قال وزير الخارجية محمد كامل عمرو؛ إن مشاركة الرئيس مرسي في القمة الإفريقية تمثل أهمية خاصة؛ لكونها تأتي في أول زياراته للخارج وهو ما يوضح الأهمية التي توليها مصر بعد الثورة؛ وتعطي إشارة قوية بأن مصر عازمة تمامًا على استئناف دورها في إفريقيا على المستوى الرئاسي؛ وعلى العودة إلى الاهتمام بإفريقيا، وهذا هو الوضع الطبيعي بالنسبة لمصر، مشيرًا إلى ترحيب الدول الإفريقية خلال أعمال القمة بهذا المنحى المصري. وذكر كامل عمرو -في تصريحات للوفد الإعلامي المصري الذي يزور إثيوبيا لتغطية أعمال القمة- أن الرئيس محمد مرسي سيتحدث في الجلسة الافتتاحية للقمة الإفريقية؛ كما سيجري عدد كبير من اللقاءات الثنائية مع القادة الأفارقة ومن أبرزهم لقاءات مع رئيسي السودان شمالاً وجنوبًا؛ وجون بينج- رئيس المفوضية الإفريقية، ورؤساء دول حوض النيل، مجددًا أن زيارة الرئيس لأديس أبابا تعطي مؤشرًا لاهتمام الرئيس بالقارة الإفريقية؛ ورسالة بعودة مصر إلى القارة الإفريقية إلى جانب الأهمية التي توليها مصر لعلاقاتها مع دول حوض النيل باعتباره عنصر تجميع للدول المشاركة فيه وليس عنصر فرقة. وأوضح أن "مصر مستمرة في تنفيذ مبادرتها لدول حوض النيل؛ وتقوم بإيفاد خبرائها في مجالات مختلفة كحفر الآبار والقوافل الطبية.. كما سوف تقوم بتوسيع هذا التعاون في الفترة القادمة؛ وسيكون هناك زيادة في الكوادر الموجهة لإفريقيا". وتابع القول: إن لمصر رصيد كبير في إفريقيا ولها دور فاعل في محيطها الإفريقي منذ نهاية الخمسينات وأوائل الستينات، واستضافت مكاتب التحرير الإفريقية؛ حيث أقامت فروع لها بالقاهرة إلى جانب تعلم كثير من زعماء هذه الحركات في القاهرة؛ مما يجعلنا لا نستطيع القول بأن الدور المصري انحسر تمامًا عن إفريقيا خلال الحقبة الماضية، بل إن الدائرة الإفريقية تعد أبرز دوائر السياسة الخارجية وأكبر دولة لها سفارات في دول القارة الإفريقية؛ ويقوم الصندوق الفني للتعاون مع إفريقيا بوزارة الخارجية بتنفيذ مشروعات في إفريقيا ويتواجد الخبراء المصريين بشكل كبير في دول القارة". وأوضح أن الإشكالية التي حدثت في أواخر خمسة عشر عامًا تتمثل في غياب الحضور المصري على مستوى القمة الإفريقية، ولا يخفى على أحد أهمية دور الرؤساء في التواصل لما له من دور سياسي في حل كثير من المشاكل على المستوى الفني؛ وهو ما افتقدته مصر في الفترة الأخيرة. وحول موقف مصر من الترشيحات لمنصب رئيس مفوصية الاتحاد الإفريقي الذي تتنافس عليه كل من الجابون وجنوب إفريقيا قال؛ إن "موقف مصر واضح وهو أنها تفضل حل هذه المسألة في إطار توافقي ودون الدخول في مواجهات"، وقال إنه "نادرًا ما كانت تلجأ الدول الإفريقية إلى التصويت في مثل هذه الأمور". موضحًا أن مصر تأمل في استمرار هذا المنحى؛ خاصة وأن لجنة الثمانية ستقدم تقريرًا يؤدي إلى حلول توافقية لأنه ليس من مصلحة إفريقيا في هذه المرحلة أن تكون هناك انقسامات. وأشار إلى أنه من بين الموضوعات المطروحة على القمة؛ اقتراح مصر بإنشاء مركز لإعادة الإعمار والتنمية فيما بعد النزاعات؛ وسوف يبت في أعباءه المالية ومقره وهيكل مجلسه الذي عرضت مصر استضافته لما له من دور في إعادة الاعمار فيما بعد النزاعات. وأضاف وزير الخارجية؛ أن مصر في إطار عضويتها لمجلس السلم والأمن الإفريقي مهتمة بمتابعة التطورات في مالي وبين دولتي السودان؛ لما له من أهمية بالغة ليس لمصر فقط بل لإثيوبيا أيضًا ويتم التنسيق بين القاهرة وأديس أبابا، معربًا عن أمله في تسوية المسائل العالقة بين جوبا والخرطوم، مشددًا على استعداد مصر لتقديم أي جهد للتوصل إلى هذه التسوية. وكان محمد كامل عمرو- وزير الخارجية المصري، قد رأس وفد مصر في الجلسة العادية الحادية والعشرين للمجلس التنفيذي (الذي يضم وزراء خارجية دول الاتحاد الإفريقي)، وعقد سلسلة من الاجتماعات الثنائية مع نظرائه الأفارقة استهلها بلقاء وزير خارجية أوغندا.