لابد من إيجاد مسافة بين المشير عبدالفتاح السيسى والقوات المسلحة فى اللحظة التى سيترشح فيها الرجل لمنصب رئيس الجمهورية. أعرف ان ذلك صعب جدا، لكن عليه ان يسعى لتحقيقه بكل الطرق الممكنة. البعض يخشى ان نكون بصدد الدخول إلى حكم عسكرى أو دولة عسكرية، والجيش وأنصار 30 يونيو ينفون ذلك. الحل لهذا الأمر ليس البيانات الانشائية لكن الواقع على الأرض. اتمنى فى اللحظة التى يعلن فيها السيسى الترشح ان تبتعد القوات المسلحة بأقصى ما تستطيع عن المشهد السياسى وتتفرغ لعملها الطبيعى وهو حماية الحدود والأمن القومى. اعرف عمليا ان القوات المسلحة موجودة فى المشهد السياسى بحكم الأمر الواقع الذى نعيشه بعد ثورة 30 يونيو. اعرف أيضا أن القوات المسلحة تلعب دورا مهما فى حماية الأمن الداخلى سواء فى مواجهة الإرهاب فى سيناء وبعض المناطق الحدودية، أو فى حماية الداخل مع الشرطة كما حدث أثناء الاستفتاء على الدستور أو اثناء بعض المظاهرات والاحتجاجات الكبرى. اعرف أيضا ان الجيش قدم وما يزال تضحيات جسام فى سبيل حماية الثورة، وكل يوم يسقط له شهداء تقريبا فى سيناء على يد الإرهابيين. لكن ما أتمناه ان تتمكن الشرطة من أداء كل ما يتعلق بالأمن الداخلى، وان تستطيع القوات المسلحة ان تعود تتفرغ لحماية الحدود إضافة بالطبع إلى القضاء على الإرهاب فى سيناء. المشير السيسى أعاد الثقة للقوات المسلحة بعد محاولات تشويهها فى المرحلة الانتقالية الأولى وبعض فترات حكم الإخوان، ثم انه بذل جهدا مهما فى إعادة تجهيزها وتأهيلها وتدريبها، وبالتالى فكل ما نتمناه ان يتفرغ وزير الدفاع الجديد الذى سيخلف المشير السيسى إلى استكمال هذه المهمة، لكى تخرج القوات المسلحة من مستنقع السياسة الآسن. ستعود القوات المسلحة إلى ثكناتها وهى واثقة انه لن يكون هناك رئيس يحاول الانتقاص من دورها، أو رئيس يحاول تغيير هوية البلاد كما فعل محمد مرسى وجماعته. كما انها ستكون واثقة من ان أى رئيس سيحكم مصر فى السنوات الثمانى المقبلة لن يستطيع العبث بالثوابت القومية بحكم ان الدستور أعطى للجيش عمليا فيتو على محاولة من يفكر فى ان يفعل ذلك. وجود السيسى فى القصر الرئاسى يفترض ان يجعل الجيش يشعر بالأمان لكى يتفرغ لدوره الطبيعى. أهمية الكلمات السابقة ان السيسى سيتحول فى اللحظة التى سوف يترشح فيها إلى مواطن مدنى وليس أحد أفراد القوات المسلحة. إذا نجح فى مهمته الرئاسية وندعو الله له بذلك فسيكون ذلك فخرا له ولنا ولمصر، وإذا لم يوفق لا قدر الله فلا تتحمل القوات المسلحة وزر هذا الاخفاق أو تدفع ثمنه. نناشد قادة القوات المسلحة والمشير السيسى قبل ان يتقاعد ان يبذلوا كل الجهود الممكنة لكى يبعدوا الجيش عن السياسة قدر المستطاع حفاظا على هذه المؤسسة الوطنية العظيمة