أعلنت صحيفة "هاآرتس" الإسرائيلية اليوم رفضها للعملية التي نفذتها الحكومة الإسرائيلية والتي أسفرت عن اغتيال زهير القيسى الأمين العام للجان المقاومة في قطاع غزة، مؤكدة انها ستثير الانتقام. وفي مقال للمحلل الإسرائيلي اليساري جدعون ليفي بالصحيفة أكد أن عملية اغتيال القيسي، لم تحقق أي فائدة، وكل ما حققه حتى الآن هو العودة إلى الفعل ورد الفعل .. الجيش الإسرائيلي يغتال، والمنظمات الفلسطينية تنتقم. كما استنكر ليفي تصريحات عضو الكنيست داني دانون الذي دعا إلى "قتل كل من يحمل سلاحا في القطاع لأن مليون مواطن إسرائيلي يعيشون تحت إطلاق النار"، مؤكداً أنه بالأمس فقط سقطت 15 جثة فلسطينية وثمانية جرحى بينما تحتفل إسرائيل بنجاح منظومة القبة الحديدية في اعتراض نحو 25 صاروخاً. وقال ليفي إن سقوط هذا الدم يقترن دائماً بسؤالين: من الذي بدأ؟ ومن ضحاياه أكثر؟ مشيراً إلى أن الجواب على السؤال الأول دائماً ما يكون غامضاً، أم السؤال الثاني فأجابته واضحة تماماً. ثم أجاب ليفي على السؤال الأول "من بدأ؟" قائلاً: الجيش الإسرائيلي والشاباك هما اللذان بدءا، حيث أنهما يغتالا القيادات الفلسطينية كلما أمكن، وليس كلما لزم الأمر. وأضاف الكاتب أن الجيش الإسرائيلي زعم عن آخر ضحاياه حتى الآن، زهير القيسي، أنه كان مسئولاً عن العملية الإرهابية على الحدود المصرية في أغسطس الماضي، أي ردع وعقاب، مؤكداً أنه كان يقود ويخطط لعملية إرهابية أخرى داخل إسرائيل، والتي كانت في مراحلها الأخيرة. وتابع ليفي أن هذا البيان الأعرج للمتحدث باسم الجيش الإسرائيلي وحده يكفي الجمهور الإسرائيلي لتقبل وتفهم اغتيال القيادي الحمساوي. وتساءل الكاتب: من الذي عرف ما كان يخطط إليه المرحوم القيسي؟ وأجاب بأنه الشاباك، وبناء عليه يتعين على الإسرائيليين قبول حكم الإعدام هذا دون أسئلة. وأكد ليفي أن مسألة الفائدة –وليس الشرعية- من الاغتيال لم تعد مطروحة للنقاش: ما هي الفائدة التي ستعود على إسرائيل من هذا غير سقوط المزيد من القتلى والمزيد من أيام الهلع في الجنوب؟ هل هذا الاغتيال حقاً منع عملية إرهابية؟ ثم أجاب بأن هذا لن يمكن معرفته. وفيما يتعلق بالسؤال الثاني "من كان ضحاياه أكثر؟"، قال ليفي إنه سؤال لا لزوم له ومثير للسخرية، حيث أن أكثر الجيوش تسلحاً في العالم يواجه جيش من الحفاة. وأضاف ليفي أن النتيجة كانت بالأمس 15:0 لصالح إسرائيل، مؤكداً أنه إذا استخدمنا مقياس عملية "الرصاص المصبوب ستكون النتيجة قتيل إسرائيلي واحد مقابل 100 فلسطيني. واستطرد ليفي: تصورا لو كان قتل في نهاية الأسبوع الماضي 15 إسرائيلياً-أي عملية رصاص مصبوب 2- واندلعت الحرب في ظل وجود مصر الجديدة في الخلفية؟ واختتم الكاتب مقاله بأنه خلال يوم أو يومين سيعود الهدوء، وسيقول المحللون إن الجانبين لا يريدان المواجهة، ووسيط مجهول سيتدخل لوقف إطلاق النار حتى الجولة القادمة، والتي ستطرح فيها مرة أخرى نفس الأسئلة الساذجة، إسرائيل لن ترتدع عن الاغتيالات، والفلسطينيون لن يرتدعوا عن الانتقام.