قال الكاتب الصحفى الأمريكى توماس فريدمان في مقال بصحيفة "نيويورك تايمز" إن السؤال الوحيد الذى يساوره عندما يتعلق الأمر بالرئيس الامريكى باراك اوباما واسرائيل هو ما إذا كان أوباما اكثر الرؤساء الموالين لاسرائيل فى التاريخ ام هو واحد من اكثرهم. وقال فريدمان -فى مقال بعنوان "افضل اصدقاء إسرائيل" نشرته الصحيفة اليوم الاربعاء - إن ذلك يعود إلى أن السؤال عما إذا كانت إسرائيل لديها الحق فى شن هجوم استباقى على إيران بينما تقوم الأخيرة بتطوير قدراتها النووية هو واحد من اكثر القضايا الجدلية الساخنة على الساحة الدولية اليوم. ومضى فريدمان يقول إن هذه القضية محفوفة بالخطر لاسرائيل واليهود الأمريكيين الذين لا يرغب اى منهما فى الزج بالولاياتالمتحدة فى حرب قد تضعف اقتصادا عالميا هشا ومتداعيا بالفعل. معتبرا ان اوباما قدم أثناء خطابه امام لجنة الشئون العامة الامريكية الاسرائيلية "إيباك" ومقابلته مع الصحفى جيفرى جولدبيرج أعظم دعم من الممكن ان يقدمه رئيس لاسرائيل فى الوقت الراهن وأنه أعاد تعريف القضية الايرانية عندما قال ان الامر لا يتعلق ببساطة بامن اسرائيل بل بالأمن العالمى والأمن القومى للولايات المتحدة. وقال فريدمان إن اوباما فعل ذلك بقوله صراحة ان السماح لايران بتطوير اسلحة نووية ومن ثم احتواؤه مثلما فعلت الولاياتالمتحدة مع الاتحاد السوفيتى ليس حلا قابلا للتطبيق لانه اذا امتلكت ايران قنبلة نووية فسوف تسعى كل الدول فى جميع انحاء العالم الى امتلاك قنابل نووية هى الاخرى وهذا لن يؤدى الى شرق اوسط نووى بل انه سوف يدفع دولا اخرى الى التنصل من التزاماتها بمعاهدة منع الانتشار النووى وسوف يزدهر السوق السوداء النووى العالمى وعندها يحل فجر عالم اكثر خطورة. وقال أوباما فى مقابلة مع جولدبيرج "منع إيران من امتلاك اسلحة نووية لا يصب فقط فى صالح اسرائيل بل هو يصب فى الاساس فى صالح الولاياتالمتحدة .. فاذا حصلت إيران على سلاح نووى فهذا سيكون مخالفا تماما لسياساتى بعدم الانتشار النووى .. ان مخاطر سقوط سلاح نووى ايرانى فى ايدى منظمات ارهابية عميقة بل ان الأمر قد يوفر لايران قدرات اضافية لاستضافة وحماية محاورها فى تنفيذ هجمات ارهابية لانهم سيكونون اقل خوفا من الانتقام ...وتابع "اذا حصلت ايران على سلاح نووى فسوف تسعى دول اخرى لن اذكرها فى الشرق الأوسط ربما تكون خمس او اربع دول الى بدء برنامج نووي وسوف يحصلون على اسلحة نووية ". وعلق فريدمان على هذا التصريح قائلا ان كل اسرائيلى او صديق لاسرائيل يجب ان يكون شاكرا للرئيس اوباما لوضعه القضية الايرانية فى هذا الاطار ، فهذا الامر مهم من الناحية الاستراتيجية لاسرائيل لانه يوضح بشدة ان التعامل مع التهديد النووى الايرانى ليس قضية اسرائيلية كما انه مهم من الناحية السياسية لان القرار بشأن مهاجمة ايران ام لا يتزامن مع الانتخابات الامريكية. واردف: ان آخر شىء يريده الاسرائيليون او انصار اسرائيل سواء من اليهود او المسيحيين هو اعطاء اعدائهم الفرصة للقول بان اسرائيل تستخدم عضلاتها السياسية للدفع بالولاياتالمتحدة نحو حرب لا تصب فى مصالحها. ومضى يقول: "ان هذا من الممكن أن يحدث لأن مساندة اسرائيل لم يكن يوما مسيسا بقدر ما هو الآن ففى السنوات الأخيرة حاول الجمهوريون جعل دعم اسرائيل قضية "إسفينية" إن جاز التعبير قد تمكنهم من حصد نسب أعلى من أصوات الناخبين اليهود والاسهامات فى حملاتهم الانتخابية وأدى هذا الى ما يشبه سباقا للحرب مع الديمقراطيين بشأن من هو أشد موالاة لاسرائيل ومن هنا بدأت تعلو التصريحات الصاخبة ومنها تصريح نيوت جينجريتش الذى قال فيه ان الفلسطينيين شعب تم اختلاقه ط.