الفوز الكبير الذي حققه الأهلي علي الاتحاد الليبي لم يأت من فراغ وأسهمت فيه جهات عدة حتي يتحقق فوز بهذا الحجم, فالأهلي لم يكن بحاجة إلي مجرد فوز بل بفارق ثلاثة أهداف وهذا رقم كبير ومخيف جدا خصوصا في اللقاءات التي تكون أشبه بالدربيات كما هي الحال في اللقاءات المصرية الليبية التي يسيطر عليها حماس كبير من الطرفين وحساسية ولكنها غير مفرطة كما في الحساسية بيننا وبين الأشقاء الجزائريين ودائما مواجهات الشمال الإفريقي صعبة علي أي مستوي.. ورأينا كيف كان إقبال الجمهور علي المباراتين في طرابلسوالقاهرة وهذا مؤشر علي مدي أهمية اللقاء بالنسبة للطرفين وحرص كل فريق علي إقصاء الآخر.. وهذه المباراة كانت تشكل لدي الأشقاء في ليبيا ما يسمي ب مباراة الحلم بدليل أن الفريق الليبي حضر إلي القاهرة ببعثة هي الأكبر في تاريخه مصطحبا معه كل أجياله من اللاعبين الكبار النجوم لنيل شرف حضور هذه المباراة التاريخية وفريقهم يتأهل لدور الثمانية الإفريقي علي حساب فريق في حجم الأهلي المصري. المهم أن اللقاء كان في منتهي الصعوبة.. فكيف تسجل ثلاثة أهداف في فريق يدافع بكل لاعبيه وهو فريق جيد دفاعيا إلي حد كبير حد لو كان يلجأ للتطفيش والدفاع المتأخر بالقرب من مرماه وعدم الضغط علي لاعبي الأهلي إلا في الثلث الأخير بجانب عدم القدرة علي الاستحواذ لأوقات طويلة لكن الكثافة العديدة أمام المرمي تعوق أي فريق عن الوصول لكنها بالطبع لن تحرمه من المرور والتسجيل مادامت هناك الرغبة والإصرار ويوجد لاعبون مهاريون مثل متعب وبركات ومعوض وشهاب أحمد وعاشور وأبوتريكة.. وفي نفس الوقت كيف تفعل هذا أي تسجل ثلاثة وتهاجم بكل أوراقك ولا يدخل مرماك أي هدف؟! بالطبع كانت هذه هي المعادلة الصعبة والتي لعب حسام البدري المدير الفني للأهلي علي أساسها طوال التسعين دقيقة ونجح في حسمها. ومن هذا المنطلق كان تشكيل أول45 دقيقة بالاعتماد علي شريف إكرامي في حراسة المرمي وأمامه الرباعي وائل جمعة وأحمد السيد وسيد معوض وشريف عبدالفضيل.. وفي الوسط عاشور وشهاب أحمد وبركات و أحمد حسن.. وفي الهجوم ابوتريكة ومتعب, وبهؤلاء اللاعبين فعل الأهلي كل شيء ونفذ كل ما أراد ووصل من كل المحاور وخصوصا الأطراف عن طريق معوض وبركات وعبدالفضيل لكن بقي سؤال وهو من يسجل؟ لقد كان متعب بمفرده وسط8 لاعبين وأطوالهم جيدة وإذا راقبوه لم يكن هناك بديل مزعج لأن ابوتريكة لم يكن في العمق وكان خلف متعب, الأمر الذي حول كرات معوض العرضية إلي تدريب علي كيفية إخراج الكرة بالرأس لليبيين وكيفية التشتيت بسهولة ومن هنا كانت فرصة التسجيل صعبة رغم أنها أتيحت لأحمد حسن مرة وهو منفرد بالشباك ولكنه غير متوقع لها كما أنه ليس من رواد الفضاء في عالم كرة القدم وعاند الحظ متعب في تسديدة اصطدمت بالقائم وهناك فرص أخري أهدرت رغم وجود9 لاعبين في الصندوق. ومن هنا كانت نتيجة الشوط الأول سلبية لكن البدري لم يفقد الأمل وشاهدناه مغامرا في اللحظات الصعبة وهذه شيم المدرب الجريء الذي لم يعد أمامه شيء يبكي عليه ولعب علي طريقة يا صابت يا اتنين عور فصابت معه بل حدث انتصار و تصحيح لهزيمة الذهاب وكان هذا الفوز بطعم البطولة في مهمة صعبة علي فريق ليس بالمستحيل قهره بالثلاثة.. البدري لجأ إلي أسلوب قديم استخدمه جوزيه في الأوقات الصعبة وهو كما يقول تلميذه والمؤكد أنه استفاد من هذه المواقف ولعب لأول مرة هذا الموسم بثلاثة مهاجمين عندما سحب أحمد حسن لاعب الوسط ودفع بمحمد فضل وسحب شريف عبدالفضيل صاحب المهام الدفاعية الأكثر ودفع بأسامة حسني ولعب بطريقة3/5/2 بوجود وائل جمعة وأحمد السيد في الدفاع فقط وخمسة ينطلقون من الوسط للهجوم مع بعض المهام الدفاعية النادرة وهم: سيد معوض في اليسار وكان يعود للخلف لو تطلب الأمر وبركات في اليمين ومعهما عاشور وشهاب الدين أحمد ولهما دور في مساندة الدفاع لكنهما كانا أكثر من رائعين بعدما لعبا دورا مؤثرا في الوسط مما منح الأهلي السيطرة والسيادة الكاملة علي وسط الميدان بالضغط المستمر علي المنافس. ويبقي السؤال: من هم اللاعبون الذين نجحوا في ترجمة فكر البدري وتحقيق هذا الفوز المهم والصعب حتي يصل الفريق إلي دوري المجموعات الإفريقي؟.. بالطبع يأتي في مقدمتهم محمد بركات, كان هو الأفضل من كل الوجوه وقدم للأهلي في آخر الموسم أفضل العروض وعوض غياباته طوال الموسم ورأيناه أكثر لاعب مؤثر في أداء الأهلي في الفترة الأخيرة سواء في لقاء الزمالك بهدفه القاتل أو في لقاء المنصورة بتمريراته النادرة أو في مباراة الإسماعيلي بصناعة هدف شكري أو في اللقاء الأخير أمام الاتحاد الليبي وكان هو صانع النصر وأخطر لاعب في الملعب فهو الآن يلعب دور مستر إكس. وثاني لاعب في الأداء الفعال والإيجابي بعد بركات هو سيد معوض اللاعب المهاري صاحب التمريرات النموذجية الحريرية. وإذا كان لبركات ومعوض هذا السحر الهجومي الفعال فإن هناك لاعبا ثالثا كان له دور بارز في الأداء الدفاعي من الوسط هو حسام عاشور الذي سجل خلال اللقاء أعلي نسبة استخلاص للكرة من المنافس11 مرة.