قالت صحيفة "الفايننشال تايمز" البريطانية إن الانقسامات بدأت تضرب بقوة الجماعات السلفية في مصر التي فاجأت الجميع بحصولهم على ربع مقاعد البرلمان في الانتخابات البرلمانية التي جرت في 2012. وأوضحت أن الانقسامات الجديدة التي أصبحت تشمل التيار الإسلامي بكامله، قد تؤثر على جهودهم في تحقيق نفس النجاح خلال الانتخابات البرلمانية المقررة خلال شهرين، وتمنح المعارضة الفرصة في تعزيز حظوظهم في البرلمان. وأضافت الصحيفة إن السلفيين بمصر صدموا الجميع حتى أنفسهم عندما حصدوا ربع مقاعد البرلمان الذي تم حله في وقت لاحق بأمر من المحاكم الدستورية، وهذا الأسبوع أعلن زعيم الحزب "عماد عبد الغفور" أنه وأخرين قرروا التخلي عن حزب "النور" الذين خاضوا الانتخابات الماضية تحت رايته، لإطلاق حزب جديد يدعى "الوطن" وتشكيل تحالف مع الداعية حازم صلاح أبو إسماعيل قبل الانتخابات. وتابعت إن :"إنشقاق المعسكر السلفي قد يضعف تأثيرها ويقلل من زخمها في الشارع، وإعطاء الليبراليين والعلمانيين فرصة لزيادة حصتها من المقاعد في الانتخابات البرلمانية المقرر في فبراير"، لافتة إلى أن الخلافات داخل المعسكر السلفي تعمقت أكثر في الفترة الأخيرة على نطاق واسع، والجبهة الإسلامية ككل، مع اتهام مسؤولين كبار في الجبهة السلفية جماعة الإخوان المسلمين بالوقوف وراء هذا الانقسام. ونقلت الصحيفة عن عماد شاهين خبير الحركات الإسلامية في شمال أفريقيا وباحث في الجامعة الأميركية في القاهرة قوله:" إذا نظرتم إلى الاسلاميين من جهة والأحزاب العلمانية والليبرالية من جهة أخرى، فالتحالف الليبرالي يبدو أنه يتعزز فيما يتفتت الإسلاميين.. وإذا بقى الحال على هذا النحو ربما تنقلب الكفة ضدهم". وأوضحت إن الخلافات بين قادة الجبهة السلفية تصاعدت ووصلت لدرجة الاشتباك الشخصي عندما انتقد عبد الغفور زملاءه في حزب النور بحضور عيد الاستقلال في السفارة الامريكية، وتعزيز الديمقراطية على النمط الغربي، ومحاولة تطبيق النموذج التركي في الحكم. تلك الانقسامات طالت الإخوان ايضا حيث اتهم بعض كبار قادة الجبهة السلفية بمحاولة إضعافهم من خلال محاولة استمالة بعض اعضاء الحزب، وقال نادر بكار المتحدث باسم حزب النور:" لن أقول أنها مهندسة الانقسام ولكنها لها يد كبيرة في العملية".