على جانبى شارع الشيراتون بمحافظة الغردقة جلست مجموعة من الشباب القاهريين يتحدثون عن تبعات الفيلم المسىء للرسول خلال إجازتهم السنوية، فيما تطالعهم وجوه السياح من كل بلاد الدنيا، وتجذبهم أصوات المصريين المتراصين على المقهى الشعبى، وبينما يسير مارك وصديقته الألمانية على الرصيف المقابل للمقهى تستوقفهما مكتبة خشبية تحوى بداخلها مجموعة من الأسطوانات، يقرر الشاب الثلاثينى الرحيل قبل أن تجذبه رفيقته من يمناه فيستمران فى الوقوف لدقائق يدور بينهما حوار حول ماهية تلك الأسطوانات، ستاند خشبى معلق عليه لافتة تشير إلى أنه للمساهمة فى هذه الكتب، جمعية تبليغ الإسلام بالإسكندرية، عليك الاتصال بالأرقام التالية، تعلوها عبارة «رجاءً للأجانب فقط»، أسفلها تقبع أسطوانات مكتوب عليها كلمة «الإسلام، بنحو 30 لغة مختلفة، مقسمة لكتب وأسطوانات تتحدث عن الدين الحنيف، على رأسها الإسبانية والإنجليزية والفرنسية والروسية والألمانية، ومن عناوينها «المرأة فى الإسلام والقرآن». المكتبة الموجودة على أسوار مسجد «الجهاد» لا تتعدى مساحتها 3 أمتار، قد تم إعدادها عقب الثورة بشهور، غير أن إقبال السائحين عليها تزايد فى هذه الأيام، خاصة بعد زوبعة الفيلم المسىء، حسب عماد موسى -صاحب البازار المقابل لبيت الله- الرجل الخمسينى من أقدم التجار بالمكان المؤدى للقرى السياحية بالغردقة تتهلل أساريره كلما وقف أحد السياح واستخرج كتيباً وتصفحه: «أنا مبسوط إن المكتبة دى عليها إقبال جامد كدة، خصوصاً إن الأجانب بيتأثروا بيها»، «عماد» الذى ساهم مع العديد من أصحاب المحال فى تشييد المسجد وتوسعاته يعرب عن استيائه من المظاهرات التى أعقبت الفيلم، معتبراً إياها أكبر إساءة للرسول، متمنياً أن نواجه تلك «التفاهات» -حسب وصفه- بالفكر، الأمر الذى شاركه فيه الشباب القاهريون، فيقول أحمد عبدالفتاح «مصور»: «مينفعش حد يعترض على إهانة النبى بالحرق والشتيمة»، فيما يعقب أحمد نور «محاسب»: «للأسف صورتنا بتسوء بالأفعال دى»، فيما راح ثالثهم «أحمد محمود» يتفقد جوانب المسجد، فطالعته لافتة تم تعليقها قبل يومين فقط ممهورة بعبارة «أحبك يا محمد» بأكثر من لغة، من بينها «العربية»، قبل أن ينادى أحدهم أصدقاءه ليشاهدوا لافتة على أسفل مئذنة المسجد لتفسير سورة الإخلاص «قل هو الله أحد» بثلاث لغات، هى: الإنجليزية والروسية والألمانية، الخدمة التى تقدمها جمعية التبليغ التابعة للمقر الأساسى بالإسكندية، كما هو مدون، برفقة المكتبة، وتطالب السائحين بالتواصل مع بعض الدعاة، من خلال أرقام هواتفهم المحمولة (7 شيوخ) يتولى كل منهم الدعوة للإسلام بلغة أو اثنتين.