تبقى إطلالة الشيخ محمد الغزالى كامنة فى التفاصيل دائماً، حينما كتب قبل عقود «الإسلام قضية ناجحة فى يد محامٍ فاشل».. بلحية مبعثرة وصوت زاعق وسبابة تتحرك أكثر مما يُقنع.. صرخ «المحامى الفاشل» صاحب الدعوة إلى سفك دماء مناوئى مشروع النهضة أو «مشروع الفنكوش» بأعلى صوته فى قناة مغمورة «مرسى أمير للمؤمنين تمت مُبايعته».. صال وجال بين بطون الكتب القديمة يستجلب تفاسير ونصوصاً لا علاقة لها بالمشهد الذى تحياه مصر حالياً، وسعى جاهداً إلى «لى عنق النصوص» من أجل إرساء قواعد «الموالسة والمُدالسة والمداهنة للسلطان الجديد» ولينسف قول من قال لأعدل حاكم فى الأرض بعد الأنبياء والرسل عمر بن الخطاب: «إن اعوججت قومناك بسيوفنا». أرجف مُدرس البلاغة بالأزهر محمود شعبان الذى لا يعرف شيئاً عن «أصول الفقة والإفتاء» فى المدينة.. وشتت أطرافها وأرغى وأزبد قبل أيام عندما اتهم معارضى الرئيس الربانى ب«الكفر».. ونادى بخروج كل ناعق من مؤيدى «مرسى» فرادى وجماعات فى الشوارع للتنقيب داخل نواياهم والإمساك بتلابيبهم.. نساء ورجالاً.. شيباً وشباباً.. أطفالاً وصبية.. وقتل كل من يرفض مبايعة «السلطان مرسى» على إدارة شئون البلاد والعباد. جلجلت كلماته التى حكم فيها بقتل قيادات «جبهة الإنقاذ» بعد أن وصفهم بأنهم هم «الفئة الباغية.. والطاغية» التى حار علماء الإسلام فى تحديدها على مر التاريخ منذ أخبر عنها الرسول صلى الله عليه وسلم ذات يوم دون أن يُفصح عنها ليأتى «شعبولا» ويكشف: حكم «جبهة الإنقاذ الوطنى» فى شريعة الله هو القتل، لأنهم يدعون لإسقاط الرئيس وإجراء انتخابات مبكرة ورفض الدستور. .. فتوى «الرُّوَيبضة» عمت المدينة بعدما أعلن بكل وضوح أن كل من يطلب «كرسى الحكم» من الرئيس وينازعه فيه ويريد إسقاطه، علينا أن ندفعه عن ذلك بالقول والفعل بكل السبل وإلا فقتله واجب ودمه هدر. ووجد «تنابلة مرسى» أن مثل هذه الفتاوى تهيل التراب على «الوالى» وتنسف جهوده فى إقرار الأمن والأمان وتنهى معها كل هرطقات الحديث عن نبذ العنف.. فخرجوا مسرعين فى «العلن» رافضين دعاوى وفتاوى قتل المعارضين. أمس اجتمعت اللجنة الفقهية بمجمع البحوث الإسلامية بالأزهر للرد على فتوى محمود شعبان الذى كان وراء شهرته باسم يوسف فى مقطوعته الشهيرة «هاتوا لى راجل».. ويبدو أنه لم يجد «راجل» حتى الآن.. رجل قانون!