هدوء حذر يسود المنطقة المحيطة بمحطة توليد كهرباء النوبارية، أهالى قرية خنيزة فى كوم حمادة علقوا اعتصامهم ولكنهم يترقبون إعلان نتيجة التعيين فى المحطة وهل ستشمل أبناءهم أم لا، ويهددون بإعادة حصار المحطة إذا لم يحدث هذا، العاملون داخل المحطة يشعرون بعدم الأمان أثناء الدخول والخروج مما يؤثر على العمل، فى حين يؤكد أهالى القرية أنهم على حق ولا يريدون سوى تعيين أبنائهم خاصة أن المحطة مقامة على أراضيهم. «الوطن» زارت محطة كهرباء النوبارية واستمعت للأطراف المختلفة، سواء العاملين فى المحطة أو أهالى قرية خنيزة.العاملون فى المحطة: لا نشعر بالأمان والتعيين فيه وساطة ومجاملات المحطة مقامة على مساحة 330 فدانا، ويعمل بها 1300 مهندس وفنى وإدارى وعامل، تعتبر أكبر محطة لتوليد الطاقة فى الشرق الأوسط حيث إنها تنتج 2250 ميجاوات تضاف إلى الشبكة الكهربائية الموحدة فى مصر أى إن الكهرباء المنتجة من المحطة تفوق ما ينتجه السد العالى. فى البداية التقت «الوطن» أهالى قرية خنيزة التابعة لمجلس قرية دست الأشراف مركز كوم حمادة، التى تبعد عن محطة كهرباء النوبارية 2 كيلو متر، ويبلغ تعدادها السكانى 12 ألف نسمة، القرية تعانى كثيرا من المشاكل مثلها مثل الكثير من القرى، نسبة التعليم بها جيدة لكن نسبة الفقر والبطالة بها عالية ومعظم شبابها يعملون أنفارا باليومية، ويعانون من ضعف مصادر الدخل خاصة بعد أن أخذت الحكومة الأراضى الزراعية التى كانوا يعيشون عليها لإقامة محطة الكهرباء عليها. أهالى القرية غاضبون بشدة من سياسة شركة وسط الدلتا لإنتاج الكهرباء، خاصة فيما يتعلق بالتعيين ويشعرون بالإحباط بسبب التجاهل، وأكثر ما يؤلمهم هو تعيين شباب من خارج محافظة البحيرة بالوساطة، وعدد العاملين بالمحطة من أهالى القرية 120 عاملا فقط من بين 1300 عامل. يقول فوزى شعبان فرهود موجه بالتربية والتعليم وأحد أهالى قرية خنيزة «المحطة استولت على مساحة فدان أرض زراعية كنت أملكها من الإصلاح الزراعى، وأقاموا عليها أعمدة إنارة خاصة بالمحطة عام 2008، مع وعد بتعيين إحدى بناتى إلا أن ذلك لم يتم حتى الآن، رغم ما سببته تلك الأعمدة من تلف للمحاصيل المزروعة فى الأرض، والمفاجأة أن هذه الأرض لم تنزع ملكيتها حتى الآن، ولدىّ ابنتى إسراء حاصلة على دبلوم صناعة قسم كهرباء، وهو التخصص الذى تطلبه المحطة للعمل، لكن لم يتم الوفاء بالوعد الذى قطعه مسئولو المحطة والشركة على أنفسهم، ويتعمدون تجاهلنا فى التعيينات». ويتحدث عماد محمد عبدالرسول بدر أحد شباب القرية بحسرة وألم وغضب قائلا «تقدمت بطلب لشركة غرب الدلتا لإنتاج الكهرباء عام 2003 التى كانت تتبعها المحطة قبل إنشاء شركة وسط الدلتا لإنتاج الكهرباء، واستلمت خطابا من رئيس قطاع شئون الأفراد بشركة غرب الدلتا بضرورة حضورى إلى مقر الشركة ومعى أوراقى، ومنذ عام 2003 وحتى الآن لم يتم تعيينى بالمحطة لأنه ببساطة تم تعيين آخر بدلا منى، ولا أقول سوى حسبى الله ونعم الوكيل».محطة النوبارية أكبر محطة على مستوى مصر وإنتاجها من الكهرباء يفوق ما ينتجه السد العالى.. والاحتقان يؤثر على العمل داخلها أما داخل محطة كهرباء النوبارية فتسود حالة من الهدوء الحذر والغضب المكتوم بين المهندسين الذين يطالبون بتأمين المحطة وحمايتها وتطبيق القانون ومعايير الكفاءة والخبرة على من يتم تعيينهم بالمحطة. يقول المهندس كرم فتح الله رئيس وردية «نعمل منذ الثورة فى جو غير صحى بالمرة داخل المحطة، بسبب اعتصامات أهالى قرية خنيزة ومحاصرتهم للمحطة مرتين، مما يؤثر علينا وعلى العمل بالمحطة، وعندما حاصرونا فى المرة الأولى بعد الثورة مباشرة أصيب أكثر من مهندس، واضطررنا إلى الدخول والخروج من بوابات المحطة الخلفية بعد أن منع الأهالى دخول وخروج العاملين بالمحطة وقطعوا الطريق أمامها»، مشيرا إلى «أن بعض التعيينات بالمحطة تتم بالوساطة والمجاملات لغير المؤهلين للعمل بالمحطة».