تابع عشاق المستديرة مساء اليوم الاربعاء واحدة من أكثر المباريات عقماً وضعفاً من ناحية النجاعة الهجومية بين أبناء شبه الجزيرة الايبيرية المعروف عنهم حيويتهم الهجومية ومهاراتهم العالية في المراوغة والتمرير السلس. الإسبان والبرتغاليون أظهروا الجزء القبيح من كرتهم بسبب خشيتهم تلقي أهدافاً مباغته أثناء سير المباراة فخرجت اللعبة التي أُقيمت على ملعب دونباس آرينا في مدينة دونيتسك الأوكرانية بتعادل سلبي وأداء باهت لا يعكس قيمة وإمكانيات كلا الطرفين لتكون هذا المباراة واحدة إن لم تكن الأسوأ في يورو2012. أخرجت إسبانيا في الشوط الأول من المباراة 14 كرة من داخل منطقة جزائها في المقابل لم تُبعد البرتغال سوى كرتين فقط بواسطة برونو ألفيش واحدة بالقدم وأخرى بالرأس. وفي الشوط الثاني انعدمت خطورة كلا الفريقين وبدأت البرتغال تفكر بجدية في حسم اللقاء بواسطة ركلات الجزاء لتنكمش أكثر دون الاعتماد على مرتدات حقيقية الشيء الذي استشعره المدرب ديل بوسكي فقام بتنشيط وسط ميدانه وهجومه بالدفع بفابريجاس وبيدرو لتظهر إسبانيا بقوتها الهجومية الحقيقية في الشوطين الاضافيين في ظل تراجع بدني كبير من أحفاد فاسكو دي جاما تزامناً مع الخطة العقيمة التي لعبوا بها، لتنتهي المباراة بالتعادل السلبي وتحقق بطلة نسخة 2008 "إسبانيا" الفوز بواسطة ركلات الجزاء. لم يتألق الكثير من اللاعبين في هذه المباراة المملة الجيدة في شوطيها الاضافيين والمثيرة في ركلاتها الترجيحية، لكن توجد عدد من الاسماء التي قدمت مجهود خرافي على الصعيد الدفاعي أمثال "برونو ألفيش وبيبي وكوينتراو وراؤول ميريليش" ومن إسبانيا "بيكيه وألبا وراموس" ومن الوسط إنييستا في بعض الفترات، كما أن كريستيانو رونالدو قدم مستوى جيد وقاتل على كل كرة رغم اهداره بعض الفرص لكن هذا لا ينقص من مردوده البدني الكبير الذي بذله في الهجمات المضادة والمساندة الدفاعية، أما المخيبين فهم كثر من إسبانيا "دافيد سيلفا، أربيلوا، نيجريدو، تشافي هيرنانديز" ومن البرتغال "بيريرا، موتينيو، ألميدا وناني". قدم مباراة متوازنة في معظم فتراتها غطى بيريرا كثيراً على الطرف الأيمن، وأحكم رقابته على المهاجم الإشبيلي السريع "نيجريدو" وكان بمثابة الغصة في حلق إنييستا كلما حاول المرور من على الطرف الأيمن. البرتغال قدمت مباراة دفاعية كبيرة جداً بقيادة بيبي وزميله "برونو ألفيش" بالاضافة لكوينتراو النشيط الذي لا يكل ولا يمل من الحركة وهو المتسبب الأول في قتل أهمية دافيد سيلفا في هذه المباراة. لكن بيبي كان أكثر لاعب في الخط الخلفي وربما في منتخب البرتغال ككل اتزاناً في المستوى حتى أنه الوحيد الذي ظهرت عليه علامات الثقة في النفس لحظة تنفيذ ركلات الجزاء الترجيحية. واعتقد أن برونو ألفيش كاد يخطف منه هذا اللقب لو كان قد حافظ على مردوده الذي قدمه خلال الوقت الأصلي حيث تأثر جداً في الشوطين الاضافيين وكاد يتسبب في أكثر من مشكلة حين مر بيدرو تارة ومر إنييستا تارة أخرى من ناحيته. بيبي الذي أزاح 24 كرة من داخل منطقة جزاء البرتغال في هذه البطولة خلال الخمس مباريات يُعد أفضل مدافعي أوروبا حتى الآن مع مدافع ألمانيا "هاميلز" ولا استبعد دخوله ضمن قائمة أفضل 11 لاعب في الحفل الختامي لليورو يوم الأول من يوليو. ألم تشعر عزيزي المشاهد بأن إسبانيا كانت تلعب ب10 لاعبين وليس 11 لاعب أثناء تواجد نيجريدو في خط الهجوم؟ لا أدري كيف يلعب هذا اللاعب ضعيف الحركة خارج وداخل منطقة جزاء الخصوم في التشكيل الأساسي للماتدور؟ لا أدري السبب الرئيسي الذي دفع ديل بوسكي للدفع به في مباراة اليوم على حساب المهاجم السريع والنشيط "توريس" أو الهداف القدير "يورينتي" الذي يجيد التعامل مع مدافعين طوال القامة مثل بيبي وبرونو ألفيش. إذا كان سيلفا مخيب للآمال فنيجريدو كان أسوأ لاعب على الاطلاق في مباراة أمس ومستواه إلى الآن لا يرتقي للعب الأدوار الأولى في منتخب بلاده. وبالاضافة لنيجريدو يوجد من البرتغال ناني وألميدا كانا مثل العالة على الثلث الهجومي البرتغالي ولم يقدما ما طلب منهما، والمدرب بينتو سقط في خطأ فادح حين أصر على استمرارهما في اللعب فكان يتوجب عليه اخراجهما في الدقيقة 60 كحد أقصى.