"وين هنادي.. هنادي كانت هنا.. هنادي ماتت يا آمنة.. هذا أمر الله"، هذا هو المنولوج الذي سيطر على أذهان المصريين مع علمهم بنبأ رحيل الفنانة زهرة العلا، هنادي السينما المصرية، بعد مسيرة فنية وصلت ل120 فيلما و50 مسلسلا تليفزيونيا، قدمتها على مدار 55 عاما. تمتعت زهرة العلة برقة فريدة وملامح بريئة وضعتها في قائمة أشهر نجمات السينما، وتميزت بقدرتها على أداء الأدوار المتباينة، ولاقت استحسانا لبساطتها ناسب روحها البريئة التي لم تستطع أن تتخلى عنها في أدوارها، ما منعها أن تقدم دور الأم كثيرا كغيرها من بنات جيلها. ولدت زهرة العلا محمد بكر في 10 يونيو عام 1934، بمحرم بك بالإسكندرية، وتميزت بموهبة وضعتها في مكانة خاصة بين كلاسيكيات الفن، فحبها للتمثيل ظهر منذ طفولتها، فكونت فريقا للتمثيل بالمدرسة تشرف عليه وتخرج أعماله. بين أسرة متوسطة الحال نشأت زهرة العلا، مع 6 أشقاء، وتنقلت العائلة كثيرا بسبب ظروف عمل الوالد غير المستقرة، فانتقلوا إلى المحلة الكبرى ومنها للقاهرة، حيث خطت أولى خطواتها وحصلت على دبلوم من معهد الفنون المسرحية. شجعها والدها على العمل الفني، وقدمها للفنان يوسف وهبي، وعملت في مسرحه وتتلمذت على يدي عميد المسرح العربي، وانضمت لفرقة "زكي طليمات" وقدمت معها عروضا مسرحية، ثم انضمت لفرقة "إسماعيل ياسين" وشاركت معه في العديد من بطولات أفلامه. وانطلقت من المسرح إلى السينما، وقدمت أولى أدوارها السينمائية في فيلم "خدعني أبي"، وبدأ الجمهور في التعرف عليها من خلال مشاركتها في فيلم "انا بنت ناس" فكان فاصلا في مشوارها الفني، الذي قدمت خلاله أعمالا متميزة كان أبرزها "دعاء الكروان" حيث لعبت به دور "هنادي"، الذي أصبح علامة في تاريخها كما هو علامة في تاريخ السينما المصرية، و"جميلة بو حريد" و"رد قلبي" و"سر طاقية الإخفاء" ومسلسل "الزوجة آخر من يعلم". تزوجت زهرة العلا في بداية حياتها من الفنان صلاح ذو الفقار، وانتهى بالطلاق عقب عام واحد فقط، تزوجت بعدها من المخرج حسن الصيفي وأنجبت منه أمل ومنال، وانقطعت عن عالم الفن منذ مشاركتها في آخر أعمالها "أرض أرض" عام 1991 مع فاروق الفيشاوي وإلهام شاهين، وامتنعت بعدها عن الظهور في وسائل الإعلام، إلى أن توفيت اليوم 18 ديسمبر عن عمر ناهز 79 عاما.