وصفه البعض بأنه الوزير الأكثر إثارة للجدل فى حكومة الببلاوى، بعد أن أعلن معارضته لمشروع قانون التظاهر الجديد، بالإضافة إلى آرائه الداعمة للتصالح مع تنظيم الإخوان. واصل الدكتور زياد بهاء الدين، نائب رئيس الوزراء وزير التعاون الدولى، صناعة الجدل، واعترف فى حوار مثير مع «الوطن» أن الحكومة الحالية ليست حكومة ثورة كما يظن الناس، ولكنها حكومة مؤقتة تمثل تحالف «30 يونيو» الواسع. ودافع بهاء الدين عن أداء الحكومة وإنجازاتها فى أول 100 يوم، وقال: «الحكومة تعمل فى ظروف شديدة الصعوبة ومع ذلك حققت إنجازاً فى العدالة الاجتماعية»، فيما تبرأ من الدعوة للمصالحة مع جماعة الإخوان.. إلى نص الحوار: ■ ما تقييمك لأداء الحكومة فى 100 يوم بعد الانتقادات الشعبية الموجهة لها.. البعض يرى أنها مخيبة للآمال؟ - تقييم الأداء الحكومى «مش أنا اللى أعمله، لكن أنا كان تقديرى ولا يزال أن الحكومة بدأت عملها فى ظروف فى منتهى الصعوبة، صعوبة فى إدارة توقعات الناس، ولا أقصد هنا التوقعات المرتفعة، وهنا يمكن أننا لم ننجح فى توضيح طبيعة الحكومة فى المرحلة دى هتكون إيه». وفى تقديرى الخاص أنه فى الظروف الأمنية والاقتصادية والسياسية وفى ظل 100 يوم تم تحقيق أشياء كثيرة جداً، والأهم أن الحكومة لها برنامج معلن ومحدد، فالأشياء التى لم تحدث مهم إننا نعرف: هل الحكومة هتقدر تعملها ولا مش ناوية تعملها أصلاً، نفسى الناس تقدّر عمل الحكومة فى إطار الظروف الصعبة اللى بدأت فيها وما زالت مستمرة، وتولد منها ظروف غاية فى الصعوبة، وأيضاً الحكومة هنا تحتاج مساندة الناس لكى تتمكن من إنهاء المرحلة الانتقالية بنجاح. ■ بصفتك رجل أرقام، تعطى الحكومة كم فى المائة؟ - لأ.. صعبة حقيقى، أصل مش من العدل أن أعطى رقماً الناس تعتبره مرتفعاً، لكن الحكومة فيها ناس عاملة جهد هائل بعضه ظاهر إعلامياً وبعضه مش ظاهر، ومرة أخرى عايز أفكّر حضرتك إن الناس كانت مقدّرة الظرف اللى جاية فيه الحكومة، الظرف ده تجاوزناه وبدأنا نتعامل باعتبار الأوضاع عادية، رغم أن الأوضاع ما زالت غاية فى الصعوبة، والظروف الصعبة ما زالت مستمرة.حكومتنا مؤقتة وليست «حكومة ثورة» وظروفها صعبة وتغييرها وارد ولسنا متمسكين بمناصبنا ■ ما أبرز سلبيات الحكومة التى تراها أو الملفات التى ترى الحكومة مقصرة فيها سواء عن عمد أو دون قصد؟ - أعتقد أن التقصير الأول هو عدم بذل جهد كاف فى توضيح طبيعة الحكومة فى هذه المرحلة، ولذلك الناس ارتفعت توقعاتها، ناس افتكرتها حكومة تسيير أعمال وناس فاكراها حكومة ثورة، مما أعلى من سقف الطموحات، بينما هى حكومة مؤقتة أدواتها محدودة بحكم الظرفين الأمنى والاقتصادى، لم نبذل جهداً كافياً فى شرح طبيعة عمل الحكومة، وهناك تقصير من الحكومة فى شرح ما تقوم به، وأزعم أن هذه الحكومة حققت فى مجال العدالة الاجتماعية ما لم يُحقق فى سنوات طويلة. ■ كيف والأحزاب تنتقدها؟ - هذا انتقاد فى غير محله، لكن فيه حاجات لم تُشرح بشكل كاف ولم تناقش بشكل كاف ولم تأخذ حظها من الاهتمام والمناقشة، الحاجة الثالثة الحكومة كان لازم تشرح أكتر أنها تمثل تحالفاً واسعاً هو ما نسميه تحالف «30 يونيو» وده مش حاجة واحدة، «30 يونيو» قامت على أنها ثورة حقيقية للشعب ضد الإخوان، أنا رأيى أنها ميزة، فهذا التحالف كان فى قدرة المواطنين وساندهم الجيش طبعاً، والتظاهر حقيقة بدأ منذ الإعلان الدستورى بتاع مرسى، والحكومة تمثل كل هذا التحالف، وبعض الحاجات التى تراها الناس تردداً من الحكومة ليست كذلك، وإنما أنت فى الحقيقة توازن بين اعتبارات تمثل التحالف، وانت «لازم تعمل ده عشان تحافظ على تحالف 30 يونيو»، فمثلاً جزء من التحالف يرى إنك تاخد إجراءات اقتصادية فى اتجاه معين لدعم القطاع الخاص، وناس تقول أنتم حكومة ثورة واحنا ساندناكم لتحقيق عدالة اجتماعية سريعة ولو على حساب قطاع الأعمال، انت عايز تنحاز للعمال فى أشياء وتحافظ على رجال الأعمال فى أشياء أخرى، والحفاظ على التحالف يفرض عليك التوازن فى سياساتك. ■ لكن البعض يرى الحكومة تمثل بشكل أو بآخر جبهة الإنقاذ، ومع ذلك كثير من قيادات جبهة الإنقاذ ينتقدون الحكومة ويطالبون بتغييرها، «يعنى الوعاء اللى انتوا طالعين منه مش راضى عن أدائكم»، وطبعاً هناك اتهامات للحكومة بأنها تسير على خطى حكومة عصام شرف وأنها هتضيع ثورة 30 يوينو! - جبهة الإنقاذ كنت وما زلت فخوراً بعضويتى فى حزب من أحزابها، وأنا ود. حازم جمّدنا عضويتنا فى الحزب منذ الوزارة، حتى لا نُتهم بالانحياز لأحزاب، نعم الحكومة جاء منها وزراء من أحزاب الجبهة، لكن لا أظن أنها اختيرت بمنطق حكومة جبهة الإنقاذ، وكون الجبهة معترضة على أداء الحكومة فهذا حقها، وماقدرش أقول لها: ما تشيلوناش.. إحنا منكم، لكن مقولة إن الحكومة لا تؤدى فغير صحيحة.. وفكرة أنها حكومة تحالف غير واضحة بالنسبة للناس، كل الناس نزلت فى «30» يونيو، ومع ذلك وبمنتهى الصدق والأمانة الجهة التى عيّنت هذه الحكومة يمكنها تغييرها، تغيير الحكومة وارد، واحنا لسنا متمسكين بأماكننا إلا بما يريده الناس. ■ تكلمت عن الظروف الصعبة، ولم تقل إن هذه الحكومة تلقّت أكبر دعم شعبى ومالى من الدول العربية وسياسى وإعلامى فى تاريخ الحكومات المصرية.. والناس ترى أنكم فى ظروف أفضل كثيراً من حكومة د. شرف! - نحن نقدر المزايا المتاحة لنا، بما فيها الدعم المالى طبعاً، بس لازم نوضح وجود انخفاض فى موارد الدولة واحتياطياتها، والشىء الآخر أنها جت مدعومة شعبياً لحد كبير، كل اللى يهمنى إننا ننتقل من أن الناس مش راضية بشكل عام إلى الكلام عن حاجات محددة، أصل صعب تقول لواحد أنا مش راضى عنك بشكل عمومى، هيقول لك إيه اللى مش عاجبك بالضبط، دعنا نتناقش ونرى إيه المتاح نعمله وإيه اللى مش متاح، محتاجين نتناول المسألة ليس بشكل انطباعى لكن بشكل محدد أكثر. ■ بشكل محدد أكثر، البعض يرى أن جناحاً داخل الحكومة متردد.. ويرى أنك تقود هذا الجناح فيما يخص مواجهة الإخوان، وأنك دعوت لأكثر من مرة لموضوع المصالحة رغم رفض الشعب وعدم التجاوب مع هذه الأفكار؟ - سأتكلم عن نفسى ولا أعرف مسألة موضوع الجناح، ولا أصف ما أفعله بأنه متردد، «أنا ما باعرفش أعمل الحاجة اللى مش واخد عليها، حضرتك ممكن تعتبره أى حاجة بس مش بالضرورة متردد»، وبالمناسبة لو رجعت لكل ما كتبته وقلته فى كل المجالات، مفيش أى شىء يؤكد ما يشار إليه بأنى أتبنى مبادرات المصالحة مع الإخوان. وما دعوت إليه وتبنّته الحكومة هو فكرة أن هذا البلد يجب أن يكون لديه خطة وسياسة أمنية ولا بد أن يكون معه أيضاً خطة سياسية يتحرك بها، لا يجب أن يكون هناك أمن فقط دون طرح سياسى، وهذا ما اقترحته أنا والحكومة وافقت عليه، وأُعلن فى شكل برنامج الحكومة لحماية المسار الديمقراطى، ولكن فيه هجوم منظم من ناس.. اعتبرها مبادرة شخصية وأنا اللى متبنيها مش صادرة من الحكومة رغم أنها صادرة عن الحكومة يوم 21 أغسطس بإجماع أعضاء مجلس الوزراء وأخذت يومين مناقشة، وكل ما قمت به بعدها من اتصال بقوى سياسية وتشكيل للجنة اسمها «لجنة حماية المسار الديمقراطى» تم فى إطار هذا الجهد، وبتشاور مع أعضاء الحكومة، بصراحة فيه حاجات أتصدّر وأقول رأيى فيها بوضوح شديد لاعتقادى أن هذا رأى يجب أن يُعبر عنه فى إطار تحالف 30 يونيو، وأنا أعمل ذلك حرصاً على استمرار تحالف 30 يونيو، وهذه النقطة الخلافية الأساسية بينى وبين كثير ممن ينتقدون موقفى، وأنا رأيى أن جزءاً كبيراً مما تعمله الحكومة يكون فى ذهنها أثناءه الحفاظ على 30 يونيو. ■ لكن التحالف حدث فيه انشقاق.. ولم نرَ الحكومة تتدخل لعلاج الانقسام بدرجة تدخلها للمصالحة مع الإخوان! - فى الحقيقة أنا مش عارف مشكلة المصالحة مع الإخوان، الذى طرحته وأكرره فى كل مناسبة ورأيى هو ما ذُكر فى برنامج الحكومة بمنتهى الدقة، أن هذه الحكومة تدعو كل القوى السياسية لأن تكون جزءاً من المرحلة القادمة والعمل السياسى المشروع بشروط هى؛ قبول خارطة الطريق وعدم استخدام العنف، احترام القانون وعدم استخدام سياسات تمييزية أو تنهض على تمييز، الحكومة قالت من يقبل هذه الشروط نرحب به فى المسار السياسى. ■ عرضت هذه الشروط على الإخوان؟ - أنا لم أتصل بصورة مباشرة بالإخوان منذ دخلت الحكومة. ■ هذا معناه أن هناك اتصالات غير مباشرة؟ - لأ طبعاً. ■ وهل جلس معك أحد ممن قدموا مبادرات مثل د. أبوالمجد أو د. العوا أو غيرهما؟ - لا الدكتور أبوالمجد ولا الدكتور العوا، لكن طبعاً أتابع وأرى، وأنا على اتصال بمفكرين من مختلف التيارات السياسية وأنا مستمر فيما قررته الحكومة وطلبته منى بالمناسبة، وأنا من بعد صدور البرنامج ده بفترة وجيزة د. الببلاوى أصدر قراراً بلجنة تدير هذا الحوار فيها د. عزالدين شكرى وأنا ومصطفى حجازى وعلى عوض مستشار رئيس الجمهورية وفيها منير عبدالنور وعمرو الشوبكى، أنا والسفير عزالدين شكرى على وجه الخصوص بنعمل فيما نعمله تكليفاً من الحكومة، فالتقينا بكل التيارات السياسية فى البلاد وليس الأحزاب فقط، التقينا بالمصريين الأحرار والمصرى الديمقراطى والكرامة وتمرد والتجمع والتحالف الشعبى وبحزب النور ومصر القوية وشيخ الأزهر والأنبا تواضروس وبالمجلس القومى لحقوق الإنسان. ■ و«مصر القوية» أقر بخارطة الطريق؟ - لا.. ليس بالضرورة، هنا بقى مسألة ناس تقولك إنها مستعدة تقعد معاك فى هذا الإطار وكان موقفهم إنهم ضد أو متحفظين على كثير من سياسات الحكومة، لكن مستعدين نتعاون فيما يحقق المسار الديمقراطى، ده شىء يسعدنا. ■ «مصر القوية» كان يمثله د. عبدالمنعم أبوالفتوح؟ - نعم.. جلست مع أبوالفتوح. ■ وهل هو مقر بخارطة الطريق، يعنى جلسى معكم على أى أساس وأنتم من وجهة نظره انقلابيون؟ - ممكن، هو كان مستعد يجلس معى بصفتى من لجنة حماية المسار الديمقراطى، واللى عايز أقوله إن هذه المبادرة وهذا البرنامج عمره ما كان موضوعه إبرام اتفاق سرى أو تصالح شامل مع الإخوان، والبعض هاجمها ليعرقل المسار الديمقراطى. ■ كانت مؤامرة يعنى؟ - لأ.. ليست مؤامرة، كان هجوماً مبالغاً فيه بغرض تعطيل المسار الديمقراطى. ■ ربما أحداث ما بعد 21 أغسطس أخذت منحى آخر من الإرهاب، فالناس لم تعد تتقبل فكرة الحوار مع الإخوان والكلام عن المصالحة! - ممكن مضبوط.. بس أرجع وأقول إن الكلام فى المطلق لم يكن عن المصالحة، كان على أن هذا المجتمع بقدر ما هو به خطة أمنية للتعامل مع العنف والإرهاب لا بد أن يكون فيه طرح سياسى لعدم إقصاء أى تيار سياسى لنبذ العنف وعدم إراقة الدماء وتحقيق المسار الديمقراطى. ■ ما رؤيتك لحالة الاستقواء بالخارج التى تمارسها الإخوان؟ - هى حالة خطيرة، ومؤثرة فينا تأثير ملموس، أثرت اقتصادياً لفترة طويلة، وأرى أن الأثر السيئ بدأ ينحسر كثيراً، ورجعت قنوات التعامل الاقتصادى، لا أقول رجعت إلى مجالها بالكامل لكن بدأت الآثار تنحسر قليلاً، وطبعاً دول الخليج مش متأثرة من الأصل، هتلاقى تعاون أكثر مع دول التعاون الأوروبى، ومن البداية الحقيقية مع الدول الآسيوية، التعاون الاقتصادى الحكومى بدأ يرجع، وفيه بوادر طيبة وفيه تقدم، وحتى المعونة الأمريكية؛ المعونة التى تأثرت هى المعونة العسكرية وليست الاقتصادية، والشروط التى وُضعت عليها لا تؤثر كثيراً. ■ هل تتوقع أن أمريكا والاتحاد الأوروبى سيفرضون فى الفترة المقبلة مزيداً من القيود على المعونات أم ستعود الأمور إلى ما كانت عليه قبل 30 يونيو؟ - أرى أن «الخط ماشى خطوتين لقدام وخطوة للوراء»، لكن بشكل عام الاتجاه إلى تقدم اقتصادى، الحالة مع الاتحاد الأوروبى أفضل قليلاً، انت بتسألنى: هل استقواء الإخوان بالخارج يؤثر علينا اقتصادياً، أنا يهمنى أكثر إحنا نعمل إيه، فلا يجب أن يكون رد فعلنا الانفعال من أحداث العالم الخارجية وترك مواقعنا ونقول هو بيستقوى بيها فأنا هاسيبها له وأمشى، لأ.. إحنا ندافع عن مواقعنا بالخارج ونرسخها ونصرّ على استكمال تعاملنا مع كل الدول، وهذا ليس معناه إننا نقبل بأى شىء تحت أى ظرف، لكن انت لازم تدافع عن مواقعك فى كل مكان، فيه حاجات استثنائية، اعتذرنا عن حضور اجتماع صندوق النقد الدولى الشهر الماضى، وهذا الكلام أعلنه د. الببلاوى بدون لف أو دوران، لأن الدعوة حينما أُرسلت إلى مصر أُرسلت بشكل غير لائق اعتبرناه يسىء إلى مصر ولا يليق بمكانتها، فما زال الحوار جارياً داخل صندوق النقد الدولى عما إذا كانت حكومة مصر شرعية بالقدر الذى يجعل مكانها محفوظاً، وجاءت الدعوة متأخرة واحنا اعتبرناها متأخرة بطريقة لا تليق فاعتذرنا عن عدم حضور الاجتماع. ■ وموضوع القرض؟ - هذا موضوع آخر، والحقيقة إن القرض غير مرتبط بذلك، الفكرة مش إننا نقفل أو لأ، الفكرة إن الوضع الاقتصادى بشكل عام أفضل بكتير من الوضع السنة الماضية، وهذه حقيقة وبالأرقام، فنحن لسنا تحت ضغط توقيع اتفاق مع صندوق النقد الدولى، ولذلك نقول إنه على الحكومة استكمال عملية البناء، ولديها برنامج وطنى يقنع البلاد التى تعمل معها، أما التعامل مع صندوق النقد فمستمر لكننا لسنا تحت ضغط الحصول على القرض فى الوقت الحالى. ■ الدعم الإماراتى لن يستمر طول الوقت، هذه رسالة زيارتكم الأخيرة للإمارات، فهل الحكومة تعد العدة لهذا الأمر؟ - بالمناسبة لم تكن هذه هى الرسالة الأساسية من الزيارة للإمارات، الرسالة التى رجعنا بها هى وجود مساندة إماراتية وخليجية بلا شك، إلى أن تخرج مصر من أزمتها الراهنة، وهى مسألة جاءت على لسان كل من التقيناهم، بداية من ولىّ العهد، يمكن المسالة كان فيها جزء حوار حول كيف نوجه جزءاً من هذه المساهمة بحيث لا يكون كلها استهلاكياً، ويكون للمساهمة فى تأثيث اقتصاد البلد، وكيف نحمى بلدنا من تكرار هذه الحالة فى المستقبل، فرق كبير بين أن الرسالة تكون: أهددك بعدم المساعدة، ولا أؤكد لك أنى أساندك لآخر لحظة وأشتغل معاك فى تأسيس قواعد اقتصادية بشكل سليم.