بعث خطاب الرئيس المنتخب، محمد مرسى، وأداؤه القسم الرئاسى، فى ميدان التحرير أمس الأول، برسالة طمأنة للقوى الثورية بأن «التحرير» له شرعية «ثورية رسمية»، إلا أن وعوده بالتوافق الوطنى يشوبها الغموض، ويطارده من بعيد شبح «عصام شرف»، رئيس الوزراء الأسبق، الذى دخل الوزارة فى مارس 2011 بمشهد مشابه. قال محمود عفيفى، المتحدث الإعلامى لحركة 6 أبريل، إن الخطاب جاء متماشياً مع الإرادة الشعبية التى تثبت يوماً بعد يوم أن الشرعية للثورة والملايين الثائرة. وأوضح أن أداء مرسى للقسم وإن كان بشكل رمزى، أمام الميدان، يؤكد شعوره بالمسئولية نحو التحرير الذى وصفه ب«القلب المركزى» للثورة، مشيراً إلى أن هناك ارتياحاً مبدئياً بين معظم القوى الثورية حول الخطاب. وأضاف أن خطاب الرئيس على الرغم من قوته فى المجمل، فإنه افتقد لآليات تنفيذ التعهدات التى قطعها على نفسه، وما زالت مطالب الحكومة الائتلافية وتشكيل المؤسسة الرئاسية غامضة الملامح، خصوصاً مع تعهداته بالإفراج عن المعتقلين عسكرياً فى ال16 شهراً، وعدم تحديد آليات حكومته، الأمر الذى يتوجب الحسم الساعات القليلة المقبلة، للتأكيد على تنفيذه مطالب التوافق. وحسب عفيفى، فإن تخوفات «6 أبريل» تتمثل فى إمكانية وجود تفاهمات سرية وغامضة بين الرئيس المنتخب والمجلس العسكرى، تُفسد تعهدات الرئيس؛ وقال: «الأمر مقلق حينما تسمع بين فترة وأخرى من وسائل الإعلام العالمية عن جلسات مغلقة بين قادة العسكرى وجماعة الإخوان، فضلاً عن أن معركة مرسى الحقيقية هى قدرته على انتزاع صلاحياته من فم الإعلان الدستورى المكمل»، وأضاف أن شبح عصام شرف، وقسمه فى «التحرير» يسيطر على كثير من القوى الثورية، وتحول تدريجياً إلى «سكرتير» للمجلس العسكرى. وصف هيثم الخطيب، عضو المكتب التنفيذى لاتحاد شباب الثورة، الرئيس بقوله: «أمسك العصا من المنتصف»، وأضاف: «لم يقدم مرسى تعهدات مادية ملموسة حتى فى أبسط القضايا كالإفراج عن المعتقلين عسكرياً، ولكنه فى الوقت ذاته شهد تطوراً كبيراً للنبرة الثورية للرئيس، الذى اعترف صراحة بأدائه القسم أمام جموع المتظاهرين بالتحرير، وأن الشرعية الثورية تتفوق على الشرعية الدستورية». واعتبر كلمة مرسى وقوله إنه سيعود للميدان كلما احتاج إليه، ضوءاً أخضر للقوى الثورية والسياسية بالتظاهر والاحتجاج ضده كلما أخلف وعوده، وأوضح أن الخطاب كان رسالة للعالم أن مصر ستهتم بمصلحتها أولاً، هو خطاب ناصرى من الدرجة الأولى. وتخوف الخطيب من ممارسة ضغوط على الرئيس المنتخب، من قيادات جماعة الإخوان المسلمين، التى ينتمى إليها، وستضغط عليه ليتبع المسار الإخوانى للإصلاح، الذى وصفه ب«العقيم»، ما يفرض على القوى الوطنية مساندة الرئيس ضد جماعته ونفسه. وقال محمد عواد، المتحدث الإعلامى لحركة شباب من أجل العدالة والحرية، إن هناك فرصة حقيقية لمرسى لكسب أرضية شعبية أكثر بالشارع؛ فأداؤه اليمين الرئاسية بالتحرير رسالة للعسكرى بأنه يحتمى بإرادة الملايين من صناع الثورة، وأن عليه استكمال ذلك المسار بإلغاء الإعلان الستورى المكمل فور تسلمه السلطة رسمياً، ليثبت للجميع أنه لا توجد صفقات مع المجلس العسكرى.