فتنة حرق مصر وخرابها عبر برامجهم وكلماتهم صار ضرورة أيضا، علي كل حال سنري ما يجب أن يكون ولكن الأمر المحتم اننا شعب يقظ مرابط، ويأبي علينا شرفنا ان نترك فصيلا منا ليتعرض للذبح والحرق والقتل ونبقي متفرجين بغير حراك ومع ذلك دائما حراكنا قانوني سلمي مشروع ومطابق لتخريجات خصومنا ورأيهم في ما هو مشروع وسلمي وقانوني». ولم تقتصر تهديدات أبوإسماعيل علي القوي السياسية المعارضة فقط، بل إن رئيس الجمهورية محمد مرسي لم ينج من تهديدات أبوإسماعيل وذلك بعد إلقاء قوات الشرطة القبض علي جمال صابر اليد اليمني لأبوإسماعيل «كما يطلقون عليه» وكان نص البيان التهديدي: «السيد رئيس الجمهورية الدكتور محمد مرسي أنت مسئول شخصيا عن هذا العار الذي يلحق حكمك بنشر هذه الصورة- إذا ثبت صحتها- للأستاذ جمال صابر معصوب العينين موثق اليدين خلف ظهره في صورة لا يقرها أي نص قانوني. وسأظل خصماً لك سراً وعلناً حتي أري كيف هي انتفاضتك لتحاسب المسئول عن عودة هذه الرسالة الواضحة لإذلال أبناء الشعب لتنشر بين الناس من الجديد، فإما أن عهدك يأباها ويسمي من اقترفها باسمه ويوقفه عن العمل ويحيله إلي التحقيق واما أن عهدك كله صار موصوما بهذا العار وسيكون لنا منه الموقف الذي ينبغي من كل عهد لا يأبي المظالم». ويذكر أن بعض النشطاء علي «فيس بوك» تناقلوا تهديدات للدكتور محمد البلتاجي، القيادي الإخواني للسلفيين، ونشروا علي لسانه: «أنا بقول السلفيين اللي معترضين وخاصة حزب النور وعملين حملة تشويه لمرسي علشان أحمدي نجاد، أنا بقولهم «متنسوش ممكن نرجعكم السجن تاني». ولم تقتصر تهديدات الإخوان علي بيانات وتصريحات مكتوبة علي مواقع التواصل الاجتماعي بل وصل الأمر إلي حد التهديد عبر شاشات القنوات الفضائية. فقد قال الدكتور عصام العريان علي قناة مصر 25: لو لم يتدخل الجيش لحمايتنا سوف نستدعي جيشنا ونحاصر الحدود المصرية ولن يهنأ مصري واحد في منزله. وبالاضافة إلي كل هذه التهديدات هناك التغريدة الخطيرة التي أطلقها عضو حركة حازمون عبدالرحمن عز المتهم من قبل بحرق مقر الوفد فقد قال في تغريدته «حرق مدينة الإنتاج الإعلامي عمل ثوري» هذه يا سيادة النائب العام تغريدات الإسلاميين وتهديداتهم للجميع نقدمها كبلاغ لكي تحقق فيه مثلما تحقق في تهديدات القوي المدنية ولكننا نشك في أنك ستحقق!!