اخبار مصر انتقد عدد من قيادات الأحزاب والقوى المدنية تصريحات الشيخ ياسر برهامى، نائب رئيس الدعوة السلفية، التى قال فيها إن المحكمة الدستورية «لازم تنضف بأى طريقة كانت»، وإن الدستور الجديد يتضمن قيوداً على حرية الإبداع والإعلام، ودعوته رجال الدعوة لمهاجمة البابا تواضروس الثانى تحت دعوى أنه يرفض الشريعة. وقال الدكتور صلاح حسب الله، الأمين العام المساعد لحزب المؤتمر، إن تصريحات «برهامى»، تُعد أول الغيث بعد الموافقة على مشروع الدستور، مشيراً إلى أن هذا يكشف حقيقة هذا التيار المناهض للحريات والحقوق والديمقراطية. وأضاف: «الآن كلام قيادات التيار الإسلام السياسى يختلف، بعد أن كانوا يرددون أن مشروع الدستور من أفضل مشاريع الدساتير فى العالم، فى محاولة منهم لخديعة الشعب من أجل تأييد الدستور، وهذا ضحك والتفاف، وسبق أن حذرنا من ذلك، وهذه التصريحات تدشن لدولة دينية حقيقية، وعلى الجميع أن ينتظر الأسوأ؛ لأن هذا فقط أول الغيث». وحذر حسب الله، من إقامة وتأسيس هيئات الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر، قائلاً: «الرئيس لن يستطيع أن يفعل شيئاً ولن يستطيع إيقاف هذا الغيث، وعلى مؤيدى الرئيس والدستور أن يتحملوا نتيجة اختياراتهم، وأن يستعدوا لمزيد من القمع وفرض ولاية الدين حسب رأى مشايخ السلاطين، وفهمهم الخاطئ للدين وجوهره». كما حذر الأمين العام المساعد لحزب المؤتمر، من أن مصر مقبلة على تطبيق ولاية الفقيه والدولة الدينية بامتياز، التى تعصف بحقوق الأقليات والأقباط والمعارضين، قائلاً: «نحن بصدد صناعة ديكتاتور جديد يحكم بالحديد والنار، والقوى الوطنية لن تستسلم رغم عدم التفاؤل». وقال المهندس أبوالعز الحريرى، إن تصريحات برهامى، تكشف رفضنا للظلامية والفاشية باسم الدين، والمؤامرة التى حيكت ضد الأزهر منذ 42 عاماً، وتحويله لمجلس ملالى، لحماية النظام مثلما حدث فى إيران، وتابع: «أقول لبرهامى أنتم من بكى على حسنى مبارك حين تنحى عن السلطة وكنتم عبدة لديه». من جانبه، أبدى الدكتور نبيل زكى، القيادى بحزب التجمع، عدم انزعاجه من تصريحات الشيخ برهامى، قائلاً: «هم يريدون عودة مصر لعصر البداوة والتخلف المجتمعى، ويريدون إشعال البلاد بالفتنة الطائفية». وتابع: «برهامى، داعية تخلف ورِدة وكلامه يناسب العصر الحجرى، ومصر شهدت ثورة عظيمة من أجل حريات وحقوق المواطنين، وهذا الكلام لا يختلف عن تصريحات النظام السابق». وحذر القيادى بحزب التجمع، من تقييد الحريات والرأى المعارض للسلطة الحاكمة، قائلاً: «أحذر من محاولات تصفية المعارضة وإرهاب كل من يخالف رأيهم، وعلى الجميع أن يستعد لثورة جماهيرية لإسقاط الدستور، وفضح عمليات التزوير التى شابت عمليات الاستفتاء». فى السياق ذاته، أكد الدكتور محمد أبوحامد، عضو مجلس الشعب السابق رئيس حزب «حياة المصريين»، أن تصريحات «برهامى»، تعكس نفس السياسات العدائية التى كان ينتهجها النظام السابق، قائلا: «كلام برهامى يعبر عن حقيقة أفكارهم وما نعرفه عنهم، ورفضهم للآخر؛ لأنهم يكفرون كل من لا ينتمى لأفكارهم وإن كان مسلماً». وأضاف: «سلوكياتهم ستظهر خلال الفترة المقبلة بشكل أكثر، ومشايخ السلاطين والسلطان الحاكم سيهاجمون الكنيسة المصرية بشكل أكبر وهذا أمر متوقع منهم، فمصر تعيش الآن مرحلة أسوأ من الاحتلال». وحذر أبوحامد، من تأثير ما يحدث على قطاعات البنوك والاستثمار والسياحة، قائلاً: «الوضع يزداد صعوبة، وعلينا أن نستعد بقوة للانتخابات التشريعية القادمة، لرفض أخونة الدولة من جيش وقضاء، ولا أعرف كيف سيرد الشعب على هذا وقتها». مضيفاً: «القوى الوطنية منهكة فى معارك لا طائل منها، وعلينا أن نتحرك دولياً لإيصال صوت المعارضة خارجياً». وقال كمال عباس، عضو جبهة الإنقاذ، إن تصريحات «برهامى»، جاءت ولأول مرة صادقة؛ لأن الإسلاميين بالفعل تفننوا فى خداع جميع القوى السياسية للانفراد بالحكم، مشيراً إلى أن القوى الإسلامية لم تكذب على القوى المدنية فقط ولكنها تمارس الكذب على الشعب ككل. وأشار إلى أن تلك التصريحات المستفزة لا تخرج سوى من المتأسلمين لأنهم ليست لهم صلة بالإسلام والدين، قائلاً: إن الإخوان والسلفيين أثبتوا بالفعل أنهم أسوأ من النظام السابق، وأنهم تفننوا فى تفصيل الدستور ليظلوا فى الحكم ولا يتركونه إلا بالدم. وأضاف «عباس» أننا رفضنا الدستور؛ لأنه جاء معيباً لجميع القوى والشعب ككل ويقيد جميع الحريات ولا يخدم سوى مصلحة السلفيين فقط؛ لأنهم أرادوا تقييد جميع الحريات لخدمة مصالحهم، لكن القوى المدنية أثبتت اتحادها ولن تبخل بأى جهد فى خدمة مصر ضد الإسلاميين الذين لا يهمهم سوى مصلحتهم فقط.
