اخبار مصر وصف الدكتور أيمن نور، رئيس حزب غد الثورة، ما يحدث في مصر الآن من صراع سياسي بأنه صراع بين قوى لها أكثر من 80 عامًا تحلم بالسلطة، في إشارة إلي جماعة الإخوان المسلمين، ولديها شبق كبير لها، ولذلك تنفرد بها، وقوي أخري معارضة "تتوحّم" بالسلطة -وفق تعبيره- مؤكدًا أن بعض الذين يتوحمون بالسلطة، يتوحمون علي "حمل كاذب". وأضاف "نور" خلال ندوة له بمقر حزب "غد الثورة" مساء أمس بالإسكندرية قائلا: "أدعو جميع المتصارعين سياسيا أن يفكروا جيدًا أنه لن يكون لدينا شيء نتصادم عليه إذا استمر الوضع كما هو الآن". وأكد "نور" أن الصدام الحاصل الآن هو بداية لاحتراب أهلي واسع، مضيفا "شبح الحرب الأهلية ليس ببعيد ولابد أن نكون حذرين حتي لا نكرر سيناريو "لبنان" في مصر، موضحًا أن الأزمة بدأت عندما فشل الإخوان في عمل تحالف حقيقي للقوي الوطنية وعندما رفض الآخرون التحاور. وواصل "نور" قائلا: "مصر في مرحلة في غاية الصعوبة وهذا الوضع لا يمكن أن يستمر هكذا، مضيفا: "مصر كل يوم يمر بتنزف دماء جديدة وأصبحت أخبار الموت شيئا عاديا كل صباح مثلما كان يحدث في لبنان والعراق، مؤكدا أن مصر الآن أصبحت في وضع لم نكن أبدا نتمناه عندما حلمنا بالثورة، حيث لم يكن أحد يتصور أن يتحول الحلم الي "كابوس" وتتحول مصر معه الي بلد بلا سلطة وبلا أمن، واصفا الوضع الحالي بأنه أقصي لحظات الفوضي. وأبدى "نور" انزعاجه من أن الدم المصري لم يعد هو الخط الأحمر، مؤكدا أن مصر تحتاج الي صدمة كهربائية تعيد توزيع الدماء في شرايينها. وكشف "نور" عن أن حكم القضاء الإداري الأخير بإلغاء قرار الرئيس محمد مرسي بعقد الانتخابات البرلمانية في شهر أبريل القادم كان بناء علي دعوي رفعها حزب "غد الثورة"، مؤكدا أن الإعلام تجاهل هذا بدون مبرر منطقي، مشيرا الي أن هذا الحكم سيكون بمثابة طوق النجاة للأزمة المصرية الحالية داعيا الجميع لعمل لقاء موسع للتحاور. وواصل: "حزب غد الثورة يتبني ضرورة تغيير هذه الحكومة قبل أي انتخابات، طارحا عددًا من الحلول لذلك منها أن يكون هناك حكومة توافق وطني أو حكومة مشكلة من الأحزاب التي شكلت البرلمان الأخير بنسب متوافقة أو حكومة "تكنوقراط" غير حزبية أي ليس بها أعضاء من الإخوان أو اي قوي سياسية اخري، مؤكدا أنه لا يجب أن يشكل تيار واحد الحكومة. وقال ساخر: "البعض سيقول لي إن هشام قنديل شخص غير حزبي سأقول له هشام قنديل هو شخص أصلا غير موجود علي الخريطة فهو رجل شفاف". ونفى "نور" الاتهامات التي قالت إن قيام حزب غد الثورة برفع دعوى قضائية لتأجيل الانتخابات البرلمانية هو لعمل مخرج للإخوان للخروج من الأزمة، مؤكدا أن "غد الثورة" لن يكون أبدا مخرجا للإخوان أو لأي أحد آخر، مؤكدا ان ما قام به هو عمل شريف. كما نفي "نور" أن يكون قد وجّه أي اتهامات الي جبهة الإنقاذ بأنهم يدعون الي العنف، مؤكدا أنه أحد مؤسسي هذه الجبهة، ولكنه اعتبر أن المعارضة أوسع بكثير من جبهة الإنقاذ الوطني، بل هى جزء في المعارضة فهناك أحزاب ذات توجه إسلامي كحزب النور تقف في صفوف المعارضة. وأكد أن بعض الذين امتنعوا ورفضوا المشاركة في الحوار سيشاركون في نهاية الأمر فيه، مؤكدًا أن المعارضة ليست هتافا في الشارع ولكن يجب دائما أن تقدم البديل. وفي رده علي سؤال حول لماذا رفض التحاور مع الرئيس حسني مبارك في السابق ويتحاور مع مرسي الآن أكد "نور" أنه من الظلم أن نقارن بين زمن مبارك ومرسي و أن نحكم على رئيس قضى 30 سنة في الحكم بدون أي انتخابات وعندما أجري انتخابات سجن منافسه الوحيد فيها في إشارة الي ما حدث له في انتخابات 2005 ، متسائلا: "هل يقاس برجل بقي في الحكم 6 شهور؟".