أكدت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية اليوم أن منصور حسن، المرشح الجديد في حلبة الانتخابات المصرية سيدفع ثمن علاقات أقاربه بنظام مبارك، ولن يتمكن من خوض المعركة الانتخابية، وسيعلن خسارته قريبا لأن الثوار وقوى المعارضة لن يتغاضوا عما أثير حوله من فضائح تتعلق بفساد صهره وحفيده. وقال المحلل الإسرائيلي "تسفي برئيل" في مقالته اليوم بالصحيفة إنه مع هذا الكم الهائل المثير للدوخة-على حد تعبيره- من المرشحين الذين أعلنوا عن ترشحهم لانتخابات الرئاسة المقررة في شهر يونيو المقبل، يتعجب للغاية من رؤية كيف أن الرئيس المخلوع حسني مبارك لازال ناجحاً في التأثير على انتخاب المرشحين من فراش مرضه في السجن. وأضاف برئيل في إطار تحليله لشخص منصور حسن أنه شخصية غير معروفة إعلامياً، وهو أمر غير مستغرب، فقد اختفى عن الساحة العامة منذ أكثر من 30 عاماً حينما كان يعمل كوزير للإعلام والثقافة في عهد الرئيس أنور السادات، مشيراً إلى أن الشعب المصري مازال يتذكر الحدث الذي عرض خلاله السادات تعيين منصور حسن كنائب بدلاً من مبارك، الأمر الذي أثار غضب مبارك وقرر على أثره الجلوس في البيت. وتابع برئيل أن حسن لم يتمكن من العمل كنائب للرئيس السادات بسبب اغتياله في أكتوبر 1981، حيث احتل مبارك مكانه وحرص على إبعاده عن أي وظيفة عامة، ولهذا السبب اقتحم عالم الأعمال وصناعة المكياج والعطور. وأضاف الكاتب الإسرائيلي أنه بسبب الإطاحة بنظام مبارك اعتبروا حسن اليوم "نزيهاً" وصالحاً للمنافسة على الرئاسة، إلا أن حراس الثورة في مصر لا يشعرون بالارتياح حيال ذلك، على حد تعبيره. وأشار برئيل إلى الانتقادات الحادة والاتهامات التي أثارتها بعض قوى المعارضة ضد ترشيح السيد منصور حسن بقوله: قبل أن يتمكن حسن من تقديم أوراق ترشيحه، ثارت ضده قوى المعارضة العلمانية، والتي بدأت يوم السبت الماضي بإعلان الدكتور عبد القادر الهواري، عضو لجنة تنسيق حركات المعارضة، أنه سيعارض ترشيح حسن، نظراً لأنه صهره محمد لطفي منصور وزير النقل في عصر مبارك، الهارب في انجلترا بسبب علاقاته التجارية مع وزير الإسكان الأسبق محمد المغربي المسجون الآن في طرة بسبب جرائم الفساد. وتابع برئيل أن من أسباب رفض حسن أيضاً هو أنه جد ياسر منصور الهارب في لندن بعد أن أخذ قرضاً من أحد البنوك الحكومية قيمته خمسة ملايين دولار، ناهيك عن إعلانه بأنه سينتخب سيف اليزل، الخبير العسكري المتقاعد، نائباً للرئيس. وأشار برئيل إلى أن اليزل كان معروفاً في مصر بدفاعه عن نظام المخلوع مبارك طوال ال 18 يوماً للثورة في ميدان التحرير حتى الإطاحة بمبارك. وتابع الكاتب أن "فيلتر مبارك" الذي بموجبه يتحدد صلاحية المرشح للرئاسة في مصر يذكرنا إلى حد كبير بالفترة التالية لسقوط صدام حسين في العراق ومعمر القذافي في ليبيا، حيث تم لفظ كل من كان له صلة بالنظام السابق، معرباً عن أمنيته في أن تنتهي فترة الحسابات الشخصية لتأتي مرحلة التعاطي الموضوعي، مؤكداً أن القضية الرئيسية في مصر ليست من سيكون الرئيس الأكثر جدارة، وإنما من سينجح في الصمود أمام منظومة الضغوط السياسية التي تعمل في اتجاهات معاكسة، حيث أن كل رئيس سيضطر للفوز بتأييد الإخوان المسلمين وموافقة الجيش وإرضاء حركات المعارضة، ناهيك عن تسوية أموره مع الإدارة الأمريكية. وأضاف برئيل أن حسن رغم كل هذا يحظى بتأييد الإخوان المسلمين وحزب الوفد العلماني الليبرالي، إلى جانب ثقة الجيش، مشيراً إلى أن ثمة صفقة بين الجيش والإخوان المسلمين في ترشحه للرئاسة.