قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن إسرائيل ستواصل شن الغارات على قطاع غزة عقب إطلاق عشرات الصواريخ الفلسطينية باتجاه جنوب إسرائيل، ردا على اغتيال أمين عام لجان المقاومة الشعبية زهير القيسي. وقال نتنياهو في بيان اليوم "نواصل العمل ضد كل من يخطّط للمساس بمواطني دولة اسرائيل وسنعمل أيضاً على تحسين حماية الجبهة الداخلية من خلال التزوّد بمنظومات قبة حديدية اضافية وتم اثبات فعاليتها مرّة أخرى خلال نهاية الأسبوع". واضاف البيان أن نتنياهو بادر إلى الإتصال هاتفيا برؤساء البلديات والسلطات المحلية التي سقطت فيها صواريخ من قطاع غزة "وطلب منهم أن ينقلوا لمواطنيهم تقديره على صمودهم". وشدّد رؤساء البلديات خلال حديثهم مع نتنياهو "على الأمن الذي توفّره للمواطنين منظومة القبة الحديدية المضادة للصواريخ". وأعلن الجيش الإسرائيلي أن منظومة "قبة حديدية" اعترضت 25 صاروخاُ من أصل 27 تم إطلاقها باتجاه مدينة بئر السبع ومناطق بعيدة نسبيا عن الحدود، وذلك على خلفية التصعيد الأمني في قطاع غزةوجنوب إسرائيل اليوم السبت والليلة الماضية. وعبر الجيش الإسرائيلي عن رضاه من قدرة "قبة حديدية" على اعتراض هذا العدد الكبير من الصواريخ مشيرا إلى أن الصاروخين الآخرين سقطا في مناطق مفتوحة من دون تسجيل إصابات أو أضرار. وقال محللون عسكريون إسرائيليون إنه لو لم يكن هناك منظومة "قبة حديدية" لكان الحال في مدينة بئر السبع مختلف، ولربما أصيب العديد من المواطنين بالصواريخ الفلسطينية. وتصاعد الوضع الأمني عصر أمس الجمعة بعدما اغتالت إسرائيل أمين عام لجان المقاومة الشعبية زهير القيسي بادعاء أنه كان يخطط لتنفيذ هجمات ضد أهداف إسرائيلية عند الحدود الإسرائيلية - المصرية. وقُتل في الغارات الإسرائيلية على قطاع غزة منذ مساء أمس 14 فلسطينيا على الأقل وأصيب أكثر من عشرين بجروح، قال الجيش الإسرائيلي أن 10 من القتلى ينتمون إلى الجهاد الإسلامي ما يظهر أن الجهاد يقف وراء إطلاق عشرات الصواريخ من القطاع باتجاه مناطق عدة في جنوب إسرائيل. وقالت وسائل إعلام إسرائيلية أن شخصا أصيب بجروح خطيرة وآخر بجروح متوسطة و3 بجروح طفيفة جراء سقوط صواريخ في جنوب إسرائيل. وعقد رئيس أركان الجيش الإسرائيلي بيني غانتس مداولات ظهر اليوم لتقويم الأوضاع بمشاركة نائب رئيس أركان الجيش اللواء داني نافيه، وقائد الجبهة الجنوبية اللواء طال روسو، وقائد شعبة العمليات اللواء يعقوب آييش، وقائد شعبة التخطيط اللواء أمير إيشل الذي سيتولى قريبا منصب قائد سلاح الجو. وأصدر الناطق العسكري الإسرائيلي عقب ذلك بيانا حمل فيه حركة حماس مسؤولية التصعيد الحالي. وجاء في البيان أن "حماس التي تستغل المنظمات الإرهابية الأخرى لتنفيذ عمليات إرهابية ضد دولة إسرائيل تتحمل مسؤولية أية عملية في المستقبل ويرد الجيش الإسرائيلي عليها من أجل إزالة تهديد الإرهاب وإعادة الهدوء النسبي إلى المنطقة". وعقب تدهور الوضع الأمني، أصدرت قيادة الجبهة الداخلية الإسرائيلية تعليمات للمواطنين وخاصة في المناطق المحاذية للشريط الحدودي مع قطاع غزة وطالبتهم بالبقاء قريبا من الغرف الآمنة والملاجئ. ومنعت قيادة الجبهة الداخلية إجراء احتفالات في جنوب إسرائيل كان مقرر إجراءها اليوم بمناسبة عيد "البوريم" (المساخر) اليهودي الذي صادف قبل يومين. كذلك قررت أجهزة الأمن الإسرائيلية إغلاق الشارع رقم 12 المحاذي للحدود مع سيناء والمؤدي إلى مدينة إيلات بعدما تم فتحه مطلع الأسبوع الحالي حيث كان مغلقا منذ 18 أغسطس الماضي على أثر هجمات إيلات. وقال وزير الجبهة الداخلية الإسرائيلي متان فيلنائي خلال جولة في بئر السبع بعد ظهر اليوم إنه لا يمكن معرفة متى ستنتهي جولة التصعيد الحالية، وأنه "بدأت مثل الجولات السابقة على أثر قرار اتخذناه بقتل شخص كان جديرا أن يقتل والسؤال كيف ستنتهي الموجدة الحالية منوط بالجانب الآخر". وأضاف فيلنائي أن "حماس تفعل كل ما بوسعها من أجل ألا تتلقى عملية 'رصاص مصبوب 2' وتحاول كبح الجهات الأكثر تطرفا منها" لكنه رجح أنه "بحلول المساء سنرى إلى أين تتجه الجولة الحالية". من جانبه قال وزير الشؤون الإستراتيجية موشيه يعلون "إنني آمل أن حماس، المسؤولة عما يحدث في القطاع، ستتدارك نفسها بسرعة وتوقف هذه النيران وإلا فإنهم سيستمرون في دفع ثمن غال مثلما دفعوه في الجولات السابقة". وأضاف فيلنائي، الذي كان يتحدث في ندوة بمدينة كفار سابا بوسط إسرائيل، أنه "سنضطر إلى مواصلة جبي ثمن منهم وليس مقبولا علينا أن يكون مواطني إسرائيل معرضين للتهديد من جانب هذه المنظمة أو تلك وأن يكون هدفا لإطلاق النيران".