أوضح عمرو موسى المرشح السابق لانتخابات الرئاسة، أن حادثة رفح التى وقعت خلال الشهر الماضي "كان أحد أسبابها الانفلات الأمني وغياب دور أجهزة المعلومات في كيفية التعامل مع الموقف"، وأضاف موسى أن سيناء "قد تم تركها وإهمالها كثيرا في العهد السابق"، مشيرا إلى أن أهالي سيناء "يشعرون بمرارة الإهمال في جميع مجالات حياتهم، والمواطن السيناوي يشعر بأنه مواطن من الدرجة الثانية، وأنه مشكوك فى وطنيته"، مؤكدا أن "المساواة بين جميع المواطنين تبدأ من سيناء". وتساءل موسى، خلال لقائه مع أستاذ العلوم السياسية عمرو حمزاوى في برنامج "هنا العاصمة" على "سي بي سي"، "أين ذهبت التنمية السياحية ومشروع ترعة السلام فى سيناء، بخاصة أن مشروعات البناء تتم قراءتها فقط من خلال الصحف، حيث إن عملية التنيمة الشاملة في سيناء هي ضمان الأمن القومي المصري". مطالبا بضرورة العمل على استغلال قناة السويس، وأن تتحول إلى "مشروع حيوي ضخم من خلال مناطق للتجارة الحرة، والعمل على وجود صناعة السفن بها". وحول العلاقة المصرية الإسرائيلية وكيفية التعامل مع الملف الفلسطينى، أشار موسى إلى أنه "على الجميع الالتزام بالمبادرة العربية في حل النزاع العربي الإسرائيلي دون أي مساس بها"، مضيفا أنه "يجب عدم إثارة القلاقل بشأن المعاهدة المصرية الإسرائيلية، طالما يلتزم بها الجانب الإسرائيلي، حيث إن هناك ضرورة الآن للنقاش بشأن الملاحق الأمنية بسبب تغير الظروف"، مشددا على "ضرورة إعادة النظر فى اتفاقية السلام مع إسرائيل، مع تغير مفهوم الأمن القومى المصرى وقدرة الدولة على استيعاب المتغيرات الأمنية وعن العلاقة مع قطاع غزة"، وأكد موسى على أنه "يجب أن تدار هذه العلاقة بمنطق مصلحة الدولة المصرية"، معلنا رفضه استمرار حصار غزة، معلنا أنه مع "فتح المعابر مع القطاع بصورة منظمة، والسعي لغلق الأنفاق. وعن الوضع في المنطقة العربية وثورات الربيع العربي، أشار موسى إلى أن "العالم العربى يتغير، وبطء حركة التغيير لن يؤجل هذا التغيير القادم". وتابع موسى حديثه بأن الوضع في سوريا "خطير وحرج، لأنها في موقع ملتهب على الخريطة العربية، وأن الرئيس السوري بشار الآسد لم يصبح رئيسا لسوريا الآن"، مؤكدا أن الوضع هناك "لن يعود للوراء مرة أخرى"، وأن الفيتو الروسى والصينى بالقضية السورية "لم يُتعس الغرب كثيرا"، مشيرا إلى أن "الفشل العربى واضح في الأزمة السورية"، معلنا رفضه لإشعال الصراع الشيعي السني، بخاصة أن مؤسسة الأزهر الشريف "استطاعت أن تدافع عن مذهبها بشكل سليم"، مشددا على "ضرورة العمل على كافة المستويات لاحتواء الأزمة السورية، والتحاور بين جميع الأطراف ذات الصلة بهذه القضية، من أجل الوصول إلى حل ينهي هذا الوضع القائم هناك"، مؤكدا أن إيران "تلعب دورا مهما في حل القضية السورية، ولذلك لابد من وجود صوت عربي موحد يتم التحدث به مع إيران لما تلعبه من دور كبير في دعم النظام السوري"، مشيرا إلى أن خطاب الرئيس محمد مرسي في قمة عدم الانحياز بطهران عن القضية السورية "يستحق التقدير، حيث أن ما يميز هذا الخطاب أنه جاء من قلب طهران، بخاصة أن العالم يتعطش لدور مصر الدولي، والدليل علي ذلك ردود الأفعال التي جاءت على زيارته لكل من دولتي الصين وإيران". وأشار موسي إلى أن زيارة الرئيس مرسي للصين "هي بداية لتحرك نشط، وخطوة جيدة من قبل الرئيس، وبخاصة أن الصين قوى اقتصادية عظمى"، متمنيا أن تكون زيارة الرئيس القادمة لكل من الهند والبرازيل وجنوب إفريقيا، مشددا على أنه "ليس من صالح مصر أن يكون لديها علاقات غير طيبة مع الولاياتالمتحدةالأمريكية، وأن يكون لدى مصر علاقات جيدة تستطع من خلال أن تقول نعم أو لا بكل جرأة وشجاعة". وبشأن صندوق النقد الدولي، أشار موسى إلى تأييده لهذا القرض، "بخاصة في ظل الوضع الاقتصادي الذي تمر به مصر الذي أصبح هذا الوضع أمرا مقلقا قد يهدد السلام الاقتصادي المصري ويهدد السياحة المصرية"، مشددا على "ضرورة العمل على عودة الإنتاج لسد احتياجات المواطن". وتابع موسي حديثه بأن هذا القرض "سيساعد لسد عجز الميزانية والاستثمار في المشاريع الإنتاجية، حيث إن هذا القرض وبهذا الحجم لا يمكن أن يمنحه سوى صندوق النقد الدولي من أجل تسهيلات الوضع الاقتصادي وإنقاذ مصر من الغرق"، وعن وصف هذا القرض بأنه نوع من الربا، أعرب موسى عن أسفه على ذلك الوصف، قائلا "هل يكون القرض مع الجنزوري ربا ومن غير الجنزوري مصاريف إدارية؟" وأضاف موسي أن "نجاح تطبيق الحكم الإسلامى فى مصر سيغير خريطة الشرق الأوسط"، متوقعا تفوق التجربة المصرية على النموذج التركى "إذا تم تحسين الوضع المعيشى للمواطن وإقامة اقتصاد قوى يضع مصر فى مصاف الدول الكبرى". وأخيرا، وجه موسى رسالة للشعب المصري هي أن المجتمع المصري "كان له فرصة عظيمة في 1952 ولم يستغلها وانتهت نهاية مأساوية، وكان لديه أيضا فرصة عظيمة عام 1973 وانتهت نهايات غير مقبولة"، مضيفا "إننا الآن لدينا فرصة عظيمة لبناء مصر"، متنميا "عدم فقدانها من خلال وقوف الشعب المصري جميعا صفا واحدا".