تساءل الجميع فى الآونة الأخيرة عن طبيعة الجو النفسى الذى أخرج روابط الألتراس للمجتمع، وتعالت التساؤلات بعدما حدث في مجزرة بورسعيد - والتى سقط فيها 74 ضحية وأكثر من ألفى مصاب – والذى لم يحدث فى مباراة كرة قدم فى العالم. حاولت بوابة الوفد الإلكترونية كشف البعد النفسي والاجتماعي لمجموعات الألتراس وربطها بالأحداث الأخيرة. في البداية أشار د.عبد الرؤوف الضبع، رئيس قسم الاجتماع بكلية الآداب جامعة سوهاج، إلي أنه من الطبيعي أن يميل الشاب للانتماء لأي جماعة كاتحاد الطلبة أو مجموعات الألتراس، أو غيرها من الجماعات الشبابية، خاصة أن الشاب لديه طاقة، ويريد أن يشعر بوجود. واضاف أن ظاهرة انتشار روابط الألتراس عالمية ودخلت في صناعة كرة القدم، ففى الماضي كان يتم التشجيع دون روابط، ولكن بعد ان أصبحت كرة القدم صناعة أصبح هناك عوامل اقتصادية تدعمها لتنمو، مؤكدا أن القيم والأفكار التي ينتهجها الفرد هي التي تشكل سلوكه، فهناك من يدخل أرضية الملعب حاملا وردة وآخر يحمل سلاحًا. وأشار الضبع إلى أن مجموعات الألتراس لم تتصدر المشهد في 25 يناير، وانما كانت ضمن المجموعات التي شاركت بقوة لقدرتهم علي الاحتشاد سريعا نظرا لأنهم يتسمون بالتنظيم. وعن نظرية الانتقام من الشرطة شدد الضبع علي أن سيكولوجية المصري عموما لا تتسم بالانتقام وانما يهدأ بسرعة، ضاربا مثالا بتعاطف أغلب المصريين مع الرئيس السابق بعد خطابه الشهير قبل يوم واحد من موقعة الجمل. وارجع الضبع عدم ميل أعضاء روابط الألتراس للظهور في وسائل الاعلام المختلفة لعدم رغبتهم في حرق انفسهم، مؤكدا ان هؤلاء الشباب من الممكن ان يشكلوا خطرًا علي المجتمع، مالم يكون هناك تعقل وسيطرة "عقل السلطة وسلطة العقل. ومن الناحية النفسية أوضح د. يسري عبد المحسن استاذ الطب النفسي بجامعة القاهرة أن الإنسان اجتماعي بطبيعته، ويسعي دائما للدخول في تجمعات كالانتماء لنادٍ معين، مشيرا الي أن هذا الانتماء يبدأ معتدلا ومن الممكن أن يتحول للتعصب، ولكن هناك من يقوم بتغذيته من الخارج بوسائل الإعلام وما تبثه. ورفض عبد المحسن فكرة أن مجموعات الألتراس تنتقم من الشرطة، معتبرا أن ما يحدث تنفيس عن الغضب والكراهية والحزن لم حدث مؤخرًا سواء تجاه المجلس العسكري أو الشرطة. وحذر من التجمعات التي ليس لديها اخلاق وتتسم بالهمجية والسحل المعنوي وعدم النضج النفسي، مؤكدا أن مثل هذه التجمعات تنذر بكارثة علي المجتمع، موضحا أن الأحزاب السياسية لا يمكنها استقطاب مجموعات الالتراس لأن ولاءهم في الاساس لناديهم وليس لأفكار سياسية. وفي نفس السياق، أكد د.علي السيد سليمان استاذ علم النفس والارشاد بجامعة القاهرة أن الإنسان إذا عاش وحيدا يعد ذلك مشابهًا للحبس الانفرادي، مشيرا إلي أن ظاهرة الالتراس معروفة في العالم كله، وأنه لا يجب أن تلصق بهم التهم لانهم يقضون أوقاتا في حب ناديهم وأن عنادهم يكون ضد نادٍ منافس ولا يصل أبدا لسفك الدماء. وشدد على اهمية دور الاندية في متابعة الالتراس، مطالبا الأندية بدعوتهم علي فترات لتوعيتهم وتثقيفهم وتدريبهم علي التشجيع والهتافات المثالية ونبذ العنف، وعدم اضطهاد جماهير الاندية الأخري. وعن احداث بورسعيد شدد سليمان علي أن الأمن كان عليه أن يتوقع الأحداث لأنه كان هناك عدة مؤشرات تنذر بهذه الكارثة، كما أن القضية ليست كرة قدم ولكنها تعني أن البعض مستعد لأن يُحدث مجزرة مدفوعة الأجر لإجهاض الثورة. ورأى سليمان أن ما حدث في مجزرة بورسعيد كان انتقامًا من الثورة، وليس من الالتراس، مطالبًا بالبحث عن الدخلاء الذين حولوا الفرح إلي مأتم، ويريدون ادخال مصر في حروب اهلية. جدير بالذكر ان ألتراس هي كلمة لاتينية تعني الشىء الفائق عن الحد وهم فئة من مشجعي الفرق الرياضية ومعروف عنهم انتماؤهم وولاؤهم الشديد لفرقهم. وتميل هذه المجموعات الي استخدام الالعاب النارية (الشماريخ) وترديد الغناء والهتافات الحماسية، وكان اول ظهور لهم في البرازيل عام 1940 .