نجح المنتخب الاسباني في تجاوز نظيره البرتغالي وبصعوبة كبيرة بفارق ركلات الترجيح لتضرب موعداً من نار مع خصم ستتضح هويته غداً بعد لقاء أسبانيا وفرنسا ، وعلى الرغم أن المباراة لم تكن جمالية جداً إلا أنها كانت تكتيكية من العيار الثقيل ،وفي السطور التالية نلخص لكم أهم هذه اللقطات التي رصدناها : شوط المباراة الأول : الشكل التكتيكي الموحد : كلا الفريقين لعبا بخطة 4-3-3 التي يرتاحان لها وهي مسألة معروفة في المباريات الكبرى حيث يلعب كل من المتنافسين بالأسلوب الذي يستطيع أن يقدّمه بأفضل شكل ، الفارق بين الاثنين كان المباشرية حيث كانت البرتغال أقل تمريراً وأكثر مباشرية فيما اعتمدت اسبانيا أسلوبها المعتاد في التحضير الطويل قبل أي هجمة وإن كانت فرصها أكثر خطورة على المرمى سواء عن طريق إنيستا أو أربيلوا، لكن الحذر كان السمة الغالبة على أداء كلا الفريقين حيث لم يرغب أي منهما في تلقي هدف مبكر فكرة إدخال نيغريدو :هو الأمر المفاجئ الوحيد في تشكيلة الفريقين حيث توقع الجميع مشاركة توريس أو سيلفا وحتى بيدرو ، لكن ديل بوسكي رغب بلاعب مهاجم جيد أمام المرمى ومتحرك جدا ليعود إلى الخلف ويشارك ببناء الهجمات لكن فكرته لم تنجح كثيراً. الاعتماد على رونالدو وغياب ناني : وضح تماماً أن البرتغال تحاول إيصال الكرة إلى رونالدو بشتى السبل ليكون هو بادئ الهجمة أو منهيها بغية استغلال سرعته خاصة مع تقدم أربيلوا إلى الأمام وهو ما أدّى إلى غياب شبه كامل لناني عن اللقاء . تفاوت بين الجبهتين اليمنى واليسرى لأسبانيا لغياب شبه كامل لديفيد سيلفا : لوحظ تماماً أن الجهة العملياتية لأسبانيا هي اليسرى حيث أن مفتاحي اللعب هما إنيستا المدعوم من خوردي ألبا وبالعكس حيث كانا كثيري الحركة ومصدر خطورة واضحة في حين أن الجهة اليمنى لم تكن بنفس القدر والسبب هو أن مستوى التعاون بين أربيلوا وسيلفا لم يكن بنفس المستوى علما أن الظهير الاسباني كان يتقدم دائماً . القوة البدنية البرتغالية للاعبي البرتغال فعلت فعلها في إبطال التيكي تاكا الاسبانية : ونخص هنا بالذكر ميريليس وفيلوسو وكوينتراو ومعهم بيبي وبرونو ألفيس الذين أرهقوا الأسبان بالالتحامات البدنية وقلل من قدرتهم على الاحتفاظ بالكرة وبالتالي شنّ الهجمات . شوط المباراة الثاني : إخراج نيغريدو وإدخال فابريغاس : بعد أن ثبت قلّة فاعلية رأس الحربة الذي اختاره ديل بوسكي قام الأخير باستبداله بفابريغاس بغية العودة إلى أسلوب المهاجم الوهمي بغية زيادة الفاعلية الهجومية لكن هذا الأسلوب لم يغير من الأمر شيئاً لصلابة الدفاع البرتغالي . حيلة تكتيكية في تحركات رونالدو بنقله إلى الجهة اليمنى : قام بينتو بإعطاء رونالدو تعليمات بالتنقل مابين الجهة اليمنى واليسرى بغية تزويع الضغط على الجهتين واستغلال اندفاع كل من الظهيرين إلى الأمام للاندفاع بالهجمات المرتدة السريعة التي كانت أساس لعب البرتغال في الشوط الثاني وقد كاد هذا الأسلوب أن ينجح لكن البرتغال افتقدت للعمق الهجومي نتيجة لعدم وجود مهاجم قناص في صفوفها حيث لم ينجح ألميدا في لعب هذا الدور . الأشواط الإضافية تبديلات ديل بوسكي أعطت فعلها في الأشواط الإضافية : ما قام به ديل بوسكي في الشوط الثاني بإدخال بيدرو بدلاً من تشافي ونافاس بدلاً من سيلفا أعطى نتائجه في الأشواط الإضافية حيث عاد فابريغاس ليلعب محل تشافي في الارتكاز وازداد تحرك الأطراف بوجود بيدرو ونافاس لتصبح الخطورة مضاعفة من اليمين واليسار بعد أن كانت مقتصرة على طرف واحد هو الأيسر غالباً ..فأصبح الرباعي الهجومي مؤلفاً من نافاس وبيدرو مدعومين من إنيستا وفابريغاس وازدادت الفاعلية الهجومية نتيجة لزيادة التحرك السريع بدون كرة. تراجع بدني برتغالي : رغم أنها مرتاحة بيومين أكثر من الاسبان إلا أن البرتغال بدت مرهقة في الشوطين الإضافيين والسبب هو اعتمادها على الدفاع والضغط طوال المباراة ومعروف أن من يدافع هو من يتعب وقد بانت الفراغات كثيراً في الخط الخلفي حيث وصل الاسبان وكادوا أن يهدّفوا أكثر من مرّة . لبرتغال قدّمت أداءاً كبيراً إلا أنها فشلت في لعبة الأعصاب الترجيحية ، واسبانيا لم تقنع إلا أنها فازت ووصلت للنهائي الثالث في ثالث بطولة كبيرة ، وبقي عليها الفوز أمام أحد المنتخبين الألماني والإيطالي لتضرب موعداً مع المجد ، فهل ينجح المنتخب الاسباني في تحقيق الثلاثية ؟