ضاع اللقب المفضل لمانشستر يونايتد في الأعوام الخمس الأخيرة والكثير من مشجعي هذا العملاق الأحمر الكبير عاشوا لحظات مأساوية في نهاية مباراة السيتي حين قلب الطاولة في الثواني الأخيرة ووضع نفسه بالقوة على عرش الكرة الإنجليزية للموسم الحالي. الكثيرون أيضاً لاموا الحظ وآخرين من عشاق الشياطين سخروا من فوز السيتي ذو "التاريخ الصغير" بفارق الأهداف فقط، لكن كل هذا لا يمنع من الاقرار على أن موسم اليونايتد وادائه الاجمالي على مدار الموسم يجعله يستحق كل قطرة علقم تذوقها من الخسارة الآن وكل هذا يرجع بشكلٍ مباشر إلى أداء ادارته. فالشياطين الحمر وإن جمعوا نفس عدد نقاط السيتي فهذا لا يمنع أن السيتيزينس تفوقوا في العديد من النقاط الأساسية الذي يجب أن يمتلكها الأبطال، فالفريق السماوي كان حاسماً جداً أمام العشر الأوائل في البريميرليج كما تمكن من هزيمة اليونايتد ذهاباً وإياباً، ورغم أن الفريقين خرجا من دور المجموعات بدوري الأبطال إلا أن السماوي خرج على يد فرق كبيرة جداً حيث وقع بمجموعة الموت، أما خروج اليونايتد أتى هزيلاً وعلى يد فريق سحقه البايرن الذي ترأس مجموعة السيتي في الدور الأول بسباعية كاملة بالدور الاقصائي. وبعيداً عن أداء اليونايتد الباهت هناك مسؤولية تقع على شيخ المدربين السير أليكس فيرجيسون ومن خلفه أو قبله حتى إدارة النادي التي لم تلب أي من مطالبه المالية في فترات الانتقالات المتلاحقة وجاءت تلبيتهم لمطالبه البسيطة الصيف الماضي بضم أشلي يونج وفيل جونز ودي خيا كردة فعل متأخرة للغاية وغير كاملة على الإطلاق، فالفريق كان بحاجة ماسة لدعم على مستوى جميع المركز منذ صيف 2009. اليونايتد يفتقد حالياً لصانع ألعاب صريح ومميز، فكيف يمكن لفريق بحجم المارد الأحمر أن يضطر بنصف الموسم إلى الاستعانة بأحد لاعبيه التاريخيين المعتزلين وهو بول سكولز من أجل عودة الفريق للمنافسة على الدوري، وكيف من الممكن أن ينافس فريق لا يمتلك إلا لاعب واحد هو سكولز وبدرجة أقل الآن مع تقدمه بالعمر جيجز قادرين على الابداع في المنتصف، كيف سيتمكن هكذا فريق من المنافسة على جبهات متعددة وهو الشيء المتوقع دائماً من فريق بحجم مانشستر يونايتد. يحسب للسير الأسطوري قيادته لمجموعة هزيلة نسبياً مقارنةً بالمجموعة التي يمتلكها منافسه لكن من المطلوب بقوة قيامه بتعاقدات كبيرة بالصبف القادم وخصوصاً جهة ضخ الابداع في منتصف الملعب، ليتمكن من العودة للمنافسة ليس فقط على الدوري ولكن على كل الجبهات التي كان ينافس عليها قبل رحيل كريس. الموسم القادم الفرق الكبرى ك (آرسنال، تشيلسي، ليفربول، توتنهام ومانشستر سيتي) لن يرحموا اليونايتد، فمن غير المرجح أن تتعثر القوى المنافسة تقليدياً له بالسنوات الأخيرة كما حدث خلال المواسم الماضية. فآرسنال مع بودولسكي واللاعبين الفرنسيين الجدد لن يستمر خالي الوفاض، وليفربول لا يمكن أن يكرر بكل تأكيد مأساة الموسم الحالي على صعيد البريميرليج، وتشيلسي ومالكه الملياردير الروسي يخططون للقيام بأكبر سوق انتقالات في تاريخهم لاعادة هيكلة الفريق بالكامل وارجاعه إلى التألق وأما السيتيزينس فمن الواضح أن إدارته لن تتراجع قبل أن ترى فريقها قد أصبح من نخبة النخبة في أوروبا. إذاً وبهذا الموسم وبرغم استغلال اليونايتد لكبوات تشيلسي، أرسنال وليفربول ولسقطات السيتي المتكررة أمام الفرق الصغيرة والمتوسطة، إلا أنه لم يستطع احراز اللقب وهو لا يستطيع لوم إلا نفسه وإدارته على تقشفها الشديد بمقابل سياسة الصرف الكبيرة التي تمارسها بقية الأندية الأوروبية الكبرى فمن المعروف في علم الاقتصاد أنه لتربح كثيراً عليك أن تدفع كثيراً.