اخبار مصر انتفضت السويس ضد قرارات الرئيس محمد مرسى بفرض حالة الطوارئ وحظر التجوال، وبمجرد أن انتهى من خطابه انطلقت المظاهرات أمام مبنى المحافظة، وفى ميدان الشهداء. وأصدر تكتل شباب السويس بياناً شديد اللهجة جاء فيه: «من شعب السويس للديكتاتور الجديد مرسى، تكلمت كثيراً عن احترام أحكام القضاء وكنت أول من تعدى عليها بإعلاناتك الدستورية المجحفة، وأنت الآن تسير على نهج سلفك مبارك باستخدام أسلوب التهديد والوعيد، وإعلان حظر التجوال وتطبيق قانون الطوارئ ما هى إلا قرارات تسلب الحقوق المكتسبة لشعب السويس عقب ثورة يناير والتى فجرها أبناء هذا الشعب». وأضاف البيان: «الثوار لهم الحق فى رفض كل ما جاء فى قراراتك، أنت فقدت شرعيتك بالنسبة لشعب السويس بعد سقوط 8 من الشهداء فى أحداث الجمعة الماضى، ونطالب القوات المسلحة بالتزام الحياد، وعدم التورط مع حاكم مستبد، ومن المستحيل أن يطبق علينا حظر التجوال». وقال طلعت خليل، أمين حزب غد الثورة: «الرئيس مرسى تناسى أن السويس طوال تاريخها لم يستطع أى حاكم تطبيق حظر التجوال على أبنائها، وقرارات الرئيس محاولة رخيصة للقضاء على الثورة التى انفجرت فى وجه الإخوان». وأوضح أن الرئيس مرسى يحاول معاقبة مدن القناة لأنها كانت الأكثر غضباً، وثورة ضد حكمه ويحاول بقراراته أن يصدّر المواجهة بين شعب السويس والجيش للوقيعة بينهم، ولكننا نثق أن الجيش المصرى هو ملك للشعب، ومن المستحيل أن يقف ضد الشعب من أجل أى شخص». وخرج المئات من الثوار عقب سماع خطاب مرسى إلى ميدان الشهداء، وأمام مبنى المحافظة لإعلان رفض قرارات مرسى، وتحديهم له ولقراراته، وهتفوا «يا عسكر مصر مش هنطبق حظر»، و«مرسى يا استبن هنرجعك السجن»، و«الطوارئ للخرفان.. السويسى مش جبان». وقال الشيخ حافظ سلامة، قائد المقاومة الشعبية: «من العار أن يعود قانون الطوارئ للتطبيق داخل مصر مرة أخرى بعد ثورة كانت تطالب بإلغاء القوانين المجحفة التى تسلب الحريات، وعلى رأسها قانون الطوارئ الذى عانى منه الشعب المصرى 30 عاماً، والخروج من الأزمة لن يكون بفرض قوانين استثنائية تتسبب فى المزيد من العنف لا سيما أن شعب السويس معروف عنه العناد وعدم الاستسلام لأى تهديدات». يأتى هذا فى الوقت الذى رحبت الأحزاب الإسلامية فى السويس بقرارات الرئيس مرسى، وقال أشرف توفيق، أمين حزب البناء والتنمية بالسويس الذراع السياسية للجماعة الإسلامية: «قرارات الرئيس تأخرت كثيراً، وكان لا بد من إصدارها من اللحظة الأولى لاندلاع أعمال العنف بالمحافظة». ورفض توفيق الأصوات التى خرجت لتؤكد أن قرارات الرئيس صدرت لإجهاض ثورتهم، مشيراً إلى أن شعب السويس عاش فى رعب وفزع خلال الساعات القليلة الماضية، وأعمال السلب والنهب انتشرت بصورة مرعبة فكان من الضرورى إصدار تلك القرارات لحماية المواطنين والممتلكات العامة والخاصة. وأضاف: «من يرفضون قرارات الرئيس هناك مصلحة فى نفوسهم لاستمرار حالة الانفلات الأمنى والفوضى فى شوارع السويس». ومن جهة أخرى اعتقد أبناء السويس أن الهدوء الذى سيطر على المحافظة منذ صباح أمس الأول وحتى حلول المساء سيستمر مع نزول الجيش، وإعلان اللواء أسامة عسكر، قائد الجيش الثالث الميدانى، نشر 3 كتائب لتأمين المواطنين والممتلكات العامة والخاصة، ولكن الوضع ازداد سوءاً وزادت حالة الانفلات الأمنى، وانتشرت العناصر الخارجة عن القانون، والبلطجية واللصوص.
