رأت الصحف الأمريكية الصادرة اليوم السبت أن المظاهرة التي شهدها ميدان التحرير أمس الجمعة تحت مسمى "حماية الثورة" تمثل أكبر تحدي أمام المجلس العسكري الحاكم حاليا، خاصة أن الإسلاميين الذين نظموا هذه التظاهرة يهدفون من ورائها لإقرار قانون "العزل السياسي" الذي مرره البرلمان لمنع رجال الرئيس السابق حسني مبارك من العودة لحكم مصر من جديد. وقالت صحيفة "وول استريت جورنال" إن آلاف المتظاهرين نزلوا إلى ميدان التحرير معظمهم من الإسلاميين في استعراض للقوة تهدف إلى دفع قادة مصر العسكريين لمنع مرشحي الرئاسة الذين شغلوا مناصب قيادية في عهد نظام مبارك من العودة إلى السلطة. وأضافت إن هذه المظاهرة جاءت بعد يوم واحد من إقرار البرلمان -الذي يهيمن عليه الإسلاميين- على مشروع قانون يسمى ب"العزل السياسي" إذا أقره المجلس العسكري الحاكم، وأيدته المحاكم المصرية، فمن شأنه أن يمنع عمر سليمان، ورئيس المخابرات السابق، وأحمد شفيق رئيس الوزراء السابق، من الترشح للانتخابات الرئاسية التي تبدأ يوم 23 مايو. وتابعت إن هذه التشريعات والتظاهرات هي الأحدث في المواجهة بين جماعة الإخوان ولمجلس العسكري، في الوقت الذي نفى سليمان مرارا أنه ليس مرشح المجلس العسكري، وأوضحت الصحيفة رغم أن أغلب المتظاهرين ممن يطلقون لحاهم إلا أن الهتافات والخطابات كانت غير إسلامية وركزت على إظهار غضبهم لعلاقة سليمان بإسرائيل باعتباره رئيس جهاز الاستخبارات، وكان يعرف باعتباره وكيلا لمعاهدة السلام التي لا تحظى بشعبية في مصر . ولم تخرج صحيفة "لوس أنجلوس تايمز" عن السرب حيث قالت إن هذه المظاهرة تمثل أقوى تحدي للمجلس العسكري الحاكم، وأن المتظاهرين سخروا من ترشح سليمان رئيس المخابرات، ووزير الخارجية السابق عمرو موسى، ورئيس وزراء المخلوع أحمد شفيق، وعمت الهتافات المنددة بسليمان الميدان ومن بينها :" أنت تنتمي للسجن.. سليمان انتخابك على جثثنا"، وأظهرت المظاهرات المهارة التنظيمية للإسلاميين في اجتذاب حشود إلى الشوارع ، في الوقت الذي يسطر فيه الخوف على الكثير من المصريين من أن فلول نظام مبارك يخططون لاستعادة السيطرة على البلاد بعد الثورة. وأضافت إن الاحتجاج وبدا أيضا أن يمثل نقطة تحول في العلاقات المتدهورة بين الإسلاميين، والمجلس الأعلى للقوات المسلحة، بعد التعاون شهور طويلة بين الجانبين، حيث يسعى الجيش للحفاظ على سلطتها ومصالحها المالية قبل تحويل السلطة إلى حكومة مدنية في يونيو القادم. ونقلت الصحيفة عن العديد من المحتجين قولهم إن الجيش الذي يسيطر على وسائل الإعلام يسعى لتصوير الإسلاميين بأهتم يشكلون خطرا على استقرار البلاد، وقدم سليمان نفسه بأنه القادر على إفشال مخطط الإسلاميين للسيطرة على الحكومة، وتحويل مصر إلى دولة إسلامية.