السودان "السودان" الأحد 24 مايو, 2015 - 16:26 بتوقيت أبوظبي محمد جمعه جبالي- أبوظبي - سكاي نيوز عربيه تعد قاره إفريقيا من أكثر مناطق العالم فقرا وبؤسا، ولعب الاستعمار الأوروبي دورا كبيراً في شرذمه شعوبها بتأجيج الصراعات التي لا تكاد تنتهي فيما بينها، لكن رغم كل الصعوبات سعت دول القاره إلى تأسيس منظمه الوحده الإفريقيه في العاصمه الإثيوبيه أديس أبابا وتم الإعلان عنها في 25 مايو 1963 بمشاركه 30 دوله. وكانت أهداف هذه المنظمه آنذاك تتمثل في تحرير القاره نهائيا من الاستعمار الأوروبي، والقضاء على التخلف الاقتصادي، وتوطيد دعائم التضامن الإفريقي، والارتقاء بالقاره إلى المكانه التي تليق بها كمؤسسه قادره على التأثير صناع القرارات الدوليه. إلا أنه مع مرور الوقت فشلت المنظمه في تحقيق ما كانت تربو إليه، إذ اندلعت صراعات إثنيه وعرقيه في العديد من البلدان الإفريقيه، وعانت معظم الدول الإفريقيه من الفقر وهجره عقولها إلى أوروبا. وفي 9 يوليو 2002، تأسس الاتحاد الإفريقي خلفا لمنظمه الوحده الإفريقيه على أمل تحقيق ما فشلت فيه المنظمه السابقه، إلا أن ذلك لم ينتج عنه تغيرا كبيرا، فهناك بؤر صراع عديده مثل الصومال والسودان ومالي ونيجيريا وإفريقيا الوسطى، كما دخلت ليبيا لتكون ساحه صراع جديده. وفي عام 1984، انسحبت المملكه المغربيه، التي كانت عضوا في منظمه الوحده الإفريقيه عقب اعتراف المنظمه ب"الجمهوريه الصحراويه" في إشاره وصفها المراقبون بأنها لا تفيد المنظمه. ومن أبرز المشاكل، التي عجز الاتحاد عن التعامل معها مشكله نهر النيل، الذي يعد أهم أنهار القاره والعالم، فهذا النهر الدولي، الذي تشترك فيه، منبعا ومصبا 11 دول إفريقيه، وبات عنوان أزمه لم يتم تسويتها إلا من خلال المبادرات الدبلوماسيه بعيدا عن الاتحاد. ومن أخطر القضايا التي تواجه القاره السمراء وباء إيبولا، الذي لم تفلح معه مساعي الاتحاد الإفريقي ونجحت معه الجهود الدوليه، في حين أن القاره تملك سجلا سيئا في الانتشار السريع والمخيف لفيروس نقص المناعه البشريه "الإيدز". ورغم فشل الاتحاد الإفريقي في ملفات كثيره، إلا أنه قام بأول تدخل عسكري له في دوله عضو في مايو 2003، حيث نشر قوه لحفظ السلام من جنوب إفريقيا وإثيوبيا وموزمبيق في بوروندي للإشراف على تنفيذ العديد من الاتفاقات العسكريه المختلفه هناك. كما نشر أيضاً الاتحاد قوات لحفظ السلام في السودان في صراع دارفور، وذلك قبل تسلم الأممالمتحده تلك المهمه في يناير 2008، فيما قام الاتحاد بنشر قوات حفظ سلام من أوغنداوبوروندي في الصومال. وختاما، ووفقا لرأي الكثير من الخبراء والأكاديميين فإن الواقع يؤكد أن هذا الاتحاد لا يملك الإراده ليكون فضاء يجمع شعوبا مختلفه تحت مظله واحده، فإلى الآن مازالت كل دوله من الدول الأعضاء تعيش عالما مختلفا عن الدول الأخرى، وما يتم وضعه من برامج لا يجد طريقه إلى التنفيذ في معظم الأحيان. .